ترجمة الرؤى الملكية في اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة
خلدون ذيب النعيمي
07-12-2025 09:54 AM
مقال بقلم خلدون ذيب النعيمي ماجستير في الدراسات الاستراتيجية والاعلامية هاتف 0772134834
مع احياء الأردن اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يصادف في الثالث من شهر كانون الأول من كل عام تستند الإستراتيجية الوطنية في التعاطي مع هذه الفئة المجتمعية في ترجمة الرؤية الملكية السامية في تأكيد حقوقها وإبراز دورها في خدمة مجتمعها المحلي والوطني من خلال دمجها بالمجتمع استناداً للاهتمامات المختلفة لها ، ومن هنا كانت العديد من المبادرات التي اطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني التي تؤكد اهمية تعزيز المشاركة الوطنية والمجتمعية لذوي الإعاقة حي كان تأكيد جلالته إلى أن ذلك ليس مجرد كماليات بل حقوق أساسية ، وهو الأمر الذي اكد عليه الملك ايضاً في كلمته خلال القمة العالمية حول الأشخاص ذوي الإعاقة التي عقدت في برلين في شهر نيسان الماضي بقوله "يمكننا أن نفتح بابا جديدا نحو المستقبل ، مستقبل يحظى فيه الأشخاص ذوو الإعاقة بالحقوق والتشجيع والاحترام الذي يستحقونه ، فلنكرمهم بما نحققه من إنجازات".
يستحضرني النشاط الذي عايشته في الشركة المتحدة للأبداع في منطقة الضليل الصناعية "وهي احدى ثمار جهود جلالة الملك عبدالله الثاني في جذب الاستثمار" والمتمثل بعمل محاورة مع العاملين والعاملات الصم من خلال جمعية فكر وارادة الخيرية للصم ، فكان الحوار بين الموجودين بلغة الإشارة حول سبل تذليل كافة الصعوبات التي تمنع هذه الفئة من تحقيق طموحاتها ، وتم عرض قصص نجاح من قبل الجمعية لفتاة وشاب من فئة الصمم استطاعوا ان يكون لهم دورهم ومشاريعهم الخاصة لخدمة انفسهم وعائلاتهم ومجتمعهم ، وقد برز خلال النشاط التفاعل الكبير بين الموجودين وتبادل الافكار وسبل تنمية مواهب الصم .
وعلاوة على الرؤية الملكية التي تهتم بتشغيل فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في القطاعين الحكومي والخاص وذلك من اجل دمجهم في المجتمع المحلي كفئة لها عطائها وجهدها الذي لا يقل عن عطاء باقي المجتمع ، فقد ارتأت بعض المؤسسات والشركات الناجحة برؤيتها الاجتماعية مثل هذه الشركة التي نظمت الفعالية الاهتمام بهذه الفئة على مختلف انواع الاعاقة كجزء اصيل ضمن كادرها العامل لتكون بمثابة قصة نجاح في هذا الإطار المهم على كافة المستويات ، ويتمحور الاهتمام هنا من خلال عمل الفعاليات الوطنية والمجتمعية والتوعوية بما يؤكد دورهم ودمجهم في مجتمع الشركة والوطن بعيداً عن الاحساس ان تشغيلهم جاء كحالة انسانية وبالتالي صون كرامتهم بعيداً عن الوقوع تحت الاحساس بالشفقة والمنَة .
بطاقة شكر لهذه الشركة في ترجمتها للتوجهات الملكية والوطنية من خلال عمل فعاليات التوعية الوطنية والمجتمعية لكوادرها وخاصة من ذوي الهمم من الاحتياجات الخاصة فهي تؤكد دورها الوطني والمجتمعي من خلال تبني هذه الفئة العزيزة ، وهي علاوة عن تشغيلهم ساهمت بأبعاد شبحي البطالة والفقر عنهم وعن عائلاتهم فقد ارتأت تفعيل دورهم في مجتمع العمل ودمجهم فيه فكانوا قصص نجاح في عملهم بمعنى الكلمة فبعضهم في مواقع متميزة في خطوط الانتاج بسنيين عمله التي تقارب 15 عام ، وبالتالي وضعوا لمستهم المميزة في حياتهم الشخصية والعملية والوطنية ، وهنا يبرز اهمية تقديم كل الدعم لهذه الشركة وغيرها من الشركات المتميزة بتعاطيها مع مجتمعها من ذوي الاحتياجات الخاصة .