الاستفادة العملية من نجاح “مهرجان الأردن العالمي للطعام – آب/أغسطس 2025”

أثبت “مهرجان الأردن العالمي للطعام” الذي عُقد في آب/أغسطس 2025 قدرة الأردن على تنظيم فعالية جماهيرية راقية تُنعش الاقتصاد المحلي وتُحسّن صورة الوجهة الأردنية إقليميًا.

يقترح هذا التصوّر تحويل التجربة إلى رزنامة مهرجانات موسمية دائمة تُدار بشراكات بين القطاعين العام والخاص، وبمشاركة الجمعيات المختلفة الداعمة للمهرجانات السياحية، وتُسوَّق عبر “Visit Jordan” والسفارات الأردنية وشركات الطيران ومنصات السفر.

تشمل الخطة: تقويم سنوي، نموذج حوكمة وتمويل، خطة تسويق رقمية متكاملة تشمل الإعلام التقليدي والرقمي، ودعم البلوغرز والمؤثّرين العرب والأردنيين، وتمكين المجتمعات المحلية عبر برامج تدريبية وتنموية.


1) الفكرة المقترحة للتنفيذ
1. شتاء الينابيع والحمّات (كانون الثاني–شباط): ماعين، الحِمّة، وادي الحَسا — تجارب عافية وسبا ومأكولات شتوية.
2. ربيع الزهور والطبيعة (آذار–نيسان): عجلون/جرش — مسارات مشي، أسواق ريفية، أطعمة موسمية.
3. مأكولات الأردن العالمية (أيار–حزيران): عمّان/السلط/مادبا — نسخ موسَّعة من مهرجان الطعام مع طهاة ضيوف.
4. موسيقى وصيف البحر (تموز–آب): العقبة/البحر الميت — حفلات على الشاطئ، أزياء صيفية وحِرَف.
5. خريف التراث والحصاد (أيلول–تشرين الأول): السلط/الكرك/مادبا — موائد تقليدية، قطاف، فنون شارع.
6. شتاء البتراء المضيئة (تشرين الثاني–كانون الأول): برامج ليلية، سرد قصصي، وأسواق حرفية (مع إدارة دقيقة لحساسية الموقع).


2) نموذج العمل والحوكمة
• شركة تشغيل (SPV) أو تحالف منظِّمين عبر عطاء تنافسي لإدارة كل موسم بمعايير جودة وسلامة واضحة.
• مجالس محلية للمهرجانات: تضم ممثلي المجتمع، الجمعيات السياحية، الحرفيين، الفنادق، النقل، الأمن، والصحة.
• اتفاقيات رعاية وتمويل: مع بنوك وطنية، شركات اتصالات، طيران، وشركاء إقليميين.


3) ملاحظات ميدانية وتوصيات عملية

من الضروري أن تترافق المهرجانات الموسمية مع تفعيل المواقع القائمة المهيّأة مسبقًا لاستضافة الفعاليات.

فمن اللافت أنّ المعرض الدولي الواقع في بداية طريق المطار، والذي يُعد من أبرز المرافق القادرة على احتضان فعاليات جماهيرية، لم يشهد أي نشاط يُذكر منذ ما يقارب ثلاثة إلى أربعة أشهر، كما أنّ اللوحة الإعلانية الموضوعة أمامه (على طريق المطار) ما زالت تحمل اسم المعرض القديم دون تحديث أو تطوير.
إن استمرار هذا الموقع الحيوي دون استغلال فعّال يُعد خسارة لفرص تنظيم معارض ومهرجانات وطنية ودولية على مدار العام.


4) خطة التسويق والترويج
• القنوات الرسمية: Visit Jordan، “أردننا جنة”، السفارات، والملحقيات الثقافية.
• شركاء السفر: منظمو الرحلات ووكلاء السياحة في الخليج وأوروبا.
• التسويق الرقمي:
• حملات ترويجية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات السياحية.
• استقطاب البلوغرز والمؤثّرين الأردنيين والعرب لتغطية الفعاليات وإنتاج محتوى بصري جذّاب.
• بث مباشر (Live Streaming) على إنستغرام وتيك توك ويوتيوب لتوسيع الوصول الجماهيري.
• الهوية البصرية: علامة موحّدة “Jordan Seasons — مواسم الأردن” مع تكييف محلي لكل مدينة.
• العلاقات الإعلامية: مؤتمرات صحفية وجولات إعلامية بمشاركة الجمعيات والبلوغرز والمؤثّرين الداعمين.

5) تمكين المجتمع والمنتج المحلي
• نِسَب مضمونة للعارضين المحليين (نساء ريفيات/جمعيات/حرفيون).
• تدريب قبل كل مهرجان على سلامة الغذاء، تحسين العرض، والتسعير.
• تفعيل شراكات مع الجمعيات الريفية والسياحية وربطها بمنظومة التسويق والإنتاج المحلي.
• تشجيع البلوغرز المحليين الشباب على توثيق التجارب الريفية والمنتجات التراثية.
• ربط بسلاسل القيمة: منتجات زراعية وغذائية محلية مع قنوات بيع إلكترونية وشحن دولي.

6) إدارة المخاطر
• النقل: تنظيم الوصول والمغادرة، Park & Ride، باصات خاصة.
• البيئة: حدود حمولة الزوار، إشراف بيئي، إدارة نفايات.
• الطقس: خطط بديلة للمواقع المفتوحة، تأمين شامل.
• السلامة الغذائية: تفتيش مسبق، شهادات، وحدات إسعاف وطوارئ.

إن تحويل نجاح مهرجان واحد إلى سلسلة مواسم متكاملة بمشاركة الجمعيات المختلفة والبلوغرز الداعمين للمهرجانات السياحية سيجعل الأردن مركزًا إقليميًا للتجارب الثقافية والذوقية والتراثية، ويعزز الاعتزاز بالهوية الوطنية ويخلق فرص عمل حقيقية.

نجاح “مهرجان الأردن العالمي للطعام” هو البداية، والخطوة التالية هي ترسيخ مفهوم “مواسم الأردن” كمنظومة وطنية دائمة تجمع بين الأصالة والتنمية والشراكة المجتمعية والإعلام الرقمي العصري.

وللحديث بقية ..