تطالعنا وسائل التواصل الاجتماعي بمذكرة منسوبة إلى خمسة عشر نائبًا مرفوعة إلى رئيس الوزراء، تطلب منه تعيين مواطن في وظيفة رسمية من الدرجة العليا، وتقول المذكرة إن المذكور معروف بكفاءته وحسن سيرته وخبراته الواسعة وغير ذلك.

الحقيقة أن هذه المواصفات موجودة في أكثر من نصف الشعب الأردني، فهل نسي النواب أن الأردن مصنعٌ للكفاءات المتميزة ومصدرٌ لها، ولديه فائض من أصحاب العقول المبدعة والطاقات الخلّاقة والمبتكرين والعلماء والفلاسفة والقادة العظام؟

لقد أثارت هذه المذكرة استهجان الناس، وشكّلت عتابًا على النواب، وجاءت بمثابة صدمة للأردنيين واستفزازًا لهم، طالما تتعالى الأصوات ببذل مزيد من الجهد الوطني لأجل تعزيز الشفافية والعدالة وتكافؤ الفرص بين كل أبناء الوطن على حد سواء، ولا فرق بين زيد وعمر إلا بالتقوى في هذا الوطن، والتفرّد بالعلم والريادة وتحقيق الإنجاز.

ألم يتذكّر السادة النواب أن ان جلالة الملك المعظم قالها: "ماحدا احسن من حدا وان الوطن للجميع "، وان الإدارة الحكومية تنهجُ سنّة حميدة في اختيار الوظائف العليا، من خلال إتاحة الفرصة أمام المؤهلين وإجراء الاختبارات التنافسية بين المرشحين لإشغالها؟

عتابًا أننا، وفي الوقت الذي نتغنّى فيه بالإصلاح والتغيير والتطوير، يأتي البعض ليغيّر مزاجنا وحماسنا وثقتنا بأنفسنا وخطانا وبرامجنا، بأننا قادرون على مواكبة المعاصرة العالمية بحداثة القوانين وتحديث النهج وجرأة المفكرين والمقرّرين.

ثقتنا بدولة الرئيس كبيرة أنه الرجل المثابر العازم على صناعة الفرق بين اليوم والغد، بأن لا تثنيه عن عزيمته بالسير قُدمًا نحو أهدافنا الجامعة أيُّ مطالبات خارجة عن النسق المنطقي الوطني وتغضب الشارع الاردني ٠