سرّ صادم: لماذا يعتمد جيل اليوم على الذكاء الاصطناعي أكثر من والديهم؟
د. مجدولين منصور
29-12-2025 03:40 PM
لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية حديثة، بل أصبح جزءًا من حياة الجيل الجديد اليومية. يستخدمه الطلاب في الدراسة، والشباب في العمل، وحتى الأطفال في التعلّم واللعب. في المقابل، ما زال كثير من الآباء يتعاملون معه بحذر أو خوف.
فما السبب؟
الجيل الجديد لم يعرف عالمًا بلا إنترنت أو تطبيقات ذكية. بالنسبة له، الذكاء الاصطناعي ليس “أداة”، بل طريقة حياة. يسأل فيجيبه فورًا، يبحث فتظهر له المعلومة مخصّصة، يتعلّم بأسلوب يناسبه دون انتظار أو تعقيد.
على عكس الأجيال السابقة التي تربّت على الحفظ والشرح الطويل، اعتاد هذا الجيل على السرعة والتفاعل. الذكاء الاصطناعي يوفّر له ما يحتاجه بسرعة، ويخفّف عنه ضغط الوقت وتكدّس المعلومات، في عالم لا يتوقف عن الجري.
هناك سبب آخر لا يقل أهمية: الراحة النفسية. الذكاء الاصطناعي لا يحاكم، لا ينتقد، ولا يسخر من الأسئلة البسيطة. لذلك يلجأ إليه كثير من الشباب بثقة، خاصة في ظل ضغوط المدرسة، والمجتمع، والمقارنات المستمرة.
هل هذا خطر؟
ليس بالضرورة. الخطر الحقيقي هو الاستخدام دون وعي. فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة للتعلّم والتطوير، أو وسيلة للاتكالية والتفكير السطحي… والفرق بينهما تصنعه التربية.
السرّ الصادم ليس أن الجيل الجديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي، بل أن العالم تغيّر، وما زلنا نربّي أبناءنا بعقلية زمن مختلف.
السؤال الأهم اليوم ليس:
هل نمنع الذكاء الاصطناعي؟
بل: كيف نعلّم أبناءنا استخدامه بوعي وذكاء؟