عمون - تبدأ ناتالي جرابو، البالغة من العمر 80 عامًا، يومها بالاستيقاظ بين الخامسة والنصف والسادسة والنصف صباحًا، ثم تتناول الإفطار وتنجز تمارين القوة والتمدد قبل انطلاق تدريباتها.

وخلال الأسبوع، تركض 4 مرات، وتسبح 3 مرات، وتمارس رياضة الدراجات الهوائية 4 مرات في منزلها في نيوجيرسي، فيما قد يستمر تمرينها الطويل على الدراجة كل سبت إلى 6 ساعات كاملة.

رقم قياسي في بطولة الرجل الحديدي
ساعد هذا الجهد المكثف جرابو على إكمال بطولة العالم للرجل الحديدي (Ironman) في كونا بهاواي، حيث استغرقت 16 ساعة و45 دقيقة و26 ثانية لإنهاء السباحة لمسافة 2.4 ميل، وركوب الدراجات لمسافة 112 ميل، والجري لمسافة 26.2 ميل.

ورغم أنها لم تفز، فقد سجلت إنجازًا تاريخيًا بعد أن أصبحت أكبر امرأة تتمكن من إكمال السباق القاسي الذي يُقام في ظروف مناخية صعبة، بحسب NBC News.

مسيرة رياضية بدأت متأخرة
لم تكن جرابو غريبة عن بطولات الرجل الحديدي، إذ شاركت في النسخة العالمية 10 مرات سابقة. وبعد إنجازها الأخير، انهالت عليها طلبات المقابلات وتصدرت عناوين الصحف.

ورغم دهشة المتابعين من قدرتها على المنافسة في هذا العمر، تؤكد أنها لا تشعر بالشيخوخة. وقد واجهت في طفولتها ندرة الفرص الرياضية للفتيات، فانضمت إلى فريق التشجيع وركزت على دراستها، قبل أن تبدأ مسيرتها الرياضية الفعلية في الأربعينيات من عمرها، حيث دخلت عالم الجري ثم الترياتلون بعد تعلمها السباحة في عمر الـ 59.

صلابة ذهنية تدعمها الخبرة
تتابع جرابو تدريبها بانضباط واضح، وتصف نفسها بأنها مدفوعة بشغف التنظيم والالتزام اليومي. ومع تقدمها في العمر، عدّلت مدربتها برنامجها لتقليل مخاطر الإصابات، فباتت تعتمد تدريبات داخلية للدراجات وتخفض مسافات الجري.

وخلال سباق هاواي الأخير، تمكنت من إكمال الجري قبل الموعد النهائي بخمس عشرة دقيقة بفضل صلابتها الذهنية. وتقول إنها تمارس هذه الرياضة لأنها شغفها الحقيقي، وتؤكد أن العمر لا يشكل عائقًا أمام من يحافظ على صحته. وتستعد جرابو بالفعل لسباقين جديدين في صيف 2026، بدافع الرغبة في مجاراة إنجاز لامرأة أخرى في الثانية والثمانين.