والعثلول (بفتح العين) في اللغة العربية وكما ورد في "لسان العرب" و"تاج العروس" و "القاموس المحيط" هي: "خصلة طويلة بارزة من اللحية، أو جزء منها يطول ويتدلى على الصدر، وقد تأتي للدلالة على اللحية الكثّة السابغة". وورد في الأثر قول العرب : "أن فلانا بكى من خشية الله حتى ابتلت عثلوله".
كما قال شاعر:
تدلى عثلوله فوق صدره يحاكي دجى الليل في فرط مسده
فأبدى وقارا في طول مدّه كأن جمال البدر أضفى بوقره
أسوق هذه المقدمة وفي ذهني صورة عثلول سعادة سفير الولايات المتحدة الأمريكية، الذي نرحب بتعيينه مؤخرا في الأردن؛ بصفته يمثل دولة لها تاريخ من العلاقة والصداقة مع بلدنا. ذلك العثلول الذي إنشغل به كثير من الأردنيين على صفحات التواصل الإجتماعي وهم يتابعون نشاطات أبي عثلول من زيارات وعزاءآت ومجاملات، مستغربين هذا الحراك للسفير.
أكاد أجزم أن عثلول سعادة السفير جم هولتسنايدر كان له دور في جلب انتباه الأردنيين لنشاطاته؛ فهناك سفراء آخرون عرب وأجانب لهم نشاطات مماثلة والى حدّ كبير لما يقوم به السيد هولتسنايدر، و أفضل مثال على ذلك نشاطات سابقته السفيرة يائيل لمبرت، التي طافت الأردن وأكلت المنسف والفلافل وغيرهما في أماكن ومناسبات كثيرة.
لقد أثارت بعض التعليقات على نشاطات سعادة السفير موضوع ما إذا كان "سلوكه" مقبول من موقعه الدبلوماسي. اذ رأى معلقون أنه سلوك خارج عما اعتاده الناس، ورأى فيه آخرون ، ومنهم سفراء أردنيون سابقون ، نشاطا عاديا ومحمودا قرّب السفير من الناس ، وأضفى اعجابا بعثلوله. ولا شك في أنّ السفير ، أي سفير، ليس معتقلا أو تحت الإقامة الجبرية في البلد حتى يبقى حبيس جدران سفارته.
خلاصة القول، أن سعادة السفير هولتسنايدر مرحب به في بلدنا، ويشرفني دعوته لزيارة بيتي هنا في عمان، أو هناك في وادي موسى ، حيث سيتذوق أطباقا أخرى من الأكلات الأردنية كالششبرك والمجللة والرشوف وغيرها.
بقي أن أعتذر من سعادته لعدم استطاعتي ايجاد معنى حرفيا في الإنجليزية لكلمة عثلول. إلا أنني متأكد من أن المعنيين في السفارة قادرون على ترجمة المعنى له.