facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إعادة صياغة مسار الشراكة بين الرياض وواشنطن ومستقبل المنطقة


د. محمد حيدر محيلان
19-11-2025 01:21 AM

في مشهد يجسّد مكانة المملكة المتصاعدة ودورها القيادي في المنطقة، حظي سموّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان باستقبال أميركي مهيب، عكس احترام واشنطن لقيادة تسير بالمملكة بثبات نحو مستقبل أكثر قوة وتأثيرًا. ذلك الاستقبال تجاوز البروتوكول، ليترجم رسالة واضحة بأن المملكة أصبحت شريكًا محوريًا في صياغة القرارات الدولية، وبأن الأمير محمد بن سلمان بات من أبرز الشخصيات المؤثرة في معادلات الاقتصاد والسياسة والأمن على مستوى العالم.

جاءت الزيارة في وقت يشهد فيه العالم تحولات عميقة، ومعها برزت السعودية كقوة اقتصادية طموحة تعيد رسم مسار الاستثمار العالمي. فقد حملت المباحثات مع الجانب الأميركي ممثلة بالرئيس الامريكي ترامب، آفاقًا واسعة للتعاون في قطاعات الذكاء الاصطناعي، ومراكز البيانات، والطاقة المتجددة المتقدمة، والصناعات المستقبلية التي تُشكل العمود الفقري للاقتصاد العالمي الجديد.

تجيء هذه الشراكات امتدادًا لرؤية 2030 التي أسست بيئة اقتصادية جاذبة ومؤثرة، الأمر الذي جعل كبرى الشركات الأميركية تسعى لاقتناص الفرص في السوق السعودية، إدراكًا منها لقوة الاقتصاد الوطني السعودي ووضوح مساره.

على الصعيد الأمني، حملت الزيارة تطورًا مهمًا في الشراكة الدفاعية بين البلدين، خصوصًا في ملف الطائرات المتقدمة F-35 الذي يعكس مستوى الثقة الاستراتيجية بين الرياض وواشنطن. وان امتلاك هذه المنظومة المتطورة يعني تعزيزًا نوعيًا لقدرات الدفاع الجوي السعودي، وتحصينًا أكبر لأمن المنطقة، واستعدادًا لمواجهة المتغيرات الإقليمية ، كما يشمل التعاون الدفاعي المامول الصناعات العسكرية والتقنيات المتقدمة، بما يتماشى مع خطوات المملكة نحو توطين الصناعات الدفاعية وتنويع مصادر القوة.

تميزت زيارة سمو ولي العهد السعودي ببعد سياسي واضح يؤكد ثبات مواقف المملكة تجاه قضايا المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. فقد شدد سموّ ولي العهد على ضرورة إيجاد حل عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وقيام دولته المستقلة، مؤكدًا أن أي استقرار إقليمي لن يتحقق دون معالجة أصل الصراع.

هذا الموقف ليس جديدًا على المملكة، لكنه جاء في توقيت حساس ليؤكد أن الرياض — رغم انفتاحها الدولي — لا تحيد عن ثوابتها العربية والإسلامية. وفي السياق ذاته، دعا سموّه إلى رفع العقوبات عن سوريا، في موقف يعكس حرص المملكة على إعادة الأمن والاستقرار إلى الإقليم، ورفضها أن تبقى الشعوب العربية رهينة الصراعات والعقوبات، وعدم الاستقرار.

هذه المواقف السياسية تظهر أن الأمير محمد بن سلمان يحمل رؤية تتجاوز حدود المملكة، رؤية تنطلق من عمق عربي ثابت، ومن إدراك أن أمن المنطقة كلٌّ لا يتجزأ.

الملف التقني كان حاضرًا بقوة في الحوارات الثنائية؛ إذ تسعى المملكة للتحول إلى مركز عالمي للابتكار والتقنية ، وكذلك اللوجستيات وسلاسل الامداد ، حيث تستهدف المملكة في رؤيتها 2030، ان تكون مركز لوجيستي عالمي. وقد بحث سموّه مع قادة الشركات الأميركية خطط التعاون في الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية، الطاقة النظيفة، وصناعات المستقبل، بما يجعل المملكة لاعبًا رئيسيًا في الاقتصاد الرقمي. هذا التوجه يعكس رؤية الأمير محمد بن سلمان في بناء اقتصاد حديث يقوم على المعرفة والتقنية ويستند إلى تنويع مصادر الدخل الوطني.

زيارة سموّ ولي العهد لم تستهدف تعزيز للعلاقات الثنائية فقط ، بل هي خطوة تعيد رسم مستقبل المنطقة. فهي تحمل رؤية أمنية واقتصادية وسياسية متكاملة، تربط بين مصالح المملكة وعلاقاتها الدولية من جهة، وواجبها تجاه قضايا العرب واستقرار المنطقة من جهة أخرى.

في ضوء الاستقبال المهيب، والرسائل السياسية الواضحة، والشراكات الاقتصادية والدفاعية المتقدمة، يمكن القول إن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن شكّلت نقطة انعطاف في مسار العلاقات بين البلدين، وعززت دور المملكة في صياغة مستقبل المنطقة. إنها زيارة حملت بصمة قائد يمتلك رؤية واسعة، وحكمة سياسية، وجرأة في المبادرة، ووفاءً لقضايا أمته العربية، لتؤكد للعالم أن الرياض اليوم ليست مجرد عاصمة إقليمية… بل مركز قرار عالمي يساهم في رسم ملامح المستقبل للمملكة العربية السعودية والمنطقة اجمع.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :