يمثل تصنيف " جرين ماتريكس" الدولي السنوي معياراً لأداء الجامعات العالمية في مجال الاستدامة وتُمنح الجامعات درجة تعكس جهودها في تعزيز الأثر البيئي الايجابي للجامعة من خلال التعليم والبحث في مجال الاستدامة البيئية الخضراء ، حيث يطلب من الجامعات سنوياً المشاركة في استبيان يتضمن أسئلة حول أدائها في مجال الاستدامة وذلك بين شهري أيار وتشرين الأول وتُنشر النتائج في شهر كانون الأول ، وتتمثل معايير الاستدامة في هذا التصنيف بمجالات تغير المناخ وتحسين البيئة والمباني الخضراء الموفرة للطاقة والمياه وإدارة المخلفات الصلبة اضافة الى إيجاد حرم جامعي ببنية تحتية مناسبة تسهم في مجملها بتقليل انبعاثات الكربون والمساعدة في مكافحة تغير المناخ العالمي .

وفي المستوى الوطني لعبت الجامعة الهاشمية دوراً مميزاً بالنظر لموقع الجامعة الجغرافي في منطقة جافة تبعد عن مدينة الزرقاء مسافة تقارب 15 كم وبالتالي فقد كان عطاءها هنا على قدر التحدي ، فسعت الجامعة بشكل بناء لبذل الجهود لزيادة المساحات الخضراء وإدارة عملية الاستدامة والمحافظة على البيئة ، ومن هنا كان التركيز على زيادة المساحات الخضراء في محيطها بشكل كبير وبشكل خاص اشجار الزيتون بشكل جعل الجامعة واحة خضراء كبيرة في منطقة جرداء تسر الناظرين لسالكي الطريق بين العاصمة عمان ومحافظتي إربد والمفرق وصولاً للحدود السورية ، ويضاف الى هذا التميز ايضاً نجاح الجامعة في مجال توليد الطاقة الكهربائية من خلال الخلايا الشمسية.

وتأتي مشاركة رئيس الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور خالد الحياري مؤخراً في أعمال مؤتمر "دور الجامعات في الطاقة الخضراء والاستدامة" في العاصمة الأذربيجانية باكو تأكيدًا لدور الجامعة الريادي في هذا الموضوع ، فقد استعرض الدكتور الحياري جهود الجامعة العملية النوعية في التغطية الكفؤة لاحتياجات الجامعة من الطاقة أضافة إلى إجراء الدراسات ودعم البحوث العلمية التي تثري هذا الموضوع ، فضلاً عن عرض الجهود الأكاديمية للجامعة الهاشمية من خلال طرح مساقات متخصصة تعنى بمواضيع الطاقة المستدامة والتغير المناخي مع توفير برامج دراسات عليا متقدمة تساهم في إعداد كوادر مؤهلة وقادرة على التعامل مع التحديات البيئية المستقبلية وهو الأمر الذي يعزز الدور الوطني والمجتمعي للجامعة في هذا الإطار.

لقد قدم رئيس الجامعة الهاشمية لحضور المؤتمر بثقة وفخر التجربة الأردنية في مجال الطاقة الخضراء والاستدامة وذلك من خلال ابراز نجاحات الجامعة النوعية خلال سيرة عطاءها الممتدة على ثلاثة عقود فضلاً عن طموحاتها المستقبلية من خلال الشراكة مع الجامعات الدولية والإفادة من تجاربها في هذا المضمار ، وهو الأمر الذي سيعزز بلا شك الدور المميز للجامعة في التنمية الوطنية الشاملة اضافة لضمان استمرارية التقدم في تصنيفات الاستدامة العالمية .