زيارة تاريخية للجمعية الملكية لحماية الطبيعة
السفير الدكتور موفق العجلوني
03-11-2025 03:08 PM
بداية لا بد لي للمرة الثانية اتقدم بالشكر لابني فارس العجلوني حيث اصطحابي ووالدته الي الجمعية الملكية لحماية الطبيعة وذلك لوجود برنامج لدى فارس لاستقبال سياح اوروبيين حيث ستقوم الجمعية مشكورة بإعداد البرامج اللائقة لهم في محميات الجمعية. و كان قبل أيام اصطحبنا في رحلة تاريخية الى مدينة السلط لنفس الغاية (مقالي في عمون الغراء بعنوان جولة تاريخية في مدينة السلط بتاريخ ١٩/١٠/٢٠٢٥) .
وما انا وصلنا الجمعية حتى كان في استقبالنا كل من عطوفة السيد هيثم يوسف عمر مدير العمليات السياحية والسيد مازن عيسى. وعبروا عن سعادتهم بزيارتنا وقدموا الشكر لفارس على مبادرته غير المسبوقة واستعداد الجمعية على تقديم كل المساعدة في استقبال السياح من كل دول العالم.
ومن خلال العرض المصور الذي تم عرضة عن الجمعية، حقيقة اول مرة نعرف عن دور الجمعية في السياحةً البيئية والمحافظة على البيئة السياحية في المملكة والدور المشرف الذي تقوم به الجمعية، حيث تعدّ الجمعية الملكية لحماية الطبيعة من أهم المؤسسات الوطنية في المملكة الأردنية الهاشمية، والتي تُسهِم ليس فقط في حماية البيئة والطبيعة، بل أيضاً في تعزيز السياحة الداخلية والخارجية، وتقديم تجربة فريدة للزوار من كل أنحاء العالم. تأسّست في 24 نيسان 1966، تحت رعاية الملك الراحل الحسين بن طلال، لتصبح من أبرز الجمعيات التي تربط بين حماية الطبيعة والتنمية المستدامة.
تعدّ الجمعية الملكية لحماية الطبيعة من أهم المؤسسات الوطنية في المملكة الأردنية الهاشمية، والتي تُسهِم ليس فقط في حماية البيئة والطبيعة، بل أيضاً في تعزيز السياحة الداخلية والخارجية، وتقديم تجربة فريدة للزوار من كل أنحاء العالم. تعمل الجمعية على دمج حماية الطبيعة مع السياحة البيئية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات المحلّية. ففي التقرير السنوي للجمعية ورد أنها تطوّر «برامج في السياحة البيئية ومشاريع إنتاجية متنوعة. وتوفير فرص عمل للمجتمعات المحلية. هذا المبدأ يجعل منها شريكاً فعالاً في قطاع السياحة، لا فقط من منظور الحفاظ على البيئة، بل أيضاً من منظور جذب الزوار الذين يبحثون عن تجربة سياحية مسؤولة ومستدامة.
من خلال إدارتها لعدة محميات طبيعية، توفر الجمعية بيئات طبيعية متنوعة تُعدّ من الأصول السياحية. على سبيل المثال، تبرز محمية ضانا للمحيط الحيوي بكونها أول محمية محيط حيوي في الأردن، وتضم تضاريساً متنوعة.
أيضاً، السياحة البيئية التي تُعنَى بها الجمعية تُوضّح بأنها «تهدف لتوليد الدخل لدعم الحماية وخلق وظائف مستوحاة من الطبيعة ومساعدة الناس على فهم وتقدير تراثهم الطبيعي. وبالتالي، تتحوّل المحميات والمواقع التي تُشرف عليها الجمعية إلى وجهات سياحية فريدة، تستقبل الزوار المحليين والدوليين، وتقدّم تجربة توعوية وترفيهية في آنٍ واحد.
بنفس الوقت تلعب الجمعية دور الجسر بين الجهات الحكومية، المجتمعات المحليّة، والقطاع الخاص. من أمثلة ذلك توقيعها اتفاقية شراكة مع شركة واحة أيلة للتطوير لاستمرار التعاون في مجالات حماية الطبيعة وتطوير السياحة البيئية. وتُظهر تعاوناً مع وزارات مختلفة لإدارة وتطوير المناطق المحمية، وإنشاء بنى تحتية سياحية تراعي البيئة. وهذا الأمر يسهّل عملية استقبال الزوار ويُعزّز من مكانة الأردن كوجهة سياحية بيئية مستدامة.
من خلال إشراكها في فعاليات دولية وتوسيع العلاقات، تعمل الجمعية على إبراز الأردن كوجهة سياحية بيئية يمكن للزوار من الخارج زيارتها. هذا الأمر يزيد من عدد الزوار ويُسهم في تحسين صورة الأردن سياحياً. وبهذه الطريقة، تتحول جهود الحماية إلى فرصة جذب سياحي، مما يحقق منافع مزدوجة: البيئة والسياحة.
من أبرز المواقع والمنتجعات التي تُشرف عليها الجمعية والتي تستقبل السياحة الداخلية والخارجية:
. محمية ضانا للمحيط الحيوي
تقع في جنوب غرب المملكة، وتعد من أكبر محميات الأردن وتضم تضاريساً متنوعة من الجبال إلى الوديان. تُقدّم تجربة سياحية ممتعة لمحبي الطبيعة، التنزه، المُعسكرات البيئية، والإقامة في نُزلٍ بيئي. استقبالها موجه إلى السياحة الداخلية (من الأردنيين) وكذلك السياحة القادمة من الخارج التي تبحث عن الطبيعة الأصيلة.
محمية غابات عجلون للمحيط الحيوي
تقع في شمال المملكة، وتضم غابات مغلقة ومسارات مشي، وتتميّز بانخفاضها المناسب للأنشطة العائلية. تتوفّر خدمات للإقامة والأنشطة مع المجتمع المحلي المحيط، مما يجعلها وجهة سياحية متكاملة.
. محمية الأزرق المائية
تقع في البادية الشرقية، وتعتبر أول محمية أراضي رطبة ضمن اتفاقية رامسار في الأردن.
سياحياً، تقدّم فرصة لمراقبة الطيور والمياه، وهي جذب سياحي خارجي مميز لسياحة الطبيعة.
منتجعات ونُزل بيئية تحت إدارة الجمعية
في موقع الجمعية تُشير إلى نُزل «أكواخ عجلون» و«شاليهات الموجب» و«بيت الضيافة» كمواقع للإقامة البيئية. هذه الأماكن تُصمَّم لاستقبال الزوار المحليين والدوليين، مع مراعاة البُعد البيئي، وخلق فرص عمل للمجتمعات المحلية المحيطة.
الجمعية تؤكد على أن السياحة البيئية تُعدّ وسيلة لجذب الزوار، خلق فرص عمل للمجتمعات المحلية، وتعريف الناس بتراثهم الطبيعي. بفضل المواقع المتوزعة في مختلف محافظات المملكة (شمالها، جنوبها، شرقها)، فإن السياح المحليين يستطيعون زيارة المحميات بسهولة، مما يُعزّز السياحة الداخلية.
أما السياحة الخارجية، فالأردن بفضل هذه المواقع الطبيعية المُدارة بشكل احترافي، أصبح وجهة محبّبة لمحبي الطبيعة والمغامرة، مما يدعم الترويج السياحي دولياً.
يسعدني أن أعبر عن عميق الشكر والتقدير لكا من عطوفة السيد هيثم عمر والسيد مازن عيس على حسن الاستقبال وكرم الضيافة التي تجلّت خلال الزيارة، والتي كان لنا فرصة نادرة حقيقة للاطّلاع على دور الجمعية الوطني في الترويج السياحي وحماية الطبيعة.
علاوة على الجهد الكبير المبذول في التنسيق مع الجهات الرسمية في كل أنحاء المملكة، ما يعكس روح التعاون والمسؤولية الوطنية والالتزام بتحويل مواقع المحميات إلى أماكن مرحّب بها للزوار، مع المحافظة على سلامة البيئة والطبيعة، وهو أمر يستحق كل تحيّة وتقدير.
إنّ هذه الزيارة التاريخية التي اصطحبنا اليها فاري لم تكن مجرد زيارة ميدانية، بل كانت فرصة للاطّلاع على تجربة وطنية نموذجية تجسّد التكامل بين الحماية البيئية والتنمية السياحية، وتشجيع الشباب للعمل على ترويج الأردن سياحياً على مستوى العالم.
حقيقة لا بد ان تتظافر كافة الجهود والتعاون بين المؤسسات الرسمية وغير الرسمية والقطاع الخاص والاعلام مع جمعية الملكية لحماية الطبيعة لتخصيص مساراً توعوياً للزوار الداخليين والخارجيين لشرح تاريخ المحمية، وأهدافها، ودورها في التنمية المجتمعية. إضافة اتخاذ إجراءات تسهّل عمليات الحجز والإقامة في النُزل البيئية التابعة للجمعية، مع حزم سياحية موجهة للزوار الدوليين. وتعزيز الشراكات مع شركات السياحة المحلية والدولية لتسويق محميات الجمعية كوجهات سياحية بيئية متميزة. واستمرار دعم المجتمعات المحلية في المحميات من خلال تدريبهم على استقبال السياحة البيئية، بحيث يكون المجتمع المحلي جزءاً فاعلاً من التجربة السياحية.
إنّ الجمعية الملكية لحماية الطبيعة ليست فقط جهة حماية بيئية، بل شريك استراتيجي في السياحة الأردنية، تجمع بين الطبيعة والجمال، وبين الاستقبال الحسن والتجربة السياحية الراقية. ونخصّ بالشكر جميع القائمين عليها لما قدموه ويقدمونه من جهود كبيرة في خدمة الأردن، وأؤكد بأن التعاون مع الجمعية سيكون له أثر إيجابي كبير على القطاع السياحي البيئي والتنمية المحلية في الداخل والخارج.