facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دبلوماسية مجلس النواب وتعزيز الشراكات الدولية


السفير الدكتور موفق العجلوني
04-12-2025 12:38 PM

تلعب لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب دوراً هاماً في تعزيز الدبلوماسية البرلمانية بما ينعكس على سمعة الأردن، وعلى أهمية الدور الذي يلعبه مجلس النواب على الصعيد الدبلوماسي. من هنا جاء استقبال لجنه الشؤون الخارجية بمجلس النواب براسة رئيس اللجنة سعادة النائب هيثم حجازين وأصحاب السعادة أعضاء اللجنة سعادة السفير الياباني لدى المملكة السيد أساري هيديكي، و ذلك بهدف سبل تعزيز التعاون والتنسيق، وتطوير العلاقات الثنائية بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين.و خاصة في أعقاب الجولة التي قام بها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله الى اليابان و عدد من الدول الاسيوية .

ويعكس لقاء لجنة الشؤون الخارجية مع سعادة السفير الياباني السيد هيديكي متانة الشراكة الأردنية اليابانية و عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وحرص مجلس النواب على الارتقاء بهذه العلاقات في المجالات الدبلوماسية و السياسية والاقتصادية والبرلمانية.

تُعدّ الدبلوماسية البرلمانية إحدى أهم أدوات التأثير السياسي الحديث، وامتدادًا فاعلًا للدبلوماسية الرسمية للدول، وتُسهم في بناء جسور الحوار وتعزيز الفهم المتبادل مع الشعوب والبرلمانات ومراكز النفوذ الدولية. وفي السياق الأردني، تبرز لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب بوصفها الذراع البرلمانية التي تحمل مسؤولية صون المصالح العليا للمملكة وتوسيع آفاق التعاون مع الدول الصديقة والشقيقة.

ويأتي اللقاء الذي جمع اللجنة بسعادة السفير الياباني في عمّان في توقيت بالغ الأهمية، يعكس عمق العلاقات الأردنية–اليابانية، ويجسد نهج الأردن في الانفتاح والتواصل البنّاء مع شركائه الدوليين، بما ينسجم مع رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله في تعزيز مكانة المملكة كفاعل مستقر وموثوق على الساحتين الإقليمية والدولية.

يشهد التعاون الأردني–الياباني تطورًا متواصلًا قائمًا على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وتمثل اللقاءات البرلمانية مع سعادة السفير هيديكي فرصة لإعادة التأكيد على الأبعاد الاستراتيجية للعلاقة بين البلدين، والتي تشمل: التعاون الاقتصادي والاستثماري في مجالات الطاقة والمياه والتكنولوجيا والتعليم العالي. ودعم المشاريع التنموية الرئيسية التي تساهم اليابان في تمويلها أو دعمها فنيًا. وتبادل الخبرات في مجالات التشريع والحوكمة والإصلاح الإداري. والتنسيق في القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وخاصة ما يتعلق بالسلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

إن هذا الحوار المباشر بين مجلس النواب والسفارة اليابانية يفتح الباب أمام بلورة رؤى جديدة تستجيب لاحتياجات المرحلة، ويؤسس لمسارات تعاون أكثر عمقًا تشمل الاقتصاد، والتنمية، والأمن الإقليمي، والدبلوماسية متعددة الأطراف.

وكما هو معلوم، تقوم لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب بدور محوري في إدارة العلاقات البرلمانية الدولية، وتشكل واجهة مهمة لعرض الموقف الأردني بلغة مسؤولة ومتوازنة. ويمكن تلخيص أبرز أدوارها فيما يلي:

⁠تعزيز الحوار السياسي المنتظم مع السفراء ، حيث يمثل التواصل المستمر مع سفراء الدول الشقيقة و الدول الصديقة وسيلة لإدامة الحوار حول الملفات الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر، وتحديد مجالات التعاون المشترك. بنفس الوقت، تلعب اللجنة دورًا حاسمًا في إيصال الرسائل السياسية للبرلمانات والحكومات الأجنبية، سواء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أو دور الأردن الإنساني تجاه اللاجئين، أو جهوده في محاربة التطرف وتثبيت الأمن الإقليمي.

كما تُسهم اللجنة في تفعيل الدبلوماسية البرلمانية الإقليمية والعالمية، من خلال: المشاركة في الاتحادات البرلمانية العربية والدولية، وحضور المؤتمرات رفيعة المستوى، وتوقيع بروتوكولات التعاون مع البرلمانات الصديقة. وتعزيز صورة الأردن كدولة معتدلة وواقعية، تسعى للحلول وتحترم القانون الدولي.

من جهة أخرى، يستند نجاح الدبلوماسية البرلمانية إلى انسجامها مع الدبلوماسية الرسمية التي تقودها وزارة الخارجية الأردنية وشؤون المغتربين. ولهذا، فإن التنسيق المستمر بين الجانبين يعدّ ضرورة وطنية، ويشمل: تبادل المعلومات والتقارير والتحليلات السياسية قبل اللقاءات الخارجية. والتنسيق في المواقف لضمان وحدة الخطاب الأردني أمام الشركاء الدوليين. وإشراك البعثات الدبلوماسية الأردنية في الإعداد للزيارات البرلمانية الخارجية. والاستفادة من الخبرات التخصصية للوزارة في الملفات الفنية والقانونية. وبالتالي فإن هذا التكامل بين مجلس النواب ووزارة الخارجية وشؤون المغتربين يعزز القوة التفاوضية للأردن، ويضمن أداءً أكثر انسجامًا وتأثيرًا.

بالمقابل، لم يعد العمل الدبلوماسي اليوم مقتصرًا على السياسة، بل أصبح الاقتصاد ركنًا مركزيًا في العلاقات الدولية. ومن هنا تبرز أهمية التنسيق بين لجنة الشؤون الخارجية واللجنة الاقتصادية في مجلس النواب لتحقيق الأهداف التالية:

* جذب الاستثمارات النوعية عبر اللقاءات المشتركة مع السفراء والملحقين الاقتصاديين.

* مناقشة فرص الشراكات التنموية في الطاقة المتجددة، والسياحة، والصناعة، والتكنولوجيا.

* ضمان توافق السياسات الاقتصادية مع التوجهات السياسية التي تعزز صورة الأردن الدولية. ومتابعة الاتفاقيات والمذكرات الاقتصادية التي تحتاج إلى دور تشريعي ورقابي متكامل.

من هنا فإن تلاقي السياسة مع الاقتصاد هو ما يصنع اليوم القوة الحقيقية للدول، ويُمكّن الأردن من توسيع مجالات التعاون مع دول صديقة مثل اليابان وغيرها.

من خلال تجربتي في العمل الدبلوماسي واستقبال عشرات الوفود البرلمانية الأردنية في العديد من دول العالم، لا يمكن للدبلوماسية أن تؤتي ثمارها دون التزام صارم بقواعد الاتيكيت البروتوكول، التي تمثل الوجه الراقي للدولة وقيادتها. ويُستحسن لأعضاء اللجنة الاستمرار في تعزيز مهاراتهم ( مقالي المنشور بتاريخ ٢١/١٢/٢٠٢١في عمون الغراء بعنوان : مجلس النواب ومهارات الاتيكيت والبرتوكول والمجاملة ) ، واذكر من هذه المهارات :

* أسلوب التخاطب الدبلوماسي وقراءة الرسائل غير اللفظية.
* إدارة اللقاءات الرسمية بلباقة واحترافية.
* إظهار المعرفة الدقيقة بثقافة الطرف الآخر واحترام خصوصيته.
* الاستفادة من الدبلوماسيين المخضرمين في التدريب والتوجيه.
* إن الالتزام بهذه الأسس يعكس عمق التقاليد الأردنية القائمة على الاحترام، ويعزز ثقة السفراء في التعامل مع المؤسسة التشريعية.

ومن موقع الخبرة الطويلة و التجربة العملية في العمل الدبلوماسي ، ووعياً بتراث الأردن العريق وسياساته الرصينة، أقدم لأصحاب السعادة أعضاء مجلس النواب هذه النصيحة الصادقة:

كونوا أصحاب مبادرة… فالدبلوماسية لا تنتظر، بل تُبادر وتفتح الطرق قبل أن تُفتح لها.
ابنوا علاقات شخصية راقية وراسخة مع السفراء… فهي غالبًا ما تكون المدخل إلى تفاهمات سياسية واقتصادية واسعة.
تحرّكوا بوحدة رؤية مع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، فالتشتت يضعف الرسالة، بينما الانسجام يقوّي الموقف الوطني.
اقرأوا العالم بعيون استراتيجية… تابعوا المتغيرات الدولية، وكونوا سبّاقين في فهم ما وراء الأحداث.
عززوا حضوركم في المحافل الدولية… فالبرلمانات العالمية تؤثر في القرار السياسي والاقتصادي أكثر مما نتخيل.
اجعلوا عملكم عنوانًا للرصانة والاحترام… فالأردن يستحق أن يُمثَّل بأعلى درجات الاحتراف والدبلوماسية الهادئة.
ركزوا على الاقتصاد بقدر السياسة… فالمستقبل للدول التي تنجح في جذب الفرص لا في انتظارها.
إنكم تحملون أمانةً وطنية نبيلة، ودوركم أحد مفاتيح القوة الناعمة للأردن. حافظوا على هذا الدور، ووسّعوه، وطوّروه، ليظل الأردن حاضرًا بقوة في وجدان العالم واحترامه.

واخيراً و ليس أخراً، تقف الدبلوماسية البرلمانية الأردنية اليوم أمام فرصة مهمة لتعزيز حضور المملكة على الساحة البرلمانية الدولية، من خلال تطوير أدواتها، وتوسيع شراكاتها، وتفعيل التنسيق المؤسسي، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والسياسي. ويأتي اللقاء مع السفير الياباني مثالًا حيًا على قدرة البرلمان الأردني على قيادة حوار مؤثر، راقٍ، ومسؤول، يعكس مكانة الأردن كدولة رائدة في الاعتدال والحكمة.

* مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.me





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :