مهنة التّعليم ذات قيمة رفيعة، حجر الأساس فيها المتعلّم الّذي يجب تزويده بالمحتوى _المنهج_؛ لتحقيق هدفه من التّعلّم، لكن السّبب الرئيس في نجاح العملية التّعليميّة هو المعلّم ذو الكفايات.
المعلّم المتميّز هو معلّم ذو كفايات، قادرٌ على أداء عمله أداء ناجحا وفعالا ومُتقنا.
لكن قبل أن نسعى لتميّز المعلّم وإبداعه في صفه كقبطان سفينة يُحسن السّيطرة على سفينته وأشرعتها في ظل الرّياح المتوقعة وغير المتوقعة علينا أن نسأله: هل أنتَ بخير؟ فنفسيته المتزنة المطمئنة ستنعكس على كلّ شيء في مهنته، وأهم من كلّ ذلك ستنعكس عليه بالدّرجة الأولى في احترامه لذاته، وحفاظه على هدوءه ورضاه.
إنّ المعلّم لا يقدّم المحتوى الدّراسيّ فقط، بل يجعل منه حياةً نابضة في عقل طلابه، وقلوبهم، وحواسهم، وذلك بابتسامته، وصوته، وروحه.
لذا يجب أن نقف قليلا بين زحام العمليّة التّعليميّة سائلين: هل اعتنى المعلّم بنفسه قبل أن يعتني بطلبته؟ فالشّمعة المنطفئة كيف تضيء ما حولها؟
لذا على المعلّم أن يمنح نفسه حقّ الرّاحة، والاتزان، والتّقدير، وليتمتع بهذا الحقّ أنصحه أوّلا بالتّنفس بهدوء قبل كلّ حصّة ولو لدقيقة، وثانيّا أريد أن أذكّره بالاعتناء بذهنه، وذلك بترتيبه لأفكاره وخططه كما يُرتب السّبورة لطلبته، وثالثا أن يكتب عبارة إيجابيّة كعبارة: ( كلّ التّحديات أجور)، ويعلّقها أمامه، أمّا رابعا أريده أن يخصّص خمس دقائق من وقته يُطلق عليهم اسم دقائق الرّاحة يجلس فيهم دون تفكير بأي شيء سوى أمور تسعده، وتجدّد طاقته.
بعد اعتناء المعلّم بنفسيته؛ سيحترم ذاته القيّمة، ممّا سينعكس إيجابيا على قدرته على الاحتواء، والاستماع، والشّرح، والتأثير، وبذلك سيجعل درسه مزدهرا مُحققا للهدف من تعلّم طلبته بنجاح وفعاليّة.