عمون - في ندوة بعنوان " آثار تحمل فرصا لتطوير المنتج السياحي" استضافت جمعية ارث الاردن الجهة المنظمة للندوة الكاتب والباحث الدكتور محمد بزبز الحياري للحديث حول هذا الموضوع بحضور السيد محمود عربيات مدير سياحة البلقاء والسيد فراس خليفات مدير جمعية ارث الاردن.

وتحدث الدكتور الحياري في بداية الندوة عن التحدي السياحي الذي يواجه الاردن والذي يحمل في ثناياه الكثير من الفرص التي فيما لو تم استغلالها بشكل امثل لكان عائدها كبيرا على الوطن اقتصاديا وثقافيا وعلى كافة الصعد.

واضاف الدكتور الحياري ان السياحة تعتبر نفط الاردن ومنقذ اقتصاده اذا ما تم توظيفها بالشكل المطلوب والملائم لما يحتويه الاردن من كنوز ثقافية وتنوع حضاري ومعالم اثرية بارزة ومتفردة تشكل متحفا طبيعيا وإرثا ثقافيا ، خصوصا مدينة السلط التي ٱدرجت مؤخرا من قبل منظمة اليونسكو كمدينة تراث عالمي من ضمن تسع مدن على مستوى العالم .

وعرض الدكتور الحياري تجربته الشخصية في البحث واستكشاف مواقع اثرية هامة في محافظة البلقاء ومدينة السلط تحديدا تمثلت على سبيل المثال لا الحصر في اربع مواقع شبه منسية من الجهات المختصة، وان هذه المواقع من الاهمية بمكان فيما لو تم الاهتمام بها وترميمها وتسويقها بما تستحق، لفتحت آفاق واسعة بالمنتج السياحي للمدينة وأثرَته، ومن المؤكد انها ستساهم في جذب المزيد من السياح من شتى بقاع العالم، لِتَفرُد هذه المواقع من ناحية الفن المعماري والاثر التاريخي.

وقد افرد الدكتور الحياري جزء كبيرا من وقت الندوة لعرض ما جمع من معلومات عن هذه المواقع مدعمة بفيديوهات توضيحية كان قد قام بتصويرها بشكل شخصي عن هذه المواقع،بالرغم من المشقة والخطورة الجمة التي تمثلت في الوصول لهذه المواقع نظرا لوعورة المناطق وعدم توفر طرق لخدمتها، ودعا المختصين سواء المؤرخين او علماء الاثار للبحث المعمق حول هذه الاثار للخروج بالحقيقة الكاملة حول هذه المواقع لتكتمل سرديتها حسب الاصول ولتكمل سردية الوطن وتاريخه بشكل عام.

وهذه المواقع هي:
_ السجن التركي وله عدة اسماء ايضا ....المعلقة ،المحكمة الرومانية ، المستودعات الالمانية....ويقع جنوب غرب مدينة السلط محاذيا لمنطقة وادي شعيب ومنطقة بدر.
_ المدينة الاثرية المحاذية مباشرة لمحطة التنقية والمسلخ
_ كنيسة التجلي ( عين سارة)، اول طريق عين حزير ومحاذية لحسبة الخضار.
_ الانفاق اسفل مدينة السلط التي تتجمع تحت المسجد الكبير وتتفرع لجبل القلعة وشارع الميدان وعين حزير.

وفي الختام نوه الدكتور الحياري الى ان قطاع السياحة يشكو من صعوبات جمة تتمثل بصوبات تشغيليلة وتمويلية وضريبية وتسويقية حَدَّت من توسع القطاع الكمي والنوعي، مما اضعف من مساهمته المأمولة بالاقتصاد الوطني، ناهيك عن الاضطرابات الاقليمية التي اصابت القطاع السياحي بشلل شبه تام كما حدث مؤخرا.

وقد حضر الندوة جمهور نخبوي مميز من المدينة والمحافظات ساهم بالنقاش واثراء الحوار، وتوجه الجميع بالمناشدة للجهات المعنية للالتفات نحو هذه الاثار وإيلائها العناية والاهتمام اللازم وابرازها بالصورة التي تستحقها خدمة للمدينة والوطن.