استغلت اصابع مشبوهة معروفة المصدر نتيجة مباراة كأس العرب النهائية وما شابها من خلل تحكيمي لاطلاق مئات التعليقات المسيئة للشعب المغربي الشقيق، وانطلت على كثير من المتحمسين المصدومين من نتيجة المباراة او قصار النظر الذين لا يفرقون بين الشعب وبين الجهاز الرياضي التحكيمي الذي هو من رعايا دولة ثالثة.

بالأمس وقد كنت اتصفح (جروب) واتساب خاص بالمحامين انضمت اليه قبل يومين محامية مغربية وقد رحب بانضمامها عدد كبير من الزملاء المحامين، بينما رفض بعضهم مشاركتها وطلبوا خروجها بسبب نتيجة المباراة، فاذا كان رجال قانون (وهم قلائل) يتصرفون بهذا المنطق فلم العتب على الشباب الساذج المتحمس في المدرجات؟.

فريق رياضي يتنافس مع فريق رياضي مقابل على ملعب دولة ثالثة وفريق تحكيم من دولة اخرى ومهما كانت النتيجة مالذي يبرر الاساءة للشعب بشكل عام؟ ومالذي يبرر محاولة اطلاق حملة كراهية واستفزاز بين شعبين شقيقين؟ إن لم يكن لطرف اخر مصلحة ويد تعبث في الظلام؟

إنه الذباب الالكتروني الذي لا يترك فرصة للتفرقة بين الشعوب العربية وإثارة الفتن وتأجيج صغائر الامور لبث وتأجيج الخلافات.

المملكة المغربية نظام سياسي عقلاني ديمقراطي راسخ علاقاته من النظام السياسي الملكي الاردني متجذرة منذ استعاد بطل استقلال المغرب الملك محمد الخامس العرش عام ١٩٥٥ وقد انعكس ذلك على المشاعر المتبادلة بين الشعبين وقد شاهدنا السلوك الملكي الرفيع في التهنئة التي قدمها جلالة الملك وولي العهد للشعب وللمنتخب المغربي بالفوز بكأس العرب، وسواء أكانت الكأس في الرباط او في عمان فان النتيجة المشهودة ان الفريقين قدما أداء غير مسبوق في كرة القدم العربية.

ما زلنا نذكر انه وابتداء من العام ١٩٧٣ توافد مئات الطلبة الاردنيين للدراسة في الجامعات المغربية فبادرت الحكومة المغربية بتقديم منحة مالية شهرية مباشرة لكل اردني يتم تسجيله في الجامعة دون استثناء ودون اي تنسيق مع الحكومة او السفارة الاردنية وفي نفس العام فضلت الحكومة المغربية استقدام مئات المعلمين الاردنيين للمدارس الثانوية دون غيرهم من الجنسيات العربية، وتلك كانت ترجمة صادقة لمشاعر المغاربة تجاه الاردنيين وستبقى كذلك رغم جهل الجاهلين وكيد المغرضين.