في بيت الاردنيين حيث يؤكد التاريخ عظم المواقف
خلدون ذيب النعيمي
30-11-2025 09:05 AM
كل موقع منه تنبض وتتكلم عن جزئية معينة من تاريخ الاردن المعاصر .. هكذا كان شعوري الغامر خلال زيارتي ضمن وفد من عشيرتي للديوان الملكي الهاشمي العامر ولقاء رئيسه معالي يوسف العيسوي والحديث معه حول المواضيع التي هم الوطن والمواطن في ظل الظروف المحلية والاقليمية الآنية ، خلال الزيارة تتالى في خاطري اهم الاحداث التي شهدها بيت الاردنيين الذي كان حاضراً على محطات مهمة في تاريخ الوطن والأمة خلال عمر الدولة الاردنية، فهو المكان الاخير للشريف حسين بن علي الذي رفض ان يساوم على عروبة فلسطين فكان القرار الاستعماري بنفيه لقبرص قبل ان يقضي ايامه الاخيرة في عمان بعد ان قرب اجله ليدفن في القدس الشريف بناء على وصيته ، وشهد مبايعة الملك عبدالله الاول ملكا للبلاد الاردنية حيث اصبح خلال عهده ملاذاً لأحرار العرب امثال زعيم الثورة السورية عبدالرحمن الشهبندر الذي أستقبله شاعر الاردن عرار بحضرة الملك المؤسس بقصيدته الخالدة التي مطلعها "يوم لرغدان من أيام عدنان ..عاد ما كان من عز وسلطان" .
ولم يغب عن البال مجالس الأدب والشعراء للملك المؤسس التي جمعت شعراء العرب امثال عمر ابو ريشة ومصطفى وهبي التل وعبدالمحسن الكاظمي فكان القصر مثالاً في بوتقته الادبية لمجالس دمشق وبغداد والحجاز بنكهة أردنية هاشمية ، وشهد الديوان الهاشمي اعلان الدستور الاردني من قبل الملك طلال رحمه الله كدستور نموذجي يفخر به الاردن بين دول العالم ، وفي عهد الملك الحسين بن طلال كان القصر على مدى نصف قرن الحاضر في تاريخ الاردن فكان منطلق قراره رحمه الله ذات اذار بتعريب قيادات الجيش الذي اطاح بأخر شرائك مرحلة الانتداب الأجنبي ، وكان تعرض قصر بسمان للقصف الإسرائيلي اثناء عدوان حزيران 1967 تأكيد واضح على استهداف حياة الملك الشخصية وبيت الأردنيين بقيمته المعنوية و في الوقت الذي صمدت فيه الجبهة الاردنية مع سقوط الجبهات العربية الاخرى .
اللقاء مع رئيس الديوان الملكي الهاشمي كان صريحاً وشفافاً في طرح مواضيعه التي استقبلها معالي ابو حسن بكل انصات واهتمام ، فاهتمامات واراء عشيرة النعيم هي نفس اهتمامات ابناء الوطن ككل ، فالتأكيد على الانتماء لثوابت الوطن في الوقت الذي يتعرض فيه الاردن لتهديدات ومكائد مختلفة فضلاً عن ان الولاء للبيت الهاشمي الشريف ممثلاً بعميده جلالة الملك عبدالله الثاني والوقوف خلفه في جهوده في توفير الحياة الكريمة للمواطن ووضع الأردن في مقدمة خريطة الاستثمار الدولي ، كما كان تثمين جهود الملك في دعم الاشقاء الفلسطينيين في المحافل الدولية والتي اثمرت بالاعتراف الدولي الكبير بالدولة الفلسطينية ، ولم تغب مواضيع اهتمامات الشباب الذين كانوا اغلب الموجودين وسبل وقايتهم من المخاطر العصرية وهم الرهان في قوة الاردن وتنميته الدائمة ، فكان التأكيد على اهمية النهج القائم من قبل جلالته وولي عهده الامين في اهمية تمكين الشباب من خلال التعليم النوعي والتدريب العصري وخاصة الرقمي وتوفير فرص العمل والتوظيف التي تلائم تطلعاتهم وتؤكد دورهم في خدمة وطنهم .
الاردن والملك كانا الحاضرين في جميع محاور اللقاء ، الأردن أمانة السلف وحق الاجيال القادمة الذي نحفظه جميعاً في مهج القلوب ، والملك الذي يصل الليل بالنهار في جهود رفعة الاردن وكرامة عيش مواطنه وخدمة قضية الامة المركزية في فلسطين وكلنا نثق تماماً ان جلالته يود اللقاء مع كافة ابناء الوطن والاستماع لهم ومحاورتهم ولكننا نعي ايضاً ان مشاغله تحد من ذلك ، ختاماً ، يوم في بيت الأردنيين لن ينسى وسيبقى بخواطره ذات العبق في البال دائماً .