ما بين القيادة الدبلوماسية والريادة الاعلامية
السفير الدكتور موفق العجلوني
26-11-2025 10:54 PM
استوقفني حقيقة ملياً استقبال حافل لعطوفة أمين عام وزارة الاتصال الحكومي الدكتور زيد النوايسة، وفداً إماراتياً رفيعاً حضر للمملكة للمشاركة في برنامج "القيادة الدبلوماسية" الذي ينظمه مركز الشارقة للتدريب والتطوير التابع لغرفة تجارة وصناعة الشارقة، بالتعاون مع مؤسسة "بست براكتس" للتدريب والاستشارات الإدارية في دولة الإمارات العربية المتحدة ، وكان لي الشرف المشاركةً في هذا البرنامج بصحبة الدكتور عبدالفتاح العجلوني الرئيس التنفيذي و المدير العام لموسسة بست براكتس الى جانب عدد من الكوادر التنفيذية والإعلامية من امارة الشارقةً .
حقيقة عبر الدكتور النوايسة عن سعادته بزيارة الوفد الكريم من دولة الامارات التي ترتبط في الاردن بعلاقات وطيدة تاريخيةً وتعاون مشترك في مجال الاتصال الحكومي وأهمية ترسيخ و تعزيز الدراية الإعلامية والمعلوماتية في المجتمع، باعتبارها ركيزة أساسية في بناء بيئة اتصال واعية وقادرة على التعامل مع تحديات العصر الرقمي.
وأشار إلى أن قدرة الأفراد على التمييز بين الأخبار الزائفة والمحتوى المضلل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الأمن المجتمعي، ومن متطلبات بناء منظومة إعلامية حديثة وفاعلة.
بنفس الوقت استعرض الدكتور النوايسةً الجهود التي تبذلها وزارة الاتصال الحكومي في تطوير البنية الإعلامية في الأردن، خصوصاً ما يتعلق برفع مستوى الشفافية، وتحسين جودة الرسائل الحكومية، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمجتمع عبر منصات رقمية متطورة، ومبادرات مبتكرة في مجالات الإعلام الجديد والتحول الرقمي.
واكد الدكتور النوايسة على أن الوزارة لا تنظر إلى الإعلام باعتباره وسيلة نقل خبر فحسب، بل شريكاً أساسياً في دعم مسارات التنمية، وفاعلاً مهماً في تعزيز الوعي العام، وترسيخ قيم السلام والانفتاح ومكافحة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة.
وفي هذا السياق، أشار الدكتور النوايسة إلى أن الأردن يعمل على تحديث منظومته الإعلامية بما ينسجم مع التحولات المتسارعة عالمياً، من خلال برامج رفع المهارات الصحفية والدراية الإعلامية، والاستثمار في المحتوى الرقمي، وربط الإعلام بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
بالمقابل أشاد الدكتور النوايسةً بمستوى العلاقات الثنائية المتينة التي تربط الأردن والإمارات العربية المتحدة، مؤكداً أن التعاون الإعلامي المتواصل بين البلدين يعكس عمق الروابط الأخوية الممتدة لعقود.
فالبلدان يتشاركان رؤية واضحة تجاه قضايا الإعلام المعاصر، خاصة ما يتعلق بـ:
-تطوير المحتوى الإعلامي المهني والمسؤول
-مكافحة الأخبار الزائفة وتعزيز الثقة بالمصادر الرسمية وبناء القدرات الدولية
-والمزيد من تبادل الخبرات بين المؤسسات الإعلامية الأردنية والإماراتية، والاستفادة من التجارب الريادية لدى البلدين في مجالات الإعلام الرقمي، و إدارة الاتصال، واستراتيجيات مواجهة التضليل والمعلومات المضللة.
وًكما هو معلوم، تعد العلاقات الأردنية–الإماراتية نموذجاً مميزاً في العالم العربي، تجمعهما رؤى مشتركة تقوم على:
*التعاون السياسي والدبلوماسي
*الشراكة الاقتصادية والاستثمارية
*التكامل الأمني والتنموي
*القرب الاجتماعي والثقافي
وفي المجال الإعلامي تحديداً، كان الاردن ودولة الامارات على الدوام سباقين في إطلاق مشاريع مشتركة، وتنفيذ برامج تدريب وتبادل خبرات، وتطوير مؤسسات إعلامية تمتاز بالاعتدال والمهنية، إلى جانب التعاون في مجالات الإعلام الرقمي، والتواصل الحكومي، والدبلوماسية العامة.
اما بخصوص الريادة الإعلامية والمعلوماتية لدى البلدين، تُعد الإمارات من الدول الرائدة عربياً في دعم الابتكار الإعلامي، سواء عبر المدن الإعلامية المتخصصة أو المبادرات الرقمية العالمية.
وفي الأردن، تتمتع الساحة الإعلامية بتاريخ مهني عريق، وتطور ملحوظ في مجالات الاتصال الحكومي والإعلام الرقمي والدراية المعلوماتية.
وتأتي زيارة الوفد الكريمً من امارة الشارقةً لتؤكد أن التكامل بين التجربتين الأردنية والإماراتية يمكن أن يفتح آفاقاً واسعة أمام تطوير مبادرات مشتركة تخدم الإعلام العربي وتدعم مستقبل المعرفة الرقمية.
برأيي، تمثل زيارة الوفد الإماراتي إلى وزارة الاتصال الحكومي محطة مهمة في تعزيز مسارات التعاون الإعلامي بين الأردن والإمارات، وتؤكد رغبة الجانبين في بناء شراكات مستدامة ترتكز على المعرفة، والابتكار الإعلامي، والدراية المعلوماتية، وترسيخ ثقافة إعلامية قادرة على مواجهة تحديات العصر.
وفي ختام اللقاء، عبر عطوفة الدكتور النوايسةً عن شكره وًتقديره إلى الدكتور عبدالفتاح العجلوني، على دوره في تنظيم وإعداد برنامج "القيادة الدبلوماسية" وما تضمنه من برامج عمل نوعية أسهمت في تبادل الخبرات وتعزيز المفاهيم القيادية الحديثة، والتي جمعت نخبة من المشاركين من دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية العراق، وأسهمت في إثراء الحوار وتوسيع آفاق التدريب الدبلوماسي. حيث كان لهم الاثر البالغ في تحقيق نتائج إيجابية انعكست على مسارات القيادة الدبلوماسية والدراية الإعلامية بين الأردن والإمارات، ولا سيما مع إمارة الشارقة التي لطالما شكّلت نموذجاً في دعم الثقافة والمعرفة والريادة الإعلامية بتوجيهات سمو الشيخ سلطان القاسمي حفظه الله .
إن هذه التجربة المشتركة تشكّل خطوة إضافية في مسار التعاون المتين بين البلدين الشقيقين، وتفتح المجال لمزيد من الشراكات المستقبلية التي تخدم التنمية الإعلامية والدبلوماسية في المنطقة .
*السفير الدكتور موفق العجلوني/ مدير عام مركز فرح الدولي للدراسات والابحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.com