facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وترجّلَ الفارس أبا حديثة "راعِ الصفرا"


د.طلال طلب الشرفات
23-11-2025 10:32 PM

أيها الشيخ المؤدب، ورجل الدولة الكبير، لقد ترجّلت عن هذه الدنيا الفانية بعد مسيرة شريفة وعابقة بالرجولة والفروسيّة، ترجّلت برحيلٍ مُرٍّ أدمى قلوب كل مُحبيك، ورفاق مسيرة حياتك المُكللة بالإيثار والإخلاص والتفاني للأرض والعرش والنَّاس، أوجعت قلوبنا، وأحرقت أفئدتنا التي أحبّتك في الله بخلقك، وتواضعك، وعنفوانك البدوي الكبير.

"الله يسعد الصباح" تلك هي مفاتيح قلوبنا التي أيقظتنا على المروءة ذات صباحات وطنيّة مُكللة بالاعتزاز وأداء الواجب في مجلس سيّد البلاد "مجلس الملك"؛ تحية دافئة ممزوجة بالوفاء تبدو في مُحيّاك النبيل، تحيّة ألفناها وعشقنا مضامينها الشريفة يا سيّد الموقّر العزيزة بتلاعها وسُمرة أبنائها؛ تحية تُلقيها كل صباح على رفاقك وزملائك ومحبيك.

رجلٌ بألف رجل؛ بفطنتك، ورجولتك، وصفاء ذهنك الوطني الأصيل حتى آواخر أيامك، يا رجل الذكرى والذاكرة، وأرشيف أحداثنا الوطنيّة متناهية الدقّة في السياسة، ورحلة الجيش، وقضايا الوطن والناس، وضميره المُتقدّ العادل في حمل هموم وتطلعات الشعب؛ فارس ما غادر صهيل الخيل إلّا حيث ألقت الدنيا رحالها، وجادت الأرض برجالها.

رَافقتُكَ بشرفٍ في مجلس الأعيان، ورعيتني بالنصيحة، والحرص، والذكر الطيب عند الناس، أدبٌك الجمّ أسرنا، وتواضعك الكبير حاكى عراقة أصلكم الضارب في جذور الأرض، وإرثكم النبيل وتاريخكم المُخضب بالشرف، وابتسامتكم العذيّة التي تُداعب الشيح والقيصوم ولون القمح، صمتٌ مَهيب إن استمعت أيها الكبير، وبوحٌ رزين إن تحدثت أيها الوطني الغيور، هادئٌ لا تثور إلّا حيث مقام الوطن والهويّة والعرش وكرامة الناس، رفيع النسب وكريم الحسب، ذو خُلق لا يُجارى، ونبلٌ لا يُبارى.

أيها الشيخ الكبير: "أورثتم أولادكم ومحبيكم قيم الرفعة، واحترام الناس، والمساواة بينهم، وها هو شبلكم أبا جمال، وذويك يُكرّسون قيمكم النبيلة، ويحرصون على البقاء حيث الشمس؛ في مقدمة صفوف المُستقبلين لعزائكم الموجع؛ دون أن يُغادروا الصفّ لمجاملة كبار القوم؛ تلك هي قيمكم التي ربّيتم عليها كل من نهل منكم أخلاق الشرفاء، يا سيّد الأنفة الغارقة في التواضع وشدّة البأس".

رغم حجم الفقد ستبقى أيقونة البهاء الأردني، وسيّد البداوة المُخضّبة بالرجولة، وتاج عزة النفس، ونُصرة الوطن والقائد. أبا حديثة الأب: لقد عكستم بتاريخكم النَّقي صورة مشرقة عن أبناء الباديّة في العفّة والرفعة والانحياز للفقراء والبسطاء، والشجاعة والحزم في الدفاع عن قناعاتكم الرَّاسخة. وكنتم إنموذجاً فريداً عكس حالة الوجع التي رافقت مُحبيكم يوم فقدكم.

الموقّر التي تبكي شيخها الجليل، حين حَوتْكم بين ضلوعها الحانية، وأنفاسها الدافئة حيث صليل السيوف، وأصوات فوّهات البنادق إن حلّ بالوطن ضيم؛ ستبقى برائحة ترابها العطر محجّاً لكل الأردنيين ممن عرفوا سجاياك الباسقة، والعزاء كل العزاء لأنجالكم وأشقائكم وأهلكم وذويكم، ولقبيلة بني صخر "حمر النواظر" التي أودعتكم نور الشمس، والدعاء إلى المولى عزّ وجلّ أن يرحم الفقيد بواسع رحمته.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :