هذا هو اليوم الأخير من تشرين الأوّل (أكتوبر) الذي أعلن – كلّ عام - شهرًا للمبادرةِ العالميَّةِ منْ أجلِ التَّوعيةِ بمخاطرِ سرطانِ الثَّديِ منذُ عامِ 2006.

واختير لونُ الفرحِ؛ لتكونَ الحياةُ بلونِ الوردِ لدعمِ العاملِ النَّفسيِّ للمرأةِ في الوقايةِ منْ هذا المرضِ؛ فيرتدي كلُّ العاملين شريطًا ورديًّا ليكونَ شعارًا يرمزُ لهذا اليوم.

اعتمدَ الشَّريطُ الورديُّ رمزًا للتّوعيةِ حولَ سرطانِ الثَّديِ تحتَ شعاراتٍ منها (الزهريُّ لأكتوبر) عام 1992، وقد اشتُقَّ من الشَّريطِ الأحمرِ الممثِّل للتَّوعيةِ بمرضِ الإيدز، ويرتبطُ بذلك عملُ حملةٍ خيريَّةٍ دوليّةٍ لجمعِ التَّبرعاتِ منْ أجلِ رفعِ التَّوعيةِ والدَّعمِ وتقديمِ المعلوماتِ والمساندةِ ضدَّ هذا المرضِ.

ومنْ تقاليدِ هذا اليومِ أيضًا أنْ تُرسلَ النِّساءُ للنِّساءِ قلبًا أحمرَ على مواقعِ التّواصلِ الاجتماعيِّ،

وربَّما نتساءلُ: لماذا يخصَّصُ لسرطانِ الثّديِ تحديدًا يومٌ عالميٌّ في الوقتِ الذي يَشهدُ العالمُ أنواعًا أشدَّ خطورةً كسرطانِ الدَّمِ (اللوكيميا) مثلًا، ولكن تأتي الإجابةُ منْ أنَّ هذا السَّرطانَ مرتبطٌ بالأنوثةِ وعنوانِها الدّال على الخصبِ وسماءِ الحياةِ ومطرِها ورمزِها الأجملِ.

لم يشغلْ سرطانُ الثَّديِ نشراتِ الأخبارِ ومواقعَ التَّواصلِ فقط بلْ إنَّ سبعةَ أفلامٍ في تاريخِ السّينما العالميّةِ تناولتْ الصِّراعَ مع سرطانَ الثَّديِ موضوعًا تدورُ حولَه الأحداثُ، لعلَّ أبرزَها فيلمُ مراحلِ الشَّغف (Terms of Endearment) ، وهو فيلمٌ منْ إنتاجِ عامِ 1983 توثّقُ أحداثُه ثلاثين عامًا في حياةِ امرأةٍ وابنتِها، هنا في هذا الفيلمِ تظهرُ أورارا (شيرلي ماكلاين) نموذجًا منْ نساءِ أمريكا اللائي تتوزَّعُ حياتَهن بين التَّفاني الأسريِّ وتحديّاتِ الوظيفةِ، وابنتِها إيما (ديبرا وينغر)، كلتاهما تبحثان عن الحبِّ، و وبأسلوبٍ كوميديٍّ تتخاصمان وتتصالحان .... تنفصلُ المراهقةُ عنْ أمِّها لتتزوجَ منْ أستاذٍ جامعيٍّ وترزقَ منه بثلاثةِ أطفالٍ، ثمَّ تتزوَّجُ الأمُّ منْ رائدِ فضاءٍ متقاعدٍ، ثمَّ تصابُ الابنةُ بسرطانِ الثَّديِ وتموتُ بعدَ صراعٍ مع المرضِ، لتتولَّى الجدَّةُ وزوجُها رائدُ الفضاءِ مهمَّةَ تربيةِ الأولادِ في إشارةٍ الى أنَّ الحبَّ والتَّرابطَ رافقَ الأسرةَ في كلِّ المراحلِ قبلَ المرضِ وبعدَه، بلْ ما بعد الموتِ.

الفيلمُ وثَّقَ ببراعةٍ قيمًا اجتماعيَّةً تحتاجُها المجتمعاتُ في كلِّ أحوالِها لا سيِّما إنْ غزاها هذا السَّرطانُ الذي أصبحَ منْ سماتِ العصرِ.
لم يدخلْ سرطانُ الثَّديِ القصَّةَ والرِّوايةَ وعددًا من الأفلامِ السِّينمائيِّةِ لينصحَ الكتّابُ والمنتجون المرأةَ ماذا تأكلُ وماذا تدعُ منْ ألوانِ الطَّعامِ، ولكنْ ليقولوا كلماتٍ تكرِّسُ شعارَ (أنتِ الأهمُّ) في عالمٍ تشكِّلُ المرأةُ نصفَه النّابضَ بالحياةِ، والمسؤولَ عنْ سعادةِ البيتِ اللبنةِ الأولى في المجتمعات وعنوان استقرارها.