خاطرة .. على حافة عالمٍ يتصدّع
05-12-2025 11:59 PM
بقلم : وجدان محمد الحجاج
أستيقظ كل صباح وأحمل في صدري ثِقلاً يشبه أصوات انهيارات العالم من حولي.
أصوات تتداخل من كل اتجاه، كصدى حروب لم تعد بعيدة؛ لأنها دخلت بيتي، تتسلل عبر الشاشات والهواتف. أخبار تتكاثر كالظلال، تطرق بابي كل يوم لتذكرني أن الأرض لم تعد ثابتة، وأن المستقبل لم يعد مضموناً.
أشعر أحياناً أنني أعيش في فيلم لم أختر دوري فيه، لكنه فُرض عليّ وعلى كل من يحاول أن يتنفس شيئاً يشبه الأمل. في المواصلات أتأمل وجوهاً تائهة، تبحث عن شيء ثابت في عالم يترنح. أعين تختلس النظر إلى هواتفها ثم ترفعها سريعاً، كأنها تخشى ما ستراه. آباء يحاولون إخفاء ارتباكهم، وأبناء يكبرون فجأة، كأن الطفولة أصبحت رفاهية في زمن مضطرب.
وحين أستمع إلى أخبار الكوارث المتلاحقة ؛ فيضانات وحرائق واهتزازات ، أشعر أن الأرض نفسها في حالة اضطراب، وأن الطبيعة تئن تحت وطأة أفعال البشر. عائلات تفقد بيوتها بين ليلة وضحاها، وأمكنة تختفي من الخريطة، بينما نحاول نحن التمسك بما تبقى.
لكن الأصعب هو ذلك القلق الذي يتسلل إلى تفاصيل حياتي كطالبة تحلم بمستقبل مشرق ، أسأل نفسي: كيف أبني طموحاتي في عالم يتشقق؟ كيف أخطط لغدٍ وأنا لا أعرف ما سيحمله النهار؟
أركض كل يوم على أرض تهتز تحت قدمي، أحاول اللحاق بأحلامي بينما العالم يتبدل بسرعة. أحاول أن أدرس، أن أركّز، أن أؤمن بالغد… رغم أن الخوف يسكنني. ومع كل هذا، أرفض أن أتوقف.
ما أكتبه ليس جديداً، بل صدى لما يعيشه الملايين. نحن أبناء هذا الزمن القلق، نحاول أن نجد مكاناً في عالم يفقد توازنه.
نعم، نخاف ونتألم ونتساءل، لكننا نحمل في داخلنا إصراراً غريباً.
وربما نقف جميعاً على حافة الهاوية، لكن قصتنا تهمس بشيء واحد: ما زلنا هنا. ما زلنا نتنفس، ونحلم، ونحاول… وربما في هذا الرفض العجيب للاستسلام تكمن المعجزة الصغيرة التي تجعل الحياة لا تزال تستحق المقاومة .