facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إشراك الشباب .. ضرورة وطنية ومسؤولية مشتركة


محمد نور الدباس
14-12-2025 08:55 PM

لم تعد مسألة إشراك الشباب في مسارات التنمية والحياة العامة مطلبًا ثانويًا أو شعارًا للاستهلاك السياسي؛ بل أصبحت ضرورة وطنية تفرضها طبيعة العصر وسرعة التحولات من حولنا، فالمجتمعات التي تُقصي طاقاتها الشابة تتجمد عند حدود الماضي، بينما تلك التي تستثمر فيهم تُطلق دورة جديدة من الإبداع والتجديد، ذلك لأن الشباب يُشكّل الكتلة الأكثر حيوية في المجتمع، والأقدر على قراءة الواقع بروح ناقدة وعقل منفتح، وهم القوى التي تمتلك حساسية عالية تجاه التغيير، وقدرة على التكيّف مع المتغيرات الرقمية والاقتصادية والثقافية التي يمر بها العالم، ولذلك، فإن إشراكهم ليس منّه تُمنح لهم، بل استثمار في المستقبل.

إن الحاجة إلى وجود الشباب في مواقع التأثير (داخل المؤسسات السياسية، والهيئات المدنية، ومبادرات التطوع، ومساحات الاقتصاد الجديد) هي حاجة ملحة لضخّ دماء جديدة تُعيد الحيوية للدولة والمجتمع، فالتحديات المعقّدة لم تعد قابلة للمعالجة بالأساليب التقليدية، بل تتطلب عقولًا شابة تفكر خارج الصندوق وتبتكر حلولًا تتناسب مع زمن شديد السرعة، وفي ذات الوقت فالمشاركة ليست مسؤولية الدولة وحدها؛ هي مسؤولية الشباب أيضاً، فلكي يلعبوا دورهم الحقيقي، عليهم تطوير مجموعة من المهارات والسلوكيات تبدأ بالوعي المعرفي وفهم قضايا الوطن، وتمتد إلى امتلاك أدوات العصر مثل المهارات الرقمية، وإدارة المشاريع، وريادة الأعمال. كما أنهم مطالبون ببناء شخصية فاعلة مبادرة، لا تنتظر الفرص بل تصنعها، ولا تكتفي بالانتقاد بل تقدم البدائل.

وفي الوقت ذاته، يُنتظر من الشباب أن يكونوا جسرًا بين الأجيال، ينقلون الخبرة من الكبار والحماس من الصغار، وأن يسهموا في ترسيخ القيم الإيجابية مثل النزاهة، العمل الجاد، احترام القانون، والانفتاح على الآخر، فالمجتمع لا ينهض فقط بالقدرات التقنية، بل أيضًا بالأخلاق المدنية التي تجعل من المشاركة فعلًا راشدًا ومسؤولًا.

أما على مستوى الدولة، فإن فتح الأبواب أمام الشباب (في الأحزاب، والمجالس المحلية، وبرامج التدريب والتأهيل، ومنصات الابتكار) ليس مجرد خطوة إصلاحية، بل هو شرط لاستدامة التحديث، فمشاريع التطوير السياسي والاقتصادي لا يمكن أن تنجح إلا حين يشعر الشباب بأنهم شركاء في صياغة القرار وفي صناعة المستقبل، ولذلك فإن مستقبل أي دولة يُقاس بمدى قدرتها على تمكين شبابها، وبمدى استعداد شبابها لتحمّل المسؤولية، فالإشراك والتمكين هما طريق ذو اتجاهين؛ وإذا التقت إرادة الدولة مع طموح الشباب، فإن النتيجة ستكون مجتمعًا أكثر قوة، ودولة أكثر جاهزية لمواجهة تحديات المستقبل.

ونطرح بشكل موجز موضوع ضرورة إشراك الشباب، وما المطلوب منهم، وما يُؤمَل أن يقدّموه، ونقول إن إشراك الشباب لأن الشباب يمثلون الشريحة الأكبر والأكثر ديناميكية في المجتمع، ولذلك فإن إشراكهم لم يعد خيارًا بل ضرورة وطنية وتنموية لأسباب عدة منها؛ أنهم طاقة التغيير والإبداع، حيث يمتلك الشباب قدرة عالية على التكيّف مع المتغيرات، وابتكار حلول جديدة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز الاستقرار والمسؤولية، فالمشاركة تمنح الشباب شعورًا بالانتماء، وتُخفّض فرص التهميش أو الانجراف وراء الخطابات السلبية، وتجديد النخب، حيث أن تجديد القيادة المؤسسية والسياسية لا يمكن أن يتحقق دون ضخّ دماء جديدة قادرة على رؤية المستقبل بلغة العصر، ومواءمة التحول الرقمي، فالشباب هم الفاعلون الطبيعيون في الاقتصاد الرقمي، وريادة الأعمال، والتقنيات الحديثة، وتحقيق رؤية الدولة، بمعنى أن أي مشروع تحديث سياسي أو اقتصادي أو إداري يحتاج إلى مساهمة الشباب حتى يكون مستدامًا وقابلًا للتطوير.

وفيما يخص ما على الشباب العمل عليه لتحقيق دور فاعل، فيحتاج الشباب إلى تطوير مجموعة من السلوكيات والمهارات منها؛ التأهيل المعرفي، فالاطلاع على القضايا الوطنية والعالمية وفهم السياقات السياسية والاقتصادية، والمهارات الناعمة، مثل العمل الجماعي، الحوار، التفكير النقدي، والقدرة على حلّ المشكلات، والمبادرة، فالانتقال من موقع المتلقي إلى موقع الفاعل عبر التطوع، والانخراط في المؤسسات الطلابية، والهيئات الشبابية، والوعي الرقمي، فاستخدام التكنولوجيا بطريقة إيجابية وواعية، والتمييز بين المعلومات الموثوقة والمضلّلة، وتنمية المهارات المهنية مثل اللغات، البرمجة، إدارة المشاريع، وريادة الأعمال، بما يفتح آفاقًا جديدة للعمل والإبداع، والمسؤولية الاجتماعية مثل؛ احترام القانون، المحافظة على السلم المجتمعي، وخدمة المجتمع المحلي.

أما موضوع ما يُؤمَل من الشباب؛ فالدولة والمجتمع يعوّلان على الشباب في نقاط؛ مثل إنتاج أفكار جديدة تعالج التحديات الاقتصادية، وتدعم الابتكار وريادة الأعمال، ومثل تعزيز المشاركة السياسية عبر الانخراط الواعي في الحياة الحزبية والانتخابات والعمل العام، ومثل بناء الجسور بين الأجيال من خلال لغة الحوار والاحترام، وربط خبرة الكبار بحماس الشباب، ومثل تمثيل الأردن بصورة مشرِّفة في المحافل الدولية بالعلم والإنجاز والانضباط، ومثل قيادة مشاريع التحديث في التكنولوجيا، والتعليم، والبيئة، وريادة الأعمال المجتمعية، ومثل إشاعة القيم الإيجابية مثل النزاهة، العمل الجاد، والانفتاح على الآخر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :