facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"نيالنا بوزارة الزراعة"


محمود الدباس - أبو الليث
11-11-2025 09:07 PM

لم أكن يوماً مزارعاً.. ولم أعرف عن الأرض سوى رائحة الندى على أوراق الشجر صباحاً.. وذاك التعب النبيل الذي يتركه الحراث على جبينه.. وهو يعود آخر النهار..

وكل علاقتي بالتراب.. كانت أيام كنت أرافق أبناء العم.. أبناء طيب الذكر.. الحاج صالح العلي الدباس أبو نذير رحمه الله.. "نلقط" الفقوس والبندورة من أراضي السرو.. والعنب من سوادا.. ونفرشه على جادة الطريق.. نبيع بقلوب طفولية.. لا تعرف غير الرضا.. وربما لهذا بقيت الزراعة في داخلي حكاية وجدانية.. أكثر منها حرفة..

لكن الذي جعلني أرى وزارة الزراعة بعين مختلفة.. كان لقاءً غير عابر.. مع رجلٍ حمل الوزارة على كتفيه.. كمن يحمل أمانة ثقيلة.. معالي المهندس خالد الحنيفات.. ذلك الذي لم يكن يخفي شيئاً.. ولا يخبئ رقماً.. ولا يراوغ في معلومة.. تحدث بالوقائع.. بالضبوطات.. بالإجراءات.. وبالأرقام التي لا تعرف المجاملة.. وأعاد للوزارة هيبتها من خلال أنظمة واضحة.. تقليل الاحتكاك بين المواطن والموظف.. ليبقى العدل هو الحكم.. والشفافية هي الطريق.. فابتدأتُ منه أحب الوزارة.. وأدافع عنها.. وكأنني ابن الأرض.. لا ابن المدينة..

ثم جاء معالي الدكتور صائب خريسات.. وأخذت أتريث قليلاً قبل أن أكتب.. فالوراثة أحياناً.. أصعب من التأسيس.. لكن الرجل أدهشنا بقدرته على حماية الإرث.. وبنائه لا هدمه.. لم يتعامل بمنطق أن كلما جاءت أمة لعنت أختها.. ولم يحاول أن يبدأ من الصفر ليستعرض حضوراً.. بل أكمل الطريق بوعي عالي.. وبمهنية العارف.. وبشخصية الواثق من نفسه.. أضاف بصمته بهدوء العارف.. وترك للميدان أن يتحدث..

والذي جعلني أكتب اليوم.. ليس الثناء والمجاملة.. ولا كلمات المجالس.. بل تلك القرارات التي نراها ونشعر بها في تفاصيل حياتنا اليومية.. السماح باستيراد زيت الزيتون حين قلّ الإنتاج المحلي وارتفعت الأسعار.. كان قراراً يقول إن الوزارة ترى الناس قبل الشعارات.. وإن المواطن ليس رقماً في المعادلة.. بل هو المعادلة كلها.. والإعلان عن الغشاشين في زيت الزيتون.. وتحويلهم للجهات المختصة.. كان إعلاناً أن هذا القطاع خط أحمر.. وأن رزق الناس وميراث الأرض لا يُساوم عليه.. ورسالة واضحة لباقي القطاعات.. فلا احتكار.. ولا غش..

وزارة الزراعة اليوم.. ليست مجرد مؤسسة حكومية.. بل صورة عن كيف يمكن للدولة أن تكون حين تتوفر الإرادة.. والصدق.. والعين المفتوحة على مصلحة الوطن.. لا على تصفيق الناس..

فكما رفعنا القبعة للحنيفات.. لأنه أعاد البناء.. نرفعها اليوم بفخر للخريسات.. لأنه حافظ وأكمل كما يفعل الرجال الرجال.. ونرفعها للوزارة لأنها بقيت ثابتة.. حين تهتز الكثير من المؤسسات..

وربما الأجمل من كل ذلك.. أننا ولأول مرة منذ زمن طويل.. نقول بلا تردد..

نيالنا بوزارة الزراعة.. حقاً.. لا مجازاً.. ولا مبالغة..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :