facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مالك خريسات .. المحافظ الذي يعمل بصمت ويترك وراءه أثرًا لا يُنسى


عقاب يوسف عليان
15-11-2025 06:05 PM

في المشهد الإداري الأردني، كثيرون يتولّون المناصب، لكن قلّة فقط يتركون أثرًا يدوم ويتحوّل إلى حديث الناس. من بين هذه القلّة، يبرز اسم مالك خريسات، محافظ جرش الحالي والمحافظ السابق للعقبة، والكاتب والشاعر والمستشار الأمني الذي عرفته المؤسسات بوصفه رجلاً يعمل بصمت، ويقوم بالفعل قبل القول، ولا يعرف في قاموسه شيئًا اسمه “وقت العمل”، لأنه ببساطة يعمل على مدار الساعة.

سيرة قياديّة تجمع الخبرة بالأدب

يمتلك مالك خريسات إرثًا مهنيًا واسعًا، تنقّل عبره بين مواقع حساسة ومسؤوليات كبرى، من إدارة الملفات الأمنية إلى العمل الاستشاري في وزارة الداخلية البحرينية، حيث اكتسب خبرة عربية عميقة في التعامل مع التحديات الأمنية والإدارية.
لكن المدهش في هذه الشخصية أنه لا يكتفي بصلابة رجل الدولة، بل يحمل حسّ الأديب، ويكتب الشعر والنصّ الإنساني بصدق من عاش التجربة وخبر الناس. هذه الثنائية — صرامة الإدارة ورقّة الكلمة — قلّما تجتمع في مسؤول، لكنها عند خريسات تتكامل لتشكّل رؤية رجل يعرف كيف يخاطب العقل والقلب معًا.

جرش… صفحة جديدة تُكتب بإيقاع سريع

منذ لحظة وصوله إلى محافظة جرش، أظهر خريسات أن العمل الإداري ليس حضورًا شكليًا، بل قدرة على تحويل الاحتياج إلى مشروع، والفكرة إلى واقع.
ولأن جرش محافظة ذات خصوصية سياحية عالمية، كان لابد من إعادة الاعتبار لبواباتها ومداخلها، فقاد المحافظ سلسلة من التغييرات الجوهرية التي بدت على الفور في تحسين البنية التحتية، وعلى رأسها تعبيد المداخل الرئيسية وتجميلها بما يليق بمحافظة تستقبل مئات الآلاف من الزوّار سنويًا.

هذه الخطوة لم تكن مجرد هندسة طرق، بل كانت خطوة ذكية تقول:
قبل أن نقدّم جرش للعالم، يجب أن نقدّمها بشكل يليق بنا نحن.

لقد تحوّلت المداخل إلى واجهة سياحية حديثة، تعكس هوية المحافظة وتستقبل الزائر قبل أن يدخل إلى قلبها التاريخي. هذا التغيير — رغم بساطته للوهلة الأولى — يحمل أثرًا اقتصاديًا وسياحيًا مباشرًا، لأنه يرفع من جاذبية المكان، ويهيّئ بيئة أكثر تنظيمًا للسياحة الداخلية والخارجية.

أسلوب عمل ميداني… لا مكتبي

ما يميز خريسات ليس القرارات وحدها، بل طريقته في اتخاذها؛ فهو من المحافظين الذين ينزلون إلى الشارع، يتابعون المشاريع بأنفسهم، يراقبون التنفيذ، يجلسون مع الناس، يستمعون لمطالبهم، ويحلّون الإشكالات قبل أن تتحول إلى أزمات.
وأهل جرش يعرفون جيدًا أنه لا يكتفي بالدوام الرسمي، بل يعمل ليلًا ونهارًا، ويظهر في المواقع قبل أن يسأل عنه أحد.

هذا الأسلوب خلق ثقة واضحة بينه وبين المجتمع المحلي، وثقة أكبر بينه وبين الجهات الرسمية، لأنه مسؤول يدرك أن قيمة المنصب ليست في موقعه، بل في أثره.

الإدارة بوصفها رسالة لا وظيفة

في تجربة مالك خريسات، تتضح فلسفة نادرة في الإدارة:

أن المسؤول الحقيقي هو من يسبق الحدث لا من يتأخر عنه.

وأن المحافظة ليست مجرد منطقة إدارية، بل روح اجتماعية وثقافية تحتاج إلى من يفهمها.

وأن التنمية ليست بنودًا على الورق، بل طرق ومشاريع ومبادرات يشعر بها المواطن وهو يعبر الشارع أو يدخل المدينة.

وبين خبرته الأمنية، وحضوره الثقافي، وطاقته الميدانية، بنى خريسات لنفسه مكانة المسؤول القادر على التطوير دون ضجيج، وعلى الإنجاز دون انتظار الشكر.

خاتمة: جرش تكسب، والأردن يستفيد

إن ما يقدّمه المحافظ مالك خريسات في جرش اليوم ليس عملاً اعتياديًا، بل نموذجًا لما يجب أن يكون عليه العمل الإداري في المحافظات: مبادرة، متابعة، عمل ميداني، وقراءة تنموية تستثمر في هوية المكان.

جرش بحاجة لمسؤول بهذه الروح، والأردن بحاجة لقيادات تؤمن أن الخدمة العامة ليست ساعة عمل، بل شغف مستمر لبناء وطن أجمل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :