facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يوم الوفاء لوصفي التل


أ.د.محمد المصالحة
28-11-2025 10:03 PM

في ٢٨ تشرين الثاني يخلد الاردنيون ذكرى استشهاد وصفي التل رئيس وزراء الاردن ويلتقون من مختلف مناطق المملكة تكريما وتقديرا للفقيد الكبير.

ومن عادتي ان لا افوت هذه المناسبة ما سمحت لي الظروف بمفردي او بمعية بعض من الأصدقاء محبي وصفي لاسيما وإنني اقطن قريبا من دارة المرحوم في الكمالية، وفي العادة استمع واحيانا ألقي كلمة في هذه المناسبة.

وقد ألقيت اليوم كلمات وقصائد فرضت صفات القيادة والمبادئ والقيم التي ميزت شخصية وصفي من المشاركين في الاحتفالية، كانت معدة في برنامج طالب البعض ان تكون مفتوحة للراغبين في الحديث عن هذه الايقونة الوطنية وأكد المتحدثون على حقيقة ان وصفي كان متفرداً في خصاله كرئيس وزراء اردني صاحب ولاية يصغي له المرحوم الحسين وهو محط ثقته لا مجرد موظف كبير عاصر السنوات الحرجة من تاريخ الاردن بين ٦٧ و٧١ اي بعد حرب النكسة وكان الاردن آنذاك يواجه تحديات عدة منها عدوان اسرائيل على الكرامة حيث صده الجيش العربي ببسالة ورده مدحورا يجر ذيول الخيبة.

كما واجه الوطن فوضى وانفلات بعض المنظمات الفدائية واضعافها سيادة القانون ومنازعة الدولة في سلطاتها ووظائفها، وحسمت الدولة عبر حكومة وصفي وتوجيه الحسين الازمة بإعادة الأمن وسلطة القانون.

ثم ردع وصد التدخل العسكري السوري في الأرض الاردنية مستغلا أزمة أيلول ضد شرعية الدولة الاردنية.

ليس سهلا ان نتناول بعضا من المواقف والسلوكيات التي تميزت بها شخصية وصفي كقائد سياسي لصيقا بالأرض وقريبا مصغيا لشكاوى المواطنين المظلومين والمحتاجين، اذكر منها من وقائع عشتها او عرفتها في مناسبتين الأولى... عرفتها من شقيقه المرحوم مريود التل الذي عملت مساعدا له في إدارة المنظمة التعاونية بين عامي ٨٦ و٩١ من القرن الماضي حيث روى لي وانا برفقته إلى مزرعتهم في الحلابات والتي كان قد استصلحها وصفي وحولها إلى أرض زراعية خصبة بقروض من مؤسسة الإقراض الزراعي سدد الديوان الملكي بعضها عن ذمته بعد رحيل المرحوم وصفي الى الرفيق الاعلى لا يمتلك شئ الا منزله الذي بناه على مراحل، حيث استوقفنا المرحوم مريود أمام احد المطاعم في الزرقاء لأخذ بعض السندويشات الخفيفة لنا والعاملين في مزرعة الحلابات وقال لي: يا محمد هذا المطعم كان وصفي "عليه الرحمة" يبتاع منه الاكل الشعبي من الحمص والفلافل له و لعمال المزرعة، تعجبت من هذه الصفة المتواضعة لرئيس وزراء اردني عز نظيره رجل ميداني ومتواضع لم تأخذه المناصب مهما كبرت للعلو والمغالاة رحماك يا وصفي.

أما المناسبة الثانية، من معرفتي وتجاربي المعاشة حين أنهينا الدراسة الجامعية في جامعة بغداد في نهاية الستينات التحقنا بالعمل في مؤسسات رسمية او خاصة الا احد الزملاء الاعزاء من عشيرة اردنية كبيرة بقي عاطلا عن العمل بسبب انتماءه الحزبي وقابل وصفي في احد الايام التى خصصها المرحوم للمواطنين لمقابلتهم في دار رئاسة الوزراء وذهب الزميل الذي التحق بسبب البطالة بإحدى المنظمات الفدائية المرتبطة بدولة عربية لمقابلة الرئيس وصفي وشرح له وضعه وحرمانه من الوظيفة العامة، فغضب لسماع هذه المظلمة لمواطن جامعي في ذلك الزمن وكتب له فورا امرا للالتحاق بإحدى الوزارات والعمل فيها.

وهذا ما كان كما أراد وصفي الذي يؤلمه اي ظلم او غبن يلحق بالمواطن، لانه كان من طراز المسؤولين الذين يحسون بألم الناس ويعالج مظلماتهم ويحرص على الالتقاء بهم واتساءل: كم رئيس وزراء منذ ذلك اليوم يخصص يوما في الاسبوع لاستقبال من لديهم مظلمة او شكوى او مطالبة بحق او رفع غبن وقع عليه؟!،،،، أظن انها لم تتكرر الى يومنا هذا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :