facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أربيل: الروح الكردية الوثّابة إلى المستقبل


21-01-2012 05:02 AM

أربيل: الروح الكردية الوثّابة إلى المستقبل
انفتاح على المحيط العربي ومقر لاستثمارات هاربة..

أربيل (كردستان العراق) – عمر عساف


"اربيل حلوة"، هذا هو الانطباع الذي تسمعه من كل من زار عاصمة اقليم كردستان العراق، يلخص فيه شعوره حيالها.
هذه "الحلاوة" بما تحمله من حكم قيمي واسع وعام، لا يمنح هذه البلدة القديمة الصاعدة قدما صوب التمدن والتمدد والتوسع في مجالات عدة، ما تستحقه من توصيف.
لمن زار بغداد او يعرفها يجد اربيل شبيهة بها من حيث التضاريس، فهي تقوم على ارض سهلية ممتدة، غير ان ما يميزها عن عاصمة العباسيين، ان امتدادها محصور، اذ تحيط بها على مبعدة سلاسل جبال تزداد وعورة كلما اتجهت شمالا، وهي اشبه بسهول البقاع الاوسط.

حاجز اللغة
الاحساس الاول الذي يغامرك وانت تطأ ارض المدينة، تلك الالفة التي تجدها في اي مدينة عربية، لولا شيء من اختلاف اللسان، مع تشابه الحروف في اللغتين الكردية والعربية اللتين تجدهما مترافقتين اينما جلت ببصرك، تحادث الناس، فتجد بعض الصعوبة في التفاهم، على رغم التماثل في السحنة واللون.
مع الكبار (40 فما فوق) لا مشكلة، فهم يعرفون العربية جيدا، مع انهم لا يستخدمونها كثيرا، وخصوصا في ما بينهم. اما الشباب، فيصعب عليك التفاهم معهم، تسأل عن السبب، فتعلم انه منذ انتهاء حرب الخليج الثانية عام 1991 وانعتاق الاقليم عن السلطة المركزية في بغداد، توقف تعلم العربية الى امد غير قصير، ليعود تداولها منذ سقوط النظام السابق عام 2003 وانفتاح الاقليم على الدولة العراقية الجديدة التي يرأسها الآن الزعيم الكردي جلال طالباني.
هذان الانفتاح والترابط الجديد مع الدولة العراقية، جعلا كثيرا من الشباب يعودون الى تعلم العربية، وإن محادثة على اقل تقدير.

روح وثابة
اربيل مدينة محافظة ذات طابع قلبي، من ابرز العائلات المهيمنة فيها البارزاني، التي ينتسب اليها رئيس الاقليم مسعود ابن الزعيم الكردي الشهير الملا مصطفى البارزاني.
وعلى رغم محافظتها، فان نظرة متأملة تريك انها بدأت تشب عن الطوق، فالبلدة التاريخية القديمة التي اربتط سكانها برعي الماشية وانتاج الالبان، الى الزراعة، آخذة منذ زمن قصير، وبسرعة لافتة، في التمدن والتحضر والانفتاح، وهذا يَمْثُل للعيان في التوسع العمراني غير الطبيعي.
وما سهّل هذا التوسع تمدد الارض السهلية المحيطة بها، خلافا لباقي مدن الاقليم الوعرة التضاريس، وخصوصا السليمانية، المنافسة التقليدية لأربيل في الزعامة والريادة، بما هي مدينة النخب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
ولموقعها الوسيط وقربها من بغداد، وانفتاحها على محيطها العربي، صارت اربيل مقرا للاستثمارات العراقية الهاربة من بغداد القلقة، والعربية، وخصوصا اللبنانية والاردنية، الى التركية، ولاسيما منها الاستثمارات المتعلقة بتجارة التجزئة واقامة الفنادق والمطاعم. بينما دخلت عليها بقوة الاستثمارات الاجنبية في مختلف القطاعات المتعلقة بالنفط، وحتى تلك المرتبطة بنفط كركوك، جعلت اربيل مقرا لإدارة عملياتها.
البلدة القديمة، الملتفة بأسواقها حول قلعة أربيل التاريخية، على رغم توسطها المدينة، أخذت شيئاً فشيئاً تفقد ميزتها الاقتصادية لمصلحة الأطراف، مع انتشار المرافق التجارية والاقتصادية والسكانية، في الجهات الاربع المحيطة.
لكن للسوق المحيط بالقلعة نكهة تجدها وأنت تجول في أسواق بيروت القديمة أو سوق الحميدية الدمشقي العتيد.

القلعة
قلعة أربيل، التي يسميها بعض السكان "قلعة صلاح الدين" الزعيم الكردي المسلم الذي حرر بلاد الشام والقدس من حكم الفرنجة ووحد مصر والشام. وازدهرت المدينة وقلعتها في عهده أيما ازدهار، وسكنها زوج شقيقته مظفر الدين كوكبري.
هذه القلعة، الشبيهة بقلعة حلب، تعتبر مع البلدة المحيطة بها، من أقدم المدن الحية (المسكونة) في العالم، إذ بناها السومريون، وتعاقبت عليها أكثر ممالك حضارة ما بين النهرين اللذين توسطتهما القلعة، وأشهر من حكمها الملك الآشوري "سنحريب".
تاريخ القلعة، الذي لا تسعه مجلدات، جعل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "الاونيسكو" تدرجها على قائمة مدن التراث العالمي، وتجري فيها عمليات ترميم واسعة لإعادة تأهيلها.
هذا التاريخ العريق، الذي للأكراد منه نصيب كبير، بعث في أهلها ذلك الاعتزاز بتاريخهم الذي أطلق فيهم تلك الروح الوثابة والتوق إلى تكريس وجودهم في هذه الأرض وإبراز تراثهم الغني المشتبك ثقافياً مع ما حوله من تراث عربي وتركي وفارسي. وعمق هذا الشعور الدور النضالي الذي اضطلعت المدينة في تاريخ أكراد العراق.

الأربيليون
أهل أربيل يتميزون بالبساطة والاستقامة، وهو ودودون، خلافاً لأهل السليمانية، الذين يحس من يتعامل معهم بروح استعلائية تتسربل من سلوكهم.
الأمانة عرف منغرس بين الأربيليين، لذلك لا يتعجبنّ الزائر وهو يرى محال السوق القديمة وقد غطيت بواباتها وبضائعها بأغطية من الكتان فقط، إلى صباح اليوم التالي، في مشهد يذكرك بالمحال المحيطة بالحرم المكي أوقات الصلوات.
غير أن المدينة في توسع سكاني مطرد، إذ باتت ملاذاً للأكراد العائدين من المدن العراقية، التي كانوا يقطنونها. كما سكنها كثير من العراقيين، ومنهم مستثمرون كثر، باعتبارها المدينة الأكثر أماناً في كل العراق واقليم كردستان.

أكراد... ولكن
الموقف الحاكم في كردستان العراق، وخصوصاً في أربيل الأكثر انفتاحاً على العرب، يتجه إلى صعوبة فصم العلاقة مع العرب أو قطعها، لغير سبب، أبرزها أن العرب هم المجال الحيوي.
وهذا الموقف، يكتفي بوضع الإقليم الحالي ضمن الدولة الاتحادية، على رغم المشاكل القائمة الآن على ملف النفط.
ومن هؤلاء من يرى أن لا فروقات حقيقية بين الأكراد والعرب، بل إن مثقفين يعتبرون أن الأكراد هم "عرب الجبل" أو "الجرد"، في مقابل عرب الصحراء.
وفي المقابل، وبنسب أقل بكثير، هناك من ينزع نحو "آرية" الأكراد، ويرى أنهم جزء من الشعوب الآرية، وهؤلاء هم الأقرب إلى إيران، بينما يدعو بعض التيارات اليسارية، الضعيفة التأثير، إلى استقلال الأكراد عن العراق.
النهار .





  • 1 البحر 21-01-2012 | 05:01 PM

    مبدع كالعادة انت من الصحفيين القلائل في الرأي اللذين يكتبون بهذا الاسلوب


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :