facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التطوّع .. من جهد فردي إلى أثر وطني


عبدالرحمن عليمات
17-12-2025 12:48 PM

الفائز بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي - فئة أفضل عمل تطوعي فردي، المركز الثاني.

يُعدّ العمل التطوعي اليوم أحد أهم ركائز النهضة المجتمعية، ليس فقط بوصفه نشاطاً خيرياً، بل باعتباره أداة ملموسة لصناعة التغيير، وتمكين الشباب، وتحويل الأفكار الصغيرة إلى مبادرات قادرة على إحداث أثر حقيقي على مستوى الوطن، وقد شهد الأردن خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية في مفهوم التطوع، مدفوعة برؤية سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، الذي أولى الشباب دوراً مركزياً في بناء المستقبل، وفتح أمامهم المجال لإطلاق مبادرات نوعية تستجيب لاحتياجات المجتمع وتقدّم حلولاً قابلة للتنفيذ.

يقوم سمو ولي العهد بدور مهم في تعزيز ثقافة التطوع بصورة واضحة وملموسة، فخطاباته وسعيه المستمر لتمكين الشباب يضعان فكرة العمل التطوعي، بأشكاله المختلفة، في قلب العمل والتوجه الوطني، حيث لم يعد التطوع مجرد نشاط، بل أصبح مساراً لبناء قدرات الشباب، ومنحهم فرصة لإثبات ذاتهم، وتصميم حلول مبتكرة لقضايا حقيقية، هذا التركيز من سموه خلق بيئة مشجعة لمبادرات شبابية استطاعت خلال فترة قصيرة أن تنتقل من فكرة بسيطة إلى مشروع له أثر مستدام، ومبادرتي، مبادرة التشغيل الرقمي، مثال على ذلك.

انطلقت المبادرة من حاجة واضحة في المجتمع، وهي تدريب الشباب على المهارات الرقمية التي يتطلبها سوق العمل الحديث، ومع الوقت، تحولت من جهد فردي صغير إلى مبادرة تمتلك رؤية واضحة ومنهجية تدريبية، وأثرها شمل مئات المستفيدين بشكل مباشر وآلاف المستفيدين بشكل غير مباشر، وهذا التحول لم يكن ليحدث لولا الإيمان بأن فكرة صغيرة يمكن أن تتطور، وأن العمل التطوعي لا يحتاج إلى إمكانيات ضخمة بقدر ما يحتاج إلى إرادة واستمرارية وخطة عمل واقعية.

وقد أثبتت تجربة مبادرة التشغيل الرقمي أن المبادرة الفردية يمكن أن تُؤسس وتُبنى بطريقة تسمح لها بالنمو والتوسع، سواء من خلال الشراكات المجتمعية أو تطوير المحتوى أو الاعتماد على أدوات التكنولوجيا للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشباب.

واليوم، أصبحت المبادرة نموذجاً يُثبت أن التطوع لم يعد مجرد توزيع مساعدات أو تنفيذ فعاليات، بل أصبح منصة لتعليم المهارات وفتح فرص للتشغيل وتمكين الفئات الأقل حظاً من دخول عالم العمل الرقمي.

وجاء الفوز بـ(جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي) ليعكس قيمة هذا المسار، وليؤكد أن العمل التطوعي المنظّم قادر على أن يحقق مستوى عالياً من التقدير الوطني، فالجائزة ليست مجرد تكريم، بل هي رسالة تؤكد أن كل مبادرة تبدأ بفكرة، ويمكن أن تتحول مع الجهد إلى مشروع له أثر ملموس، كما أنها تعكس اهتمام سمو ولي العهد بالطاقات الشبابية وقدرتها على إحداث التغيير الإيجابي، وترسخ مبدأ أن التطوع اليوم أصبح جزءاً من منظومة التنمية الشاملة في الأردن.

ويختلف التطوع في هذا العصر تماماً عما كان عليه سابقاً، فقد أصبح عملاً مبنياً على المعرفة والمهارات والابتكار، وأصبح متصلاً مباشرة باحتياجات المجتمع الحقيقية. ومع استمرار الدعم الملكي، وتنامي الوعي لدى الشباب، فإن المبادرات الفردية ستستمر بالتطور لتصبح مؤسسية وأكثر تنظيماً وأوسع تأثيراً، وستصبح قادرة على ترك بصمة مستدامة في حياة الأفراد والمجتمعات على حد سواء.

وينبثق دعم سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي من رؤية واعية تعتبر الشباب ركيزة للتنمية المستدامة، وتؤكد أن الاستثمار في المبادرات الهادفة هو استثمار مباشر في مستقبل الأردن واستقراره الاجتماعي والاقتصادي، فشكراً لسموه على دعمه المتوازن والمتواصل لتمكين الشباب وترسيخ ثقافة التطوع الهادف، بما يعزز دورهم كشركاء حقيقيين في التنمية وصناعة المستقبل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :