عمالقة النشامى توجوا باحترام العالم وحب الأردنيين
صالح الراشد
19-12-2025 06:21 PM
بطل غير متوج قدم آداء ممتع وقوي ليستحق الدعم بلاعبيه وجهازه الفني، هؤلاء هم النشامى الذين قدموا جميعهم دون استثناء مستوى خيالي في بطولة كأس العرب، وجعلوا لها طعم وصبغوها بالإبداع الأردني وعلموا الجميع معنى روح كرة القدم وكيف يكون التحدي والانضباط والغيرة على سمعة الكرة الأردنية، وتجاوزا ذلك بترك بصمات في العمل الجماعي القائم على ان تسبق مصلحة الجميع ما يشتهيه الفرد، لذا وصلوا القمة رغم غياب موسى التعمري ويزن العرب وإحسان حداد ومحمد أبو النادي وتآمر بني عودة وإبراهيم صبرة وفقدان خدمات يزن النعيمات لاصابته أمام العراق.
لقد كان النجوم أبطالاً وهم بتفوقون على منتخبات لها إسم وتاريخ بكرة القدم، فتجاوزوا منتخب الإمارات الذي تأهل سابقاً لكأس العالم وظفر بكأس الخليج، ثم تجاوزوا منتخب الكويت أول منتخب عربي آسيوي يصل لنهائيات كأس العالم وأول عربي يظفر بكأس آسيا وبطل الخليج مرات عديدة، وأكملوا الابداع في دور المجموعات بالفوز على منتخب مصر الذي وصل كاس العالم عدة مرات وهو أكثر من ظفر بكأس افريقيا، وفي الأدوار الاقصائية تجاوز النشامى العراق في لقاء صعب وهو المنتخب الذي وصل كأس العالم سابقاً وبطل الخليج عدة مرات وكأس آسيا مرة وكأس العرب أربع مرات، وفي الدور قبل النهائي فاز النشامى على السعودية سيدة آسيا بكرة القدم والضيف الدائم في السنوات الأخيرة في نهائيات كأس العالم ونال منتخبها كأس الخليج ثلات مرات ومثلها كأس آسيا وتوج مرتين ببطولة العرب، وفي الختام خسر امام المغرب التي توجت عبر تاريخها ببطولة افريقية وأخرى عربية ورابع كأس العالم الاخيرة.
ومع النتيجة النهائية والمستوى المذهل للنشامى تسابق الأشقاء العرب لتهنئة الأردن بهذا الجيل العملاق في عالم كرة القدم، ليكسب النشامى التقدير والاحترام عربياً وعالمياً بسبب الظهور المشرف، وكنا نتمنى ان نتوج باللقب حتى يكون في ذاكرة التاريخ الأردني وكون هذا الجيل من عمالقة الابداع يستحقون لقب كبير، لا سيما أن مستواهم الفني كان في تصاعد طوال البطولة ليُصمتوا كل من شكك بقدراتهم وأحلامهم، ليقدر جميع العقلاء وخبراء كرة القدم إنجاز النشامى بل توقعوا أن يتزايد تطور المنتخب الأردني في قادم الأيام ليترك بصمة في نهائيات كأس العالم القادمة.
وكالعادة لا بد من ظهور بعض الطفيليات الباحثة عن مصالحها، وتريد أن تظهر بأنها تختلف عن الآخرين وأنهم يملكون علم لم يصل لغيرهم، فحملوا خسارة اللقب للحارس يزيد أبو ليلى وهو الذي توج برجل المبارة مرتين، وذهب آخرون من عباقرة البحث عن اسباب الخسارة وحملوا هداف البطولة علي علوان السبب، أما أجرأهم في الجهل الكروي فقد قالوا ان السبب يتحمله جمال السلامي المدير الفني، ولكل من هؤلاء المضللين الباحثين عن النقاط السوداء في لوحة الابداع الأردني مرض خاص للانتقاد، دون أن يدكوا أن لا أحد في منظومة كرة القدم الأردنية يهتم بما "ينعقون" وما "يخربشون" وأن عمالقة الإبداع لا يأبهون بأقزام التنظير سواء كانوا من خارج أو داخل الوطن، وتصدى لهؤلاء خبراء كرة القدم الحقيقيين الذين أكدوا ان لدينا منتخب مميز قدم كل ما هو جميل في كأس العرب وتأهل لنهائيات كأس العالم، وأن ما ينتظره في قادم الأيام أجمل وأن النشامى على قدر العزم والتحدي.
آخر الكلام:
كثر "الخنفشاريون" في الرياضة الأردنية والعربية وهؤلاء من ينطقون بما يجهلون ويتظاهرون بالمعرفة الواسعة في مجالات لا يتقنونها، ويقدمون معلومات خاطئة بثقة زائدة، وقد اقتحم"الخنفشاريون" عالم كرة القدم وأخذوا ينتقدوا الجميع دون معرفة أو دليل وغايتهم الظهور بفضل قوة وسائل التواصل الاجتماعي، فهل يصمتهم العقلاء أم يتسيد"الخنفشاريون" المشهد.؟! .
ويشبهون ذلك "الدخلاء على العلوم" الذين يضرون بها.
الممر الشرفي من نجوم المغرب لنجوم النشامى يثبت ارتقاء فكر لاعبي أسود الأطلسي، وأنهم يحترمون المبدعين كونهم مبدعون، وهذا هو الفارق بين الجهلة الشامتون بخسارة النشامى وبين من يفهمون معاني كرة القدم والتنافس الشريف.