اطلعت على مقال بقلم المحلل السياسي اليهودي في صحيفة ديعوت احرونوت ليؤر بن شاؤول، يذكر في التحليل السياسي ان إسرائيل قامت على رماد الحرب العالمية وأنها حصلت على الدعم الكبير من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والعربية، وان الدعم كان سخي ولامحدود في كافة المجالات الاقتصادية والعسكرية والأمنية والسياسية ،والاجتماعية والثقافية ،لكن هذا الدعم لم يستطع إيقاف إسرائيل على أرجلها، رغم كل الدعم العسكري والسياسي... لكن نتنياهو وحكومته وجيشه في الحرب على غزة ارتكبوا أبشع جرائم الإبادة الجماعية حتى اوصلوا إسرائيل إلى اللحظة السوداء في تاريخ إسرائيل التي ستنهار خلال عامين..

يشير المحلل السياسي، أن إسرائيل في خطر حقيقي على وجودها، وعلى "المشروع الإسرائيلي" من اساسه وان حماس لم تنتصر فقط، بل فجرت خرافة "الدولة التي لا تقهر" وفضحت هشاشة وكذب إسرائيل أمام العالم على مدى سنتين من الحرب على غزة..

إن الحرب على غزة وحماس، أغرقت المجتمع المدنى والعسكري الإسرائيلي في الخوف والرعب الرهيب على مستقبل أبناءهم، بعد أن وجدوا أن الناس تهرب إلى أوروبا وامريكا وكندا واستراليا ، وقبرص ، واليونان وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وان الطيران المدني مكتظ بالرحلات والسفارات ممتلئة بطلبات الهجرة الواسعة ، وان العائلات تبيع ممتلكاتها بصمت ، وان الآباء يرسلون أبناءهم للدراسة بالخارج بلا عودة، لأن المستقبل أصبح في خطر كبير على حياة الناس في إسرائيل.. المجتمع الإسرائيلي والشعب اليهودي فقد الثقة بالحكومة الإسرائيلية، ونتنياهو والجيش ،بعد أن شاهدوا الناس تهاجر وتفر من إسرائيل إلى أوروبا وقبرص بالبحر ، وتهرب لإنقاذ حياتهم من الموت بعد أن شاهدوا أن الكيان الإسرائيلي المحتل يقصف وان الصواريخ تنهال عليه والناس تعيش في الملاجئ والدمار طال المقرات الحكومية والمنازل والمطارات والموانئ النفطية وغيرها ..

إن الحرب على غزة وحماس كشفت هشاشة وضعف، إسرائيل ،وجيشها، وحكومتها ، وخاصة بعدما ، تعرضت إلى قصف صاروخي ،من حماس، وإيران ، وحزب الله ، والحوثيين في اليمين، حيث عاش شعب اسرائيل على الحبوب المهدءة ، وفي الملاجئ ، والمستوطنين يفرون من الجنوب والشمال ، وان الوزراء في الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو ، يصرخون ويهددون بلا أثر على الأرض ، ولكن لمصلحة شخصية وسياسية ، من أجل بقائهم في الحكم اطول مدة، لكنهم يدركون في قناعة أنفسهم أنهم مهزومون من الداخل والخارج ، ولكن يكبروا ويكذبون على الشعب الإسرائيلي ..

إن الجيش الإسرائيلي انهزم وفشل في الحرب على حماس في غزة، ولم يستطع تحقيق أهداف الحرب على غزة بالقضاء على حماس ، وتهجير سكانها لغزة ، وتحرير الأسرى الإسرائيليين ، والنصر المطلق ، وارتكاب أبشع جرائم الإبادة الجماعية ، وقتل الأبرياء المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن ،واستخدام سياسية التجويع سلاحاً ، والموت جوعاً بسبب حصار غزة المطبق وإغلاق جميع المعابر الحدودية ومنع دخول المساعدات الإنسانية والغذاء والدواء والطحين والخبز والمياه ، وهدم المنازل والمستشفيات والمدارس والجامعات والمعاهد العلمية ، على مدى سنتين ، ولم يستطع الجيش الإسرائيلي تركيع حماس وغزة رغم آلاف الغارات الجوية والبحرية والدبابات والمدفعية الثقيلة المدمرة ، وعشرات الآلاف من الجنود ، والاستخبارات ، والشباك، والخونة ، والدعم المادي والمعنوي والعسكري ، من 63 دولة شاركت في دعم إسرائيل في الحرب على غزة، إلا أن نتنياهو وجيشه وحكومته ،فشل في تركيع حماس وغزة ، وهذا ما توصل إليه، الشعب الإسرائيلي، وقادة الدول الأوروبية،وامريكا ..

يدرك الإسرائيليون، أن مشروع الكيان الإسرائيلي فشل ، سوف يزول ،وان إسرائيل دولة بلا أخلاق ، بلا إنسانية ، تكذب، قائمة على الظلم والقتل الجماعي ، وإعتقال الشباب والأطفال ،وتقتل وتعتدي على الفلسطينين في الضفة الغربية المحتلة ، وتقتلع الأشجار المثمرة من الزيتون ، وغيرها ، وتهدم وتحرق المنازل والمركبات ، وتحتل الأراضي وتقييم المستوطنات اليهودية ، في الأراضي المحتلة، وتطرد السكان الأصليين من منازلهم ..

أدرك الشعب الإسرائيلي أن إسرائيل تسقط و تنهار تماماً ، أخلاقيا ، وان امريكا و أوروبا أنقذت إسرائيل من الإنهيار ، بعد 7 اكتوبر ودخول المقاومة حماس إلى العمق الإسرائيلي ، وقتل العديد من الجنود والضباط وأسر أكثر من 250 ، وان إسرائيل انهزمت في المعركة في غزة ، أمام حماس ، على مدى سنتين من الحرب ، ولم تستطع تحرير الأسرى الإسرائيليين ، وانهزمت في الحرب على إيران. ... وحين تسقط إسرائيل ، وهي سوف تسقط ، عاجلا ام اجلا ، وهي سقطت أخلاقيا وانسانيا ، وأصبحت ، دولة منبوذة ، في العالم ،ومارقة على القانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة ، وقرارات مجلس الأمن الدولي ، والشعب الإسرائيلي مكروه ومحتقر ومرفوض لدى شعوب العالم..

سوف يتذكر الشعب اليهودي ، أنها إسرائيل هي "جيب يهودي مسلح" تم إقامته لمصلحة بريطانيا وفرنسا وامريكا ،يعيش على فتات الحماية الأمريكية والأوروبية والعربية ، وأن يوما ما سوف تتخلى ،هذة الدول عنها ، بعدها سوف تهزم وتنهار إسرائيل..

التاريخ القديم والحديث ، يذكر أن الظلم والقهر والعذاب والاحتلال والقتل الجماعي العمد للمدنيين الذي حدث عبر العصور في الحروب وغيرها ،لن يدوم طويلاً ، وانهار وسقط ، والتاريخ شاهد على ذلك ،عندها سوف يتذكر الشعب اليهودي ، أنة أمة عاشت في وهم القوة، بينما العالم يتخلى عنها ، ويراها تنهار ، وتفر من إسرائيل كالفئران ، بسبب الظلم والقتل العمد للمدنيين ، والابادة الجماعية ل 68 ألف شهيد في غزة ، وجرح واصابة 180 ألف من الأطفال والنساء وكبار السن ،ودمار 90% من المنازل والمستشفيات والمدارس والجامعات في غزة ،والاعتداءات على الدول العربية ، لبنان ، وسوريا واليمن وإيران والعراق وقطر ،وهذا الفساد الكبير ،الاستكبار، والبطش ،والقتل ،والاجرام ، والعلو ،وصل إلى القمة، بعدها سوف يبدأ السقوط الكيان الإسرائيلي المحتل، وهذا ليس ببعيد ، والله اعلم بذلك ....

*د. خالد يوسف الزعبي/ مدير مركز الحق للدراسات القانونية والإستراتيجية .