{وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا} صدق الله العظيم (سورة الفرقان: 48-49)

غيثُ السماء.. حكاية حياة تتجدد

بحمد الله ورضاه تنعم بلادنا هذه الايام بامطار الخير كنعمة من الله عزوجل وما ان تعم هذه النعمه حتى ارى الكثير والكثير من ابناء بلدي ينطلقو وعبر منصات التواصل الاجتماعي بالبحث عن السلبيات جراء سقوط المطر ، وانا هنا لا اتكلم عن معالجة المشاكل التي تطرأ ويجب معالجتها خدمة للمواطنين ولكن اتكلم عن بث السلبيه فقط دون هدف او معنى ...

ولننظر الى الايجابية من هذه النعمة العظيمة التي يجهلها البعض ، فمع اول قطرات المطر تتنفس الارض من جديد، وتتحول الدنيا الى لوحة فنية تعجر الاقلام والكلمات والمنشورات عن وصفها، فالمطر ليس منخض او حالة طقس فحسب بل هي رسالة ونعمة ربانية تذكرنا دوما بأن الخير قادم دائما .

شريان الحياة للمزارع..

أما المزارع فانه ينتظر هذه الايام بفارغ الصبر والدعاء الدائم بل هو بالنسبة له ( الذهب الاتي من السماء ). نعم المطر للمزارع هو المكافاة التي ينتظرها بعد تعب، يروي عطش بذور نامت طويلا وهي تنتظر هذا المطر ،وهذه البذور بعد هذا المطر هي التي تعد بمواسم خضراء وخيرات السماء التي تملأ بيوتنا ..

رحمةٌ للكائنات..

ليس البشر والنباتات هم فقط من يفرحون بهذه النعمه ، ففي كل قطرة مطر هي حياة للحيوانات والطيور التي تجد في كل تجمع مائي او ينبوع ماء شرباً مريئاً، وتكتسي المراعي من حول هذه الحيوانات بالخضرة التي تؤمن لها رزقها. فسبحان الله هي رحمة الله التي وسعت كل شيء.

دعونا ننظر للجانب المضيء!
​
بدلاً من التذمر من قليل من الوحل أو الازدحام المروري، أو القلق من "عطلة" اضطرارية او تاخير عن موعد او مناسبة ، فلنتذكر أن هذه القطرات هي سبب وجود لقمة عيشنا واستمرار حياتنا.

لنبتعد عن تضخيم السلبيات البسيطة ونستمتع بالنعمة، فالمطر لا يسقط ليعيقنا، بل ليحيينا.

فالمطر رحمة من الله قبل أن يكون إزعاجًا، وخيرٌ قبل أن نعدّه مشكلة. نعم قد يسبب بعض المتاعب، لكن هذا لا يلغي كونه سببًا للحياة والرزق والبركة. بدل التذمّر، لنتعلّم شكر النعمة، فكم من أرضٍ تنتظر الغيث، وكم من قلبٍ يفرح بهطوله.

فلنُحسن الكلام، فالكلمة السلبية قد تطفئ فرحة غيرنا بنعمة عظيمة.

تعاملنا مع النعم يعكس قلوبنا، فاختر كلماتك حين ينزل المطر.

اللهم اجعلها أمطار خيرٍ وبركة، واسقِ بها البلاد والعباد، ولا تجعلها عذابًا ولا بلاء.