facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قبل التصويت على الموازنة .. من يحمي الأردن، النواب أم الحكومة؟


د. رندة نايف ابوحمور
11-12-2025 11:43 AM

في كل عام، تتكرر الطقوس ذاتها: خطابات تحت القبة، ووعود مثالية، وبيانات ثورية، ثم، ترفع الأيدي وتمرر الموازنة وكأن شيئا لم يكن.
لكن هذا العام مختلف. النبض في الشارع مختلف. المزاج الشعبي لم يعد يحتمل المجاملة، ولا الصمت، ولا التبرير.

الناس تسأل اليوم سؤالا صارخا لا يحتمل التجميل:

هل ما يقال تحت القبة كلام يسمع فعلا، أم خطابات تذهب في الهواء؟

هناك نواب، وهناك من يلبس ثوب النائب.

وللإنصاف، نعم، هناك نواب قدموا ما يستحق الاحترام. نواب صعدت أصواتهم فوق ضجيج الجلسة، وقالوا ما يعجز عنه كثيرون.

منهم من دافع عن المزارعين، ومنهم من فضح المشاريع المتعثرة، ومنهم من رفع ملف الرقابة، ومنهم من تحدث عن وجع المواطن بلا خوف وبلا ورقة مكتوبة مسبقا.

هؤلاء يجب الاعتراف بهم، لأنهم القلائل الذين أثبتوا أن النائب يستطيع أن يكون ضميرا لا ديكورا.

لكن: لا يمكن لصوت شجاع أو عشرة أصوات أن يرمموا جسد دولة ما تزال حكومتها تتعامل مع الموازنة باعتبارها معادلة حسابية، لا معادلة حياة.

الحقيقة المرة: الحكومة تطلب التفويض، دون أن تقدم الضمان.

قبل أن تصوتوا أيها النواب!

تذكروا أن الشارع يعرف حسابات الأرقام أفضل منكم. يعرف كم خسر المزارع، وكم دفعت الأسرة، وكم ارتفع الدين، وكم تدهور الاستثمار، فكيف تطلب الحكومة ثقة جديدة، بينما مشاريعها الكبرى متوقفة، وبيئتها الاستثمارية مرتبكة، وإداراتها الرقابية منهكة؟

كيف تريد موافقة على الموازنة وقد تركت المواطن في مواجهة أسعار لا ترحم، ورواتب لا تكفي، وخدمات عامة لا ترتفع مهما ارتفعت النفقات؟

كيف يوقع على أرقام بلا رؤية؟

كيف يمنح الضوء الأخضر لخطة ليست خطة بل "تسكين" لعام آخر؟

النواب الذين تحدثوا بصدق، فتحوا الباب، والحكومة مطالبة بالدخول قبل فوات الأوان.

خطابات بعض النواب لم تكن مجرد انتقاد. كانت إنذارا سياسيا وماليا واقتصاديا.

إنذار يقول للحكومة: إن لم تصحح المسارات الآن، فلن تنفع التبريرات لاحقا.

المطلوب قبل التصويت على الموازنة ليس خطابات جديدة، بل إجابات واضحة على أسئلة لا يمكن تأجيلها:

أين خطة دعم الزراعة التي تنهار أمامنا؟

أين جدول زمني للمشاريع المتوقفة؟

أين برامج تحسين الدخل؟

أين الأدلة على محاربة الفساد لا مجرد التصريحات؟

أين الشفافية في الأرقام لا فقط قراءة أرقام؟

وأين الرؤية الاقتصادية التي يتحدث عنها الجميع، ولا نرى منها شيئا؟

الموازنة ليست ورقة، الموازنة قرار مصيري.

وعلى النواب، كل النواب، أن يدركوا أن التصويت على الموازنة هو اختبار شرف سياسي.

اختبار لمعرفة:

هل هم ممثلو الشعب أم ممثلو المقاعد؟

هل صوتهم للشعب أم للمجاملة؟

هل يقفون مع الوطن أم مع "المراسم"؟

الشارع اليوم ليس غاضبا فقط، بل واع، يقظ، ويفهم.

لم يعد الأردني يتأثر بالكلام الجميل، بل يريد نتائج، أفعال، خطوات ملموسة.

وكل نائب سيصوت على الموازنة دون ضمانات واضحة من الحكومة سيجد نفسه في مواجهة جيل لم يعد يقبل الأعذار.

أما الحكومة، فمسؤوليتها اليوم أن تثبت أنها لا تطلب "شيكا مفتوحا" من مجلس النواب، بل تقدم مشروعا قادرا على حماية الأردن قبل المواطن.

واخيرا

هناك نواب يستحقون التقدير لأنهم قالوا الحقيقة.

وهناك نواب سيكتب الشارع عنهم في اليوم التالي

وهناك حكومة مطلوب منها أن تفعل ما لم تفعله في سنوات.

والأهم:

لا موازنة تمر بدون كلفة، لكن الكلفة هذه المرة لن تكون أرقاما فقط، بل ثقة شعب كامل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :