facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رحيل فايز الطراونة ..


د. محمد خالد العزام
07-11-2025 09:17 PM

*غياب القامة التي جمعت بين الدولة والوطن

برحيل دولة الدكتور فايز الطراونة، يطوي الأردنيون صفحة من صفحات التاريخ السياسي المشرّف، ويودّعون واحدًا من رجال الدولة الذين تركوا بصماتهم العميقة في مسيرة الوطن. لم يكن الطراونة مجرّد سياسي شغل المناصب وتقلّد المسؤوليات، بل كان رجل دولة بالمعنى الكامل للكلمة، يجمع بين الحكمة والاتزان، والصلابة في الموقف حين يقتضي الأمر ذلك.

منذ بداياته في مواقع المسؤولية، عرف الأردنيون فايز الطراونة كوجهٍ هادئ يختزن خلف ملامحه خبرة عميقة وإيمانًا صادقًا بأن خدمة الوطن لا تكون بالشعارات، بل بالفعل والعمل والالتزام. تدرّج في المناصب، من الدبلوماسية إلى رئاسة الوزراء، ومن الديوان الملكي إلى اللجان الوطنية، تاركًا في كل موقعٍ أثرًا من الانضباط والنزاهة والاحترام.

في أروقة السياسة، كان صوت العقل حين ترتفع الأصوات، وكان ميزان التوازن في زمن التجاذبات. حمل همّ الأردن في المحافل الدولية، ودافع عن مصالحه بوعيٍ العارف بمكانة بلده ودوره الإقليمي. أما في الداخل، فكان إداريًا من طرازٍ رفيع، يرى في الوظيفة العامة تكليفًا لا تشريفًا، وفي الدولة بيتًا لكل الأردنيين لا ساحةً للصراع والمكاسب.

يرحل فايز الطراونة، وتبقى سيرته شاهدًا على جيلٍ من رجالات الدولة الذين آمنوا بأن الولاء للقيادة والوطن ليس شعارًا يُقال، بل ممارسة تُترجم في كل قرارٍ وموقف. ترك وراءه إرثًا من الانتماء والاعتدال، ورسالةً في الوطنية والوفاء تستحق أن تُروى للأجيال القادمة.

إن فقدان شخصية بحجم الطراونة لا يعني فقط غياب رجلٍ شغل مواقع رفيعة، بل غياب مدرسةٍ في العمل العام، مدرسةٍ عنوانها الالتزام والمسؤولية والصدق في خدمة الوطن. فسلامٌ على روحه، وسلامٌ على كل من سار على درب الرجال الذين بنوا الأردن بالحكمة والإخلاص، لا بالضجيج والشهرة.

سلامٌ على روحه، وسلامٌ على كل من سار على درب الرجال الذين بنوا الأردن بالحكمة والإخلاص، لا بالضجيج والشهرة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :