عمون - رسمت شخصيات عسكرية وسياسية في مشهد بانورامي النصر الخالد للقوات المسلحة الأردنية " الجيش العربي" في الذكرى الرابعة والأربعين لمعركة الكرامة التي تصادف اليوم الأربعاء حيث سطروا فيها اروع معاني البطولة والفداء ذودا عن الحمى الأردني.

وقالت في تصريحات خاصة خلال حوارات مع برنامج "عمان هذا الصباح" الذي يقدمه الزميل نضال الخرشة عبر أثير إذاعة "هوا عمان" بمناسبة الذكرى الرابعة والاربعين لمعركة الكرامة الخالدة(1968) ان المعركة مسحت غبار الوهن العربي وافرزت انتصارات اخرى مستذكرين مواقف جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه كصانع للنصر من خلال مواصلة جلالته عمليات المعركة لحظة بلحظة وأشرافه المباشر على خططها وأستراتيجياته.

من جانبه، قال رئيس الوزراء وزير الدفاع عون الخصاونة "إن الكرامة ذكرى عطرة وعزيزة ولا يمكن فهمها الا ضمن الواقع العربي انذاك،الذي تمثل بهزيمة العرب في معارك عام 67 ،بعد أن كان العالم العربي تحت أوهام النصر ،مما أفرز غطرسة لدى العدو الذي حاول أختراق الحدود الأردنية قبل أن يعلم أن ثلة من بواسل الجيش العربي قل نظيرها لقنته درسا لن ينساه على مدى الزمان، مضيفا في ذات الوقت أنه من واجبنا أن نحتفل بأمجادنا كوننا أمة لها تاريخ عسكري وهذه المعركة واحدة من سلسة معارك خاضتها الأمة عبر التاريخ" .

وقال الخصاونة " أهنىء الأم الاردنية التي أنجبت جيل الكرامة والأجيال التي تحافظ على هذا النصر ،مستذكرا موقفا شخصيا لأحد أبناء عمومته الذي كان أخر شهداء المعركة الشهيد " سالم الخصاونة " عند تشييع جثمانه الطاهر ووالديه تصدع حناجرهم بالزغاريد أحتفالا باستشهاده، مشيرا بأن هذه ليست حالة خاصة بل هي حالة كل الأردنيين جميعا في ذالك الوقت الذين ستبقى المعنويات والروح الأردنية لديهم عالية دائما".

وختم الخصاونة حديثة بالقول بأن المهم من هذه الذكرى هي المحافظة على اللحمة الوطنية والأخذ بأسباب الأنتصار على كل مستوياته.

وفي ذات السياق، قال العين الدكتور خالد جميل الصرايرة إأن الأسرائيليين توهموا وقادهم الغرور بأن المرحلة اللأحقة لمعارك ( 67) ستكون بأتجاه الأردن مرسخين في أذهان العالم وجنودهم بأن النصر حليفهم ومتجاهلين كل دعوات السلام من الأمم المتحدة ،مضيفا بأن الأردن تأثر من هزيمة ( 67) كباقي الدول العربية ،لكن الخطط والأستراتيجيات التي أشرف عليها مباشرة جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال والعزائم والهمة العالية لدى القوات المسلحة كانت العنوان الأبرز لمجريات المعركة التي كبدت العدو خسائر لم يمنى بها في الحروب السابقة مع العرب .

من جانبه قال الفريق الركن المتقاعد فاضل على فهيد السرحان المصاب في المعركة كقائد سرية أنذاك، أن الجنود الأردنيين أمطروا العدو بوابل من الرصاص فلم يكن لديه أية فرصة لجمع صفوفه ،موضحا أن سريتة دمرت عددا من دبابات العدو في اللحظات الأولى ،لكن دبابة أسرائيلية أستطاعت أن تقصف دبابته هو الأخر ويصاب بشظايا لم يخبر فيها مسؤوليه خوفا على زعزعة الروح المعنوية لديهم،لأفتا الى بقائه نحو عشر ساعات في ساحة المعركة لحين أن تم نقله لتلقي العلاج .

وحول المناخ السياسي السائد قبل وبعد المعركة قال الوزير السابق ورئيس قسم العلوم السياسية الدكتور فيصل الرفوع أن أسرائيل أرادت أن تستغل حالة الوهن العربي عقب( 67) بعد أن خسر العرب أراضي ومواقف سياسية برزت فيها أسرائيل كمنتصر ،جاء أنتصار الكرامة ليحيي من جديد الحالة العامة للأمة باسرها على كل المستويات ويمسح غبار وهنها،لأفتا بأن أنتصار الكرامة أنعكست أصداؤه على مبادرة "روجرز" وعلى أرتفاع مستوى الخطاب السياسي العربي .

أما الفريق الركن المتقاعد غازي الطيب فقال بأن الكرامة من المعارك الفاصلة بين الضعف العربي من جهة وبين إعادة القوة التي منحت ذلك لكافة الجيوش العربية وأثبتت بأنه لا مستحيل في الأستراتيجيات العسكرية أذا ما توفرت الأرادة الحقيقية لكسب المعركة ، وأضاف بأن الجيش العربي الاردني لقن العدو دروسا بالغة وحطم نظرية أسرائيل بأن جيشها لايقهر، وأن الأردن عصي على كل محاولات النيل من سيادتة وكرامة أبنائه .
--(بترا)