الأردن 2026 .. وطن يشتد حين تشتد الدنيا
م. محمد العمران الحواتمة
25-11-2025 02:31 AM
في زمن يتغير أسرع مما تلتقطه العيون وتكبر فيه الأزمات كما لو أنها تتغذى على ضعف الآخرين يظهر الأردن مختلفاً عن محيطه ، ليس لأن الظروف لينه له ، ولا لأن الرياح ترحم حدوده ، بل لأن في قلبه قيادة تعرف تماماً كيف تصنع من الشدة قوة ومن الضغط صلابة ومن التحدي باباً نحو مستقبل جديد .
جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يمضي منذ سنوات طويلة في طريق يعرف وحده صعوباته يعرف تفاصيله الدقيقة ويعرف كيف يرفع هذا الوطن فوق خطوط الإضطراب ويجعله واقفاً في زمن لا يقف فيه إلا من أدرك معنى الدولة ومعنى البقاء ومعنى أن يكون الوطن أكبر من الظروف وأكبر من الضغوط وأقوى من المشهد كله .
حديث الملك لم يكن يوماً كلمات بل كان تحذيراً مبكراً وفهماً عميقاً واستعداداً مستمراً ، لما هو آت كان يرى ما لا يراه الآخرون ويتصرف وفق بصيرة لا تهتز ولا تتردد ولذلك يدخل الأردن عام 2026 وهو يحمل معه إرث قائد لم يسمح لبلده أن يتزحزح شبراً واحداً عن أمنه ولا عن مواقفه ولا عن سيادته . إنها رؤية لا تعتمد على التجميل بل على الحقيقة رؤية تؤمن بأن مستقبل الأردن يصنعه التخطيط والعمل والوضوح وأن الدولة لا يجوز أن تُدار برد الفعل بل بالسبق والرؤية والاستمرارية .
إلى جانب الملك يقف سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني وهو يمثل ذلك الجسر بين تاريخ طويل ومستقبل أسرع من الخيال جيل جديد بروح واثقة حديثه السابق كان أقرب إلى برنامج حياة منه إلى خطاب رسمي كان يقول إن الزمن القادم لا يرحم المتأخرين وإن الشباب الأردني يجب أن يكون في مقدمة الركب لا في مؤخرته وأن بلد صغير المساحة يستطيع أن يكون كبير التأثير إذا امتلك جيلاً يعرف أين يقف وإلى أين يذهب وكيف يسبق حاجاته قبل أن تتحول إلى أزمات . سموه يدخل عام 2026 وهو يحمل فكرة واضحة أن الأردن لن ينتظر العالم كي يلتفت إليه بل سيتقدم بخطواته نحو مكانه الطبيعي بين الدول التي تصنع مستقبلها ولا تُصنع لها الظروف .
ومع القيادة تأتي المرحلة التي تشتد فيها مسؤولية التنفيذ وتقف الحكومة برئاسة دولة الدكتور جعفر حسان في قلب هذا الاختبار وهي حكومة لا تتحدث كثيراً ولا تضع الوعود على المنابر بل تذهب إلى المحافظات وتواجه الناس وتراقب التفاصيل التي لا يراها إلا من يعرف أن قيمة الدولة ليست في أوراق الاجتماعات بل في واقع الشوارع والمستشفيات والمدارس والطرق والمياه والفرص والعمل . الحركة الميدانية ليست مظهراً إعلامياً بل إعلانا بأن الدولة لن تترك ملفاً عالقاً ولن تقبل أن تتحول الحاجات إلى أزمات ولا أن يبقى المواطن متروكاً للصبر وحده . هذه الحكومة تدخل عام 2026 وهي مطالبة بالسرعة والدقة والحسم لأنها جزء من مرحلة لا تقبل التردد ولا تنتظر الوقت ليصلح ما أفسدته سنوات الضغط .
لكن الأردن لا ينهض بالقيادة وحدها ولا بالحكومة وحدها بل ينهض بالشعب الذي يحمل هذا الوطن على كتفيه كل يوم الشعب الذي يعرف معنى القلة ومعنى التعب ومعنى الصبر دون أن يفقد الإيمان بالأردن ولا بالهاشميين ولا بالجيش ولا بالأمن . العشيرة الأردنية ليست مجرد عنوان اجتماعي بل هي العمود الممتد في كل بيت وفي كل قرية وفي كل شارع وهي الرابط الذي يجعل الأردن واحداً مهما حاولت الأحداث أن تشتته وهي السند الذي يحمي الدولة حين تحتاج الحماية ويقف معها حين يتطلب الموقف الوقوف .
عام 2026 لن يكون عاماً عادياً سيكون عاماً يتطلب أن يتماسك الأردن في كل مفاصله عاماً يثبت فيه أن الدولة التي صمدت في أصعب العقود قادرة على أن تتقدم في أصعب السنوات وأن القيادة التي صنعت الاستقرار قادرة على أن تصنع النمو وأن الشعب الذي حمل الوجع قادر على حمل الإنجاز أيضا. إنه عام يتحول فيه الصمود إلى قوة ويتحول فيه التخطيط إلى فعل ويتحول فيه الأمل إلى واقع .
وفي ختام هذه الرؤية لا يبقى إلا الدعاء الدعاء لوطن يستحق أن يحميه الله ويباركه اللهم احفظ الأردن واحفظ جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سند الدولة ودرعها واحفظ سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني مستقبلها وحكمتها واحفظ جيشنا وأمننا وشعبنا العظيم واجعل هذا الوطن آمناً قوياً ثابتاً وبارك أيامه القادمة واجعل عام 2026 عاماً يرتفع فيه الأردن في السماء كما ارتفع في القلوب .