في لوسيل قطر .. النشامى أبطال الأداء والمغرب بطل الكأس!!!
د. ثابت المومني
19-12-2025 10:40 AM
على أرض ملعب لوسيل في قطر، وفي ليلةٍ كُتبت لتكون من ليالي الكبرياء الكروي العربي، لم يكن المنتخب الأردني مجرد طرف في نهائي كأس العرب، بل كان روح المباراة ونبضها وصورتها الأجمل.
النشامى دخلوا النهائي بلا عقد، بلا خوف، وبثقة فريق يعرف قيمته ويؤمن بما يقدّمه.
قدّم المنتخب الأردني مباراة تليق بتاريخ النشامى؛ أداءً عاليًا، انضباطًا تكتيكيًا، وشجاعة لا تُدرّس.
لاعبون قاتلوا حتى الثواني الأخيرة، لم ينكسروا، لم يتراجعوا، ولم يساوموا على كرامة القميص ورمزيته.
كانت كل حركة رسالة، وكل تمريرة إعلانًا بأن الأردن بات رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزه بسهولة في كرة القدم العربية.
هذا المنتخب لا يُقاس بخسارة لقب، بل يُقاس بما قدّمه من صورة مشرّفة، وبما زرعه من فخر في قلوب الأردنيين، وبما أعاده من إيمان بأن النشامى قادرون على مقارعة الكبار والوقوف في الصف الأول بثبات واقتدار.
في لوسيل قطر، لعب الأردن بروح البطل، حتى وإن لم يرفع الكأس.
ولا يمكن الحديث عن هذه الروح دون التوقف عند المدرب جمال السلامي، الذي صنع من النشامى فريقًا متكاملًا، يعرف نفسه، ويحترم خصمه، ويثق بقدراته.
السلامي لم يمنح لاعبيه خططًا فقط، بل منحهم شخصية، ومنحهم جرأة الحلم، ومنحهم الإيمان بأن الوصول للنهائي ليس سقف الطموح بل بداية الطريق نحو كأس العالم 2026.
بصمة السلامي كانت واضحة في التنظيم، في الهدوء، وفي القدرة على الصمود أمام الضغط، وهي سمات مدرب كبير يعرف كيف يُدار المشهد في الليالي الكبرى.
أمامهم، وقف منتخب مغربي يحمل تاريخا عريقا في عالم الكره، هادئ، ناضج، يعرف كيف يتعامل مع النهائيات، واستفاد من خبرته ومن بعض التفاصيل التي ابتسمت له.
فوز المغرب يُحترم، لأنه جاء من منتخب كبير يعرف متى يضغط ومتى ينتظر، ويملك شخصية المنافسة حتى النفس الأخير.
لكن ما آلم المشهد أن نهائيًا بهذا الحجم لم يُترك ليُحسم فقط بأقدام اللاعبين فقط ، فقرارات تحكيمية مثيرة للجدل أثّرت على إيقاع المباراة، وغيّرت إحساسها العام، وسحبت جزءًا من الأضواء من الأداء البطولي للنشامى.
في النهائيات، العدالة ليست مطلبًا عاطفيًا، بل أساسًا أخلاقيًا، لأن أي خلل فيها قد يسرق لحظة فرح مستحقة، ويظلم جهد رجال قدّموا كل ما لديهم.
ورغم بعض الأخطاء البسيطة، وهي طبيعية في مباريات القمة، بقي المنتخب الأردني الأكثر حضورًا، والأكثر التزامًا، والأكثر صدقًا مع نفسه وجماهيره.
أخطاء لا تُنقص من قيمة المشوار، ولا تمس جوهر الصورة الكبيرة.
في لوسيل قطر، خرج النشامى مرفوعي الرأس رقم غياب العديد من رموز الفريق امثال النعيمات والتعمري وغيرهم. لم يسقطوا، ولم ينكسروا، بل أكدوا أن الأردن يملك منتخبًا يُفخر به، وجيلًا قادرًا على الاستمرار والبناء.
المغرب حمل الكأس، لكن النشامى حملوا القلوب.
ومع هذا المستوى، ومع هذه الروح، ومع قيادة جمال السلامي، فإن المجد لم يبتعد… بل أصبح أقرب مما كان يومًا ، وان سباق نهائي كاس العالم لقريب.