facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




منتخبات شمال أفريقيا وشمّاعة المنتخب الرديف


د. مأمون سليمان
21-12-2025 07:32 PM

كثيرًا ما تشارك منتخبات شمال أفريقيا في نهائيات كأس العرب بما يُسمّى «المنتخب الرديف».

وهذه المشاركة ليست خيارًا فنيًا بقدر ما هي ضرورة تنظيمية؛ إذ تُقام البطولة خارج أيام الفيفا، ما يجعل الأندية الأوروبية غير ملزمة بإطلاق سراح اللاعبين المحترفين.

في النسخة الأخيرة من كأس العرب التي أُقيمت في قطر، شاركت كل من مصر والجزائر وتونس والمغرب بمنتخبات غير مكتملة العناصر الأساسية. خرجت مصر وتونس من الدور الأول، وغادرت الجزائر من ربع النهائي، بينما تُوّج المنتخب المغربي باللقب.

غير أن الإشكالية لا تكمن في مبدأ المشاركة بمنتخب غير أساسي، بل في توظيف مفهوم “الرديف” شماعةً جاهزة: ففي حال الخسارة يُقال إن المشاركة كانت بالرديف، وفي حال الفوز يُقدَّم الإنجاز على أنه تفوّق مضاعف: “أخذنا البطولة بالمنتخب الرديف”.

من الناحية الفنية والمنطقية، فإن الفوارق بين المنتخب الأساسي والرديف ليست جوهرية كما يُروَّج لها.
فالمنتخبات لا تلعب بأنصاف لاعبين، وإن وُجد فارق، فإنه غالبًا لا يتجاوز 10–15% من حيث الجودة والخبرة. بل إن بعض لاعبي الفرق الرديفة قد يتفوقون فنيًا وجاهزيةً على لاعبين في المنتخب الأول.

ولعل التجربة المغربية خير دليل؛ إذ انتقل كل من يحيى جبران وبدر بانون من المنتخب الرديف إلى المنتخب الأول، وشاركا في كأس العالم 2022، التي بلغ فيها المغرب الدور نصف النهائي، في إنجاز تاريخي غير مسبوق.

إن التقليل من شأن المنتخبات الرديفة هو في جوهره استخفاف بالبطولات المحلية وقيمة الأندية الوطنية، وكأن اللاعب الذي لا يحترف في أوروبا يفتقر إلى القيمة الفنية.

وهذا طرح غير دقيق، خصوصًا في دول تمتلك أندية عريقة جماهيريًا وفنيًا، تضاهي، بل وتتفوّق أحيانًا، على كثير من الأندية الأوروبية خارج دائرة النخبة.

القبول بخطاب “الرديف” بوصفه منتخبًا أقل شأنًا، يعني ضمنيًا أن البطولات المحلية بلا وزن، وأن اللاعب لا تُعترف بقيمته إلا إذا خرج إلى أوروبا، وهو تصور يسيء للمنظومة الكروية الوطنية بأكملها.

وبغضّ النظر عن توصيف المنتخب كأساسي أو رديف، فإن اللاعب في النهاية يمثّل علم الوطن وشعار الدولة، ولا توجد مباراة رسمية بلا قيمة.

ختامًا، فإن شماعة المنتخب الرديف واهية.

وإن سلّمنا بوجود فروقات، فهي محدودة، وتكاد تتلاشى أمام رغبة اللاعب الرديف في إثبات ذاته، وفرض اسمه، والارتقاء إلى المنتخب الأول.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :