وقفة مع صاحبي الجلالة في لقائهما مع بي بي سي
السفير الدكتور موفق العجلوني
31-10-2025 09:33 PM
في لقاءٍ استثنائي جمع صاحبي الجلالة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبد الله حفظهما الله مع قناة بي بي سي البريطانية قبل يومين، حيث تجلت حكمة وحساسية جلالتها تجاه القضايا الإنسانية، وخصوصاً ما يتعلق بمعاناة الاهل في غزة. كانت كلماتهم صادقة نابعة من القلب تحمل همّ الإنسان وواجبهما كقادةٍ لبلدٍ يحمل على عاتقه رسائل السلام والعدالة.
صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله وسدد على طريق الخير خطاه، أعرب عن موقف الأردن الثابت والداعم للقضية الفلسطينية بشكل عام، ولأهل غزة بشكل خاص. لم تكن تصريحات جلالته مجرد كلمات عابرة، بل كانت تجسيدًا للنهج الذي يتبناه جلالته في الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وحمايته من ويلات الحروب والنزاعات. جلالة الملك أكد على ضرورة التحرك الفوري لإنقاذ أرواح الأبرياء الذين يعانون من قصفٍ مستمر، وجوعٍ وحصارٍ خانق. وأضاف أن الأمل يجب أن يبقى حيًّا في القلوب، وأن العالم لا يمكن أن يتجاهل معاناة هؤلاء الناس الذين يرزحون تحت وطأة الحروب في القرن الواحد والعشرين.:
أما جلالة الملكة رانيا ملكة الإنسانية رعاها الله، فقد كانت دائمًا من أبرز المدافعين عن قضايا الإنسان، وخاصةً حقوق الأطفال والنساء في المناطق المتأثرة بالنزاعات. وفي هذا اللقاء، سلطت جلالتها الضوء على الواقع المرير الذي يعيشه أطفال غزة، والذين يُحرمون من أبسط حقوقهم في الحياة والتعليم والرعاية الصحية. حديث جلالتها كان مليئًا بالمشاعر الإنسانية التي لم تكن مجرد كلمات، بل دعوة للعالم للتكاتف من أجل توفير السلام والإنصاف للمجتمع الفلسطيني بأسره.
الأردن، بقيادة صاحبي الجلالة، يعدّ دائمًا صوتًا حريصًا على مصلحة الفلسطينيين، وملتزمًا بالدفاع عن قضاياهم في المحافل الدولية. كما أن جلالتهما يقدمان الدعم المادي والمعنوي للأسر الفلسطينية النازحة، خاصة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي تعيشها غزة اليوم.
الموقف الأردني يظل ثابتًا: "الإنسان قبل كل شيء". لم يقتصر دعم الأردن على التصريحات فحسب، بل تَجَسّدَ ذلك في الدعم الإغاثي المستمر، فضلاً عن استضافة اللاجئين الفلسطينيين ومنحهم الحماية والرعاية.
موقف صاحبي الجلالة الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبد الله حفظهما الله في لقاء بي بي سي كان تأكيدًا جديدًا على أن الأردن لن يتوانى عن تقديم الدعم لفلسطين، وأن صوت الحق والعدالة لن يغيب مهما كانت الظروف. رسالتهما كانت واضحة: "لن نترك غزة وحدها، ولن نترك الشعب الفلسطيني يواجه مصيره بيديه فقط، نحن معهم في كل خطوة."
ذلك هو الإيمان الحقيقي بالإنسانية، وذاك هو الدور الذي لا ينساه العالم للأردن في قيادة نهج السلام والعدل.
حفظ الله جلالتهما ذخراً وسنداً للادن الحبيب ومتعهما بموفور الصحة والسعادة والعمر المديد.
*السفير الدكتور موفق العجلوني
مدير عام مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.me