في ذكرى المهندس هيثم القعقاع: علم من أعلام التميز المؤسسي
مجد جلال عباسي
29-11-2025 11:40 AM
بدأت رحلة هيثم القعقاع في وزارة التخطيط، حيث وضع الأسس الأولى لمسيرة مهنية امتدت لأكثر من عقدين من الزمن في خدمة التميز المؤسسي والتنمية الإدارية. ومن هناك، انتقل ليواصل عطاؤه في مركز الملك عبدالله للتميز، مقدماً خبراته الواسعة ومؤسساً لنهجٍ مهني وإنساني ترك بصمة لا تُمحى في المؤسسات العربية.
على مدى أكثر من عشرين عاماً، لم يكن القعقاع مجرد مدرّب أو مستشار، بل كان من القلة الجادة في هذا المجال. فقد درّب الآلاف من العاملين في مجال التميز، وأسهم في بناء جيل من الخبراء والممارسين الذين يواصلون اليوم حمل رسالته. كان مرجعاً في صياغة المفاهيم الحديثة للتميز، وحرص على أن تكون التجارب العربية جزءاً من الحراك العالمي في هذا المجال. جمع بين العمق العلمي والقدرة على ايصال المفاهيم بيسر، مما جعله قريباً من قلوب المتدربين والزملاء على حد سواء.
هيثم القعقاع كان يؤمن أن التميز يبدأ من الإنسان قبل النظام، وأن بناء القدرات المؤسسية لا ينفصل عن بناء القيم الإنسانية. لذلك، ترك إرثاً من المبادئ المهنية التي تتجاوز حدود المؤسسات لتصبح ثقافة راسخة في المجتمع. كان حريصاً على أن تكون برامجه التدريبية شاملة، تجمع بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، مما جعلها ذات أثر طويل الأمد.
عند انتشار خبر وفاته، عبّر العديد من الزملاء الإماراتيين السعوديين عن حزنهم العميق وأرسلوا تعازيهم الصادقة، مؤكدين أن فقده ليس خسارة شخصية فحسب، بل خسارة لمجتمع التميز في المنطقة بأسرها. هذه المشاعر تعكس حجم الاحترام الذي حظي به، والمكانة التي احتلها في قلوب من عرفوه وعملوا معه.
يبقى اسم هيثم القعقاع محفوراً في ذاكرة العاملين في مجال التميز. إن ذكراه دعوة للاستمرار في نشر ثقافة التميز، وتذكير بأن العطاء الحقيقي هو ما يترك أثراً يتجاوز حياة الإنسان ليصبح جزءاً من مسيرة التميز على مستوى الوطن بأكمله.