استوقفني حديث سعادة الزميل السفير ماهر لوكاشه رداً على اسئلة سعادة الناىب حسين العموش في مجلس النواب .

و من منطلق اهل مكة ادرى بشعابها ، اشكر الاخ ماهر على تفضلة بتوضيحً د ور السفارات الاردنية في الخارج و دور السفراء و جهاز السفارة من دبلوماسيين و اداريين الذين يستقون دبلوماسيتهم من ملك الدبلوماسية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله. وها نحن نعيش الدور القيادي لمعالي وزير الخارجية ايمن الصفدي في قيادة دفة وزارة الخارجية و الدفاع عن مصالح الاردن و القضية الفلسطينية و القضايا العربية و الانسانية .

حقيقةً يُعدّ حديث الزميل ماهر لوكاشه نموذجًا رصينًا لفهم جوهر العمل الدبلوماسي الأردني في بعده الشامل، حيث وضع النقاط على الحروف في مواجهة الخطاب التبسيطي الذي حاول اختزال دور السفارات في الخارج إلى وظائف اقتصادية أو سياحية محدودة. فالدبلوماسية الاردنية ليست مشروعًا ربحيًا أو مكتب خدمات، بل هي منظومة أمن وطني متكاملة تحمي المصالح العليا للمملكة وتدافع عن حضور الأردن وقراره المستقل في المحافل الدولية.

ما اشار اليه الزميل ماهر يستحق التأكيد والدعم، لأن الدور الشامل والمتكامل للسفارات الأردنية هو الذي يصنع التوازن بين الأبعاد السياسية، و الاقتصادية، و الثقافية، والأمنية. فالسفير اليوم ليس ممثلًا بروتوكوليًا، بل هو رأس حربة في تنفيذ السياسة الخارجية، وشريك مباشر في صياغة صورة الأردن في الخارج، وحارس لمصالح مواطنيه حيثما وجدوا.

وفي هذا السياق، فإن الرد الموضوعي على حديث سعادةً النائب يجب أن ينطلق من أن قياس أداء السفارات لا يكون بعدد الاستثمارات أو أعداد السياح فحسب، بل بمدى قدرتها على بناء الشراكات، واستدامة العلاقات، وإيصال الصوت الأردني إلى مراكز القرار العالمي. فهذه هي الدبلوماسية الحديثة التي تقوم على العمق الاستراتيجي لا على الحسابات المالية الضيقة.

كما أن الإشارة التي قدمها السفير لوكاشه حول أهمية تطوير العمل الدبلوماسي لا تقليصه تمثل رؤية مستقبلية مهمة، فالأردن بحاجة إلى تعزيز أدواته الخارجية عبر:

التحول نحو الدبلوماسية الاقتصادية المتخصصة التي تخاطب المستثمرين بلغة الأرقام والفرص.
توسيع الدبلوماسية الرقمية التي تواكب الإعلام الحديث وتخاطب الرأي العام الدولي مباشرة.
تحديث نظام تقييم أداء السفارات ليقيس الأثر السياسي والسمعة الوطنية، لا المؤشرات الكمية فقط.

وبالتالي ، فإن ما عبّر عنه الزميل ماهر هو دفاع مبدئي عن فكرة أن السفارات الأردنية ليست نوافذ نفقات بل استثمار استراتيجي في أمن الدولة ومكانتها الدولية. وهي رسالة يجب أن تُبنى عليها رؤية وطنية جديدة للدبلوماسية الأردنية، تُعزز التنسيق بين وزارة الخارجية ومجلس الأمة، وتستثمر خبرات السفراء السابقين بما يثري الأداء ويكرّس نهجًا مؤسسياً في خدمة السياسة الخارجية الأردنية .

و من خلال منبر عمون الغراء اوجه رسالة الى لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ان تضم في تشكيلها مستشارين شرف Honorary Ambassadors من السفراء السابقين ليكونوا الرديف للجنة في دعم السياسة الخارجية للمملكةً لما يتمتعون به من موهلات دبلوماسية عريقة و خبرات في السياسة الخارجيةً ، و انتماء وطني ليس حدود ، و الاردن اولاً في حلهم و ترحالهم .

* مركز فرح الدولي للدراسات و الابحاث الاستراتيجيةً

muwaffaq@ajlouni.me