حيثما يكون انتخاب شعبي يسمى (ديمقراطية) يكون الفشل وترسب الديمقراطية في الامتحان ويخسر الوطن سنوات من عمر التنمية والتحديث والانجاز .

لا اقصد بذلك مجالس النواب وحدها، بل إننا نعيش نفس الحالة من الفشل في مجالس البلديات وهيئات الادارة في النوادي والجمعيات .

الفشل ليس في الديمقراطية ذاتها، والشعب الاردني يحتل اعلى نسبة في التعليم بين الدول العربية والافريقية ولكنه شعب غير ديمقراطي يسعى ناخبوه بنشاط وجهد لاسقاط اهل الخبرة والعلم في كل مجال سواء في الادارة او الخدمات او السياسة .

بصراحة نحن اعداء صاحب الفكر والخبرة والاستقامة الذي لا يتقن النفاق ولا يملك الإنفاق،، نحن نسعى وراء الغني ونحترمه حتى لو كان بخيلا، ونمنح اصواتنا لأهل المجاملات الزائفة والزعامات الكاذبة ونقدم رابطة الدم على مصلحة الوطن، ثم نجلس لنندب الفشل ونتباكى على مصحلة البلاد والعباد، فإذا ما دارت دورة الايام لجولة جديدة نادى المنادي ( وين الربع وين الاهل والعشيرة،، .. ) فتراكضنا كقطيع يقوده ..

أي ديمقراطية هذه التي تضع متاجرنا وشوارعنا وخدمات حياتنا اليومية وتصنيف اراضينا بأيد لا تميز بين قانون التنظيم وبين قانون التعليم؟! ونصفق لشخصيات جاءت لتخدم احياء بعينها وعشيرة بعينها ولا ترى من الوطن غير مصلحة ضيقة وصندوق اقتراع اسمه الصحيح (صندوق إقتلاع ) لانه يقتلع العلم ويزرع الجهل .

انظروا الى الفشل المستديم لمجالس النواب ، ثم انظروا الى نجاح وديناميكية لجان البلديات التي عينتها الحكومة لمرحلة انتقالية .

لماذا تحقق لجان البلدية نجاحا مميزا في الزرقاء والسلط وإربد، فيما كانت مجالسها البلدية السابقة محنطة وفاشلة ؟؟.

مالذي اضافته عودة الحياة النيابية الى السياسة الاردنية بوجود مجلس النواب؟،، لا شيء سوى ان بعض الوزراء كانوا رهائن لدى نواب الخدمات والتعيينات .

حين تختار الحكومة اهل الخبرة والعلم يكون النجاح ، وحين تختار العشيرة يكون الفشل .

هذا ما وصلنا اليه بعد عشرات السنوات من الفشل الديمقراطي .

بلا ديمقراطية ولا زفت في المجالس البلدية، وليكن بالتعيين مع حسن الاختيار وستشهد شوارعنا رونقا جديدا وادارة سلسة ناجحة ..

"قال ديمقراطية قال .. شي غاد"..