لماذا السودان وهل القتل جزء من ثقافة المنطقة .. ؟!
صالح الراشد
05-11-2025 12:55 PM
سؤال منطقي يحتاج لإجابة يعرفها الجميع، لكنهم يضعون رؤسهم في الرمال حتى لا يصدحوا بالحقيقة المرة التي تظهر العربي بصورته الحقيقية، القائمة على عدم قدرة تقييم الحاضر واستشراف المستقبل، والتي ستجمع الجميع في خانة المتهمين، فلماذا السودان اليوم تنتحر من الداخل وبسلاح من الخارج؟، أليست هي ذات الصورة السورية والليبية واليمنية والفلسطينية والعراقية واللبنانية مع اختلاف تاريخ المشهد وقسوته ومدة عرضه على شاشات الفضائيات.
فالعقل العربي لم يقرأ المشهد منذ اللحظة الأولى لسقوط بغداد، ولم يتنبه إلى أن عاصمة الرشيد كانت أولى حجارة الليجو التي تقع وتلقائياً سيلحق بها الكثير، وحين جاء الربيع العربي كان بلون الدم في اقتتالات داخلية العناصر خارجية السلاح، فلكل منظمة راعٍ لها ينفق عليه ببذخ لتنفذ ما يُريد، لتلحق ليبيا وسوريا واليمن بالعراق، وكادت مصر أن تقع في خيوط العنكبوت لكنها نجت بقوة ووحدة جيشها، فيما استعانت تونس بثقافة شعبها وتغيير نهجها السياسي بهدوء لتثبت في وجه العاصفة التي خرجت منها، فيما نجت الجزائر لرعب شعبها وحكومتها من عودة العشرية السوداء إضافة لضعف المعارضة ليسقط الرئيس بوتفليقة بكل هدوء.
ان ما يحصل في السودان اليوم ليس وليد اللحظة أو بالصدفة كون المطلوب تمزيق السودان إلى دويلات، يحكم كل منها قائد تنظيم بحيث يسهُل السيطرة عليها ونهب خيراتها والعبث بها دون رد فعل شعبي، وبالتالي يتم فرض الحصار على مصر بحدود غير آمنة غرباً بوجود ليبيا الضعيفة، والسودان الممزقة جنوباً والكيان الصهيوني غرباً والبحر المتوسط المفتوح أمام أساطيل العالم شمالاً، وفي الشرق العربي نجت الأردن الواقعة في محيط ملتهب لا يقل خطورة عن المحيط المصري بفطنة القيادة وثقافة الشعب وقوة المؤسسة العسكرية.
ونعود للسؤال لماذا السودان في هذا التوقيت ولمصلحة من يجري القتل؟، لنجد ان المستفيد الأول هو الكيان الصهيوني الذي سارع بقوته الإعلامية لنقل جرائم السودان للعالم، والغاية هنا إظهار أن إجرامه بقتل أهل غزة ليس بالغريب عن المنطقة بل هو جزء طبيعي من ثقافتها الوجودية والسياسة، كما استفاد من زيادة الضغط على مصر المرتبط معها بمعاهدة تفيد حركته المباشرة معها، وضغط على دول حوض البحر الأحمر وتفرغها لمواجهة الرعب القادم من السودان والتشديد على حدودها، لذا لن نستبعد أو نستغرب وجود دعم صهيوني للمنظمات الإرهابية الباحثة عن تحويل السودان لأربع دول، بوجود جنوب السودان ومساحته أكبر من فرنسا، ودارفور وتزيد مساحته عن مساحة السويد، وكردفان ومساحتها تعادل مساحة أسبانيا وما بقي من السودان ومساحته تعادل مساحة المانيا، وبهذا التقسيم يتم إضعاف المنطقة الأفريقية في الشمال على أمل استعادة السيطرة الغربية على القارة الغنية بالثروات.
آخر الكلام:
هل نجد قادة المنظمات الإرهابية في السودان أمام المحكمة الجنائية الدولية أم سنجدهم قادة للدول الإنفصالية ويتم استقبالهم في البيت الأبيض.؟