facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




منتخب النشامى .. تسلل أردني


م. علاء فخري عبيدات
17-12-2025 04:16 PM

منذ أن بدأ منتخبنا الوطني الأردني انتصاراته الكروية وفي ذهني سؤال واحد، لماذا نجح هؤلاء الشباب الأردنيون في تسجيل كل هذه الأهداف؟ لا بد أن الأمر ليس تقنيات وفنون كروية وخطط فقط، تلك مهمة غيري ممن يفهمون التحليل الكروي، أنا أحاول فقط أن أفكك هذه الظاهرة الكروية التي جمعت الأردنيين في اتفاق مُطلق على الفرح وأخذونا إلى أعمق مناطق الزهو الوطني والاعتزاز بالمخرجات الأردنية سواء إدارية أو فنية التي صنعت هذا المنتخب المهم وسط كل ما نحن فيه! لكن ما الذي نحن فيه أصلًا؟.

لا يختلف أردنيان (أو مُهتمان) على أن الإحباط حالة واضحة في المجتمع والسلوك الأردني، حتى حين ينسى الأردني أنه محبط تأتيه دراسات لا نعرف لها أصل وتقول" أنتم محبطون"، كذلك في تفاعلاتنا الاجتماعية مع الناس تشعر أحيانًا أنه بعد انتهاء حوارك مع مُحبط لن تجد الشارع والأردن بعد أن تخرج من القاعة التي أنت فيها! كل هذا اليأس، من كل ما هو حكومي ورسمي وحتى اجتماعي، جرب أن تقود مبادرة في قرية لترى أن الموتى هم الأكثر حماسًا! لن أبالغ لو قلت أن الحديث عن الأمل مؤشر يجعل الذي يسمعك يحكم عليك بالترف والانعزال عن الواقع.. وسط هذا كله جاءت انتصارات المنتخب.

نجح المنتخب لأسباب على الإدارات أن تحصرها وتقف عليها طويلًا، والحكومة مثلًا عليها أن ترى العمل المؤسسي ملعبًا على نهج النشامى، تُحسن فيه التبديل إذا كان اللاعب مُتعبًا أو مُتعِبًا لغيره -ليستمر العمل- كذلك أن تستخدم خيار الإبعاد لكل من يسيء لأصول اللعب النظيف، لقد استبعد المدرب جمال السلامي لاعبًا خدش هيبته أمام اللاعبين فقرر أن يبعده لتكون القيادة منزهة من أي إهانة ولم يرضخ لأي شعبويات! لا بد أن يكون النشامى نموذجًا مُلهمًا لمن يريد إسعاد الأردنيين وقبل إسعادهم تحصينهم من فايروس الإحباط الذي يخدش وجه ومستقبل الأردن يومًا بعد يوم.

عرفت أن شباب المنتخب عبارة عن جيل تمت تنشئته منذ أن كانوا أطفالًا، جيل كامل ولا أقول أحد عشر لاعبًا فقط، وهذه علةٍ إدارية أردنية لا بد أن نعالجها، على سبيل المثال، فاز المنتخب الأردني على الشقيقة مصر بالمنتخب الرديف وليس الأساسي، وهذا يعني أن المنتخب لا يقوم على طواويس مليئة بالزهو والغرور بل إن أمام كل لاعب يوجد لاعب آخر بنفس مواصفاته ويقوم بما يقوم به غيره بنفس الكفاءة، وهذا لا ينطبق على البعد الحكومي حين نجد وزيرًا مقطوع الوصف ليس كمثله أحد يخرج بتعديل حكومة س (يُطرد) ويعود بتشكيلة حكومة ص، لماذا لا نملك رديفًا لأحد! ألهذا تموت الرؤى العملاقة للحكومات كلما أُقيل رئيس وزراء وترحل رؤيته معه ونبدأ من جديد؟!

يا نشامى منتخبنا الحبيب، أعدتم لنا الأمل وأنا متأكد أن الكثير من الفرق الإدارية تغار منكم، يغارون لأن صناعة وتنشئة السياسيين والإكثار منهم تُجنب الأردن الكثير من العُقد واليأس وحتى التهديدات الكبرى، فحين يعرف خصمك أن عدد السياسيين الأردنيين الذين يتم تدويرهم في المناصب لا يتجاوز الخمسين شخصية، لا يحسب حسابك، ويبقى "العي هو العي"، لكن حين تتعدد الكفاءات ويتضاعف وزن الرجال الرجال بوسعك أن تخرج من ألف مأزق وألف تهديد، على الأقل لن نخجل ونحن نتحدث عن الأمل أمام الآخرين. السلام على منتخبنا العظيم وحظًا طيبًا في مباراة غداً الخميس على بطل كأس العرب مع المغرب .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :