facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تشريننا واحسن الوقت للهوى تشرين


خلدون ذيب النعيمي
26-11-2025 03:10 AM

ألم يدر بخلد شاعر الحب والمرأة الراحل نزار قباني وهو ينظم رائعته التي يناجي بها معشوقته ومطلعها "جاء تشرين ان وجهك أحلى بكثير فما سره تشرين ..؟

جاء تشرين يا حبيبة عمري واحسن الوقت للهوى تشرين" أن جمالية هذا الشهر تتجاوز في بعدها علاقة المعشوقين لتعايشنا في كل مراحل العمر بألق مختلف ..؟! ، تشرين المؤذن ببداية فصل الشتاء وتحضير المؤنة العائلية في موسم الزيتون وزيته وتحضير المقدوس والكشك والبقوليات لدى تراثنا الشعبي الاردني يعود اصل مسماه للجذور السامية بمعنى استشرى وغضب وذلك مع بدء هبوب الرياح الشرقية الباردة والتي تتسبب بانتشار الامراض التنفسية نظراً لمداهمة هذه الرياح الابدان مع نهاية فصل الصيف ، ومن هنا كان التحذير في الموروث الشعبي من هذا الاجواء من خلال المثل الشعبي "ريح المربعانية تلقاه وهواء تشرين توقاه"، وهو في كل ذلك يتزامن فيه قصر النهار بأجواء العمل مقابل طول الليل بسهراته التشرينية الطويلة "فأيام الزيت أن اصبحت أمسيت".

تشرين نستحضره في طفولتنا مع بدء السنة الدراسية وتجهيز الامهات لبدء هذه السنة من خلال شراء الزي المدرسي والدفاتر وتجليد الكتب والدفاتر مع منهاج "باسم ورباب" وأناشيد سليمان العيسى التي تمجد العودة للمدرسة في "عدنا عدنا بدفاترنا بأغانينا وبشائرنا" وتخاطب في نفس الوقت ورقات الخريف الصفراء المبشرة بـ "يا غيمة يا ام المطر الأرض اشتاقت فأنهمري فالفصل خريف" ، فالمدرسة والعلم ارتبط ارتباط وثيقاً منذ مخيلتنا الطفولية بالارتباط بالأرض وتمني المطر ليعم الخير العباد والبلاد ، ومع سنوات الدراسة الجامعية في جامعة اليرموك واجوائها كانت إربد الجميلة في تشرين هي الملتقى للهواء البارد القادم من جبل الشيخ شمالاً مع الهواء الرطب القادم غرباً من البحر عبر فتحة بيسان الفلسطينية فتغدو إربد بأمطارها الدافئة نسبياً المكان الاجمل رومانسية للمشي حين تداعب قطرات المطر الوجه برقة متناهية ، فمسير المطر حكاية جميلة لا يعلمها الا من عايشها .

وتشريننا الوطني نستحضره ايضاً مع احتفالنا اطفالاً بعيد ميلاد الملك الحسين بن طلال رحمه الله والذي كنا نرى الوطن بعينيه وعزمه ونحن الذين شدت قلوبنا له "راياتك تخفق بالقمة" و"نحبه لأنه السطر الجميل في صفحاتنا"، وتشريننا ايضاً بتاريخنا الوطني فقدنا فيه وصفي وحابس الذين رثاهم حبيب الزيودي وعاتب الاخير على فراقه عتاب المحب بقوله "علامك غبت والدنيا تشارين" ولم يكن يعلم شاعرنا انه سيلحق "خوياه" الذين رثاهم في تشرين ايضاً ، وفي تشرين ايضاً كانت معركة السموع التي خاضها جيشنا الاردني مع المحتل الغاصب واستشهد فيها الطيار موفق السلطي واندحر فيه العدو ، وتشريننا الحالي والذي تتعاظم فيه مخاطر هذا العدو بمؤامرات متطرفيه المختلفة فيه فالوطن يؤكد انه لهذه للمؤامرات بالمرصاد ولن يتزحزح عن ثوابته الوطنية والانسانية .

تشرين الذي سيرحل مع الايام القليلة القادمة هو الباقي في النفس والخاطر بجماليته الرومانسية والوطنية ، وهو رغم رياحه الباردة سيبقى الآسر لنا في كل جميل وطيب عشناه فأحسن الوقت للهوى تشرين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :