facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في أربعينية رحيل الروائي زياد قاسم .. بقلم زوجته إيمان


11-09-2007 03:00 AM

غروب السنديان ..
ليلة... ليلتان ... تلتها ليالي ألم موحشة .. ونهارات فراق موجعة .
ارتعشت شجرة السنديان واختنقت أوراقها مع اختلاط الظلمة والنور .
حلقت فراشات بيضاء حولها ، لتشيع الفرح فيها ، وتبث الدفء في عروقها الباردة .
لكن السنديانة أبت إلا أن تظل ساكنة .. حزينة .. قلقة .وتبدت واضحة نهاية الأشياء . وطغت حقيقة الموت على أكذوبة الحياة .
وفي غروب أخير لها قضت السنديانة المهيبة ، وحلقت على جناحي نسر يهيم بالحرية .
زياد ... يا من فررت قهراً بفجيعتك ، وتركتني نهباً لفجيعتي .
لماذا أخلفت العهد الذي بيننا ورحلت وحدك ؟؟ كل شيء حولي بعدك يشهر سيف الغياب في وجهي .
وحدتي شرعت تعد زادها ... قلم رصاص أصابه الهزال .. ورقة شاحبة طواها العجز .. صورة بعثرت ملامحها الدموع .. منفضة سجائر أغمضت عينيها على بقايا رماد ... وحطام أغنية تكسر موالها على حافة فنجان مقلوب .
وأوصدت الأبواب دون الضحكات مذ نأيت .... وانتحب البكاء.
لم ولن يبكيك أحد مثلما أبكيك .
كثيرون بكوك أخاً .. صديقاً.. و رفيق سمر . وبعضهم بكوك روائياً مبدعاً حارساً لقلعتهم ...وابناً باراً لمدينتهم .
أما أنا ، فأبكي بموتك يتمي ويتم ابنتي .
أبكي عمراً حلمت أن أعيشه قربك ، لكن حباته انفرطت وتشتت كل واحدة منها بين السهول والوديان القفر والبحار العميقة .
أبكيك بغيظ ملتاع ونقمة سوداء على كل من أدمى قلبك الطفل .
أبكيك نبراساً ومعلما وصديقا رائعا وزوجا وفيا وأباً حانيا وفخر الرجال .
أبكيك ...... ويبكي معي البحر الذي أودعته أسرارك , والياسمين الذي طوقته عنقك ,والسمفونيات العذبة على ضفاف الشواطئ , والحكايات التي دفنت في رحم الأبجدية.
أبكيك.. وأبكي غيبتك الأبدية , وراحتك التي كنت تنشدها , فهل وجدتها يا زياد ؟!!
وهل بعد الموت ما زال يؤلمك فراق الأحبة ؟ هل ما زلت تبكيهم كما أبكيك اليوم ؟!
هل تكفّل الموت بتهدئة ذاك القلق ؟!
عد يا زياد . كي أعوضك صبرك على حماقاتي .
عد لأنثر دربك بالزهور , وأعطرك بمياه السواقي ...وأعلق أيقونة فرح على أهدابك الحزينة .
عد وأخبرنا بما فعلت , أميلاد هو نحو مجهول أم رحيل أبدي نحو مجهول ثانِ .
وتعال لزيارتي كلما استطعت ...... إلى أن أفاجئك بقدومي يوما . وإلى حين نلتقي سأعيش يا سنديانتي ..... أستظل بالذكريات..سأعيش لأقهر الممات .
سأعيش كي تجد حلا ..... كالأطفال أبا وأما .
فنم يا أب ابنتي واهنأ في القبر نوما.



إيمان حسن نواس





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :