facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأسبوع الثاني للوئام بين الأديان


الاب رفعت بدر
01-02-2012 02:26 PM

شاهد العالم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ترافقه جلالة الملكة رانيا العبد الله، يقفان مع قداسة البابا بندكتس السادس عشر في أيار 2009 ، على مطل نهر الأردن المبارك، لوضع حجر الأساس لكنيسة معموديّة السيّد المسيح، فعرف العالم أجمع أنّ الأردن حالة فريدة ، وأنّ إطلالة قائد عربي لتدشين كنيسة هو علامة ودلالة ملموستان على أنّ حريّة العبادة في الأردن ، والمكفولة في الدستور، هي ليست حبراً على ورق ، بل هي واقع يومي معاش، ينعم تحت مظلته جميع المواطنين، جميعهم بدون استثناء، بحريّة أداء الشعائر الدينية ، وبحريّة بناء المساجد والكنائس، وبالتالي فإنّهم يعملون بعيشهم المشترك على خدمة مجتمعهم وقيادتهم ووطنهم.

وليس على الأردن بجديد أن نقول بأنّه راعي المبادرات الخلاقة والفريدة في عالم الحوار والتقارب بين الأديان ، أو بين أتباع الديانات، ليس على مستوى الأردن فحسب، بل وفي العالم أجمع. فمنذ زيارة البابا بولس السادس عام 1964 إلى المملكة واستقباله من الملك الحسين بن طلال رحمه الله ، متزامنا مع استقبال شعبي حاشد ، كان الأردن وما زال فاتحا ذراعيه ليكون قدوة وأنموذجاً يُحتذى في كل أصقاع الأرض.

وفي ثمانينات القرن الماضي، ابتدأت مؤتمرات الحوار السنوية ، في كل من عمّان العاصمة الحبيبة والفاتيكان بما يمثل من ثقل معنوي وأخلاقي وروحي . فقد عُقد اللقاء الأول بعنوان التعليم الديني في المجتمع المعاصر عام 1989 ، حقوق الطفل و تربيته في الإسلام و المسيحية 1990 و المرأة في المجتمع 1992 و الدين والقوميات 1994 والدين واستخدام موارد الأرض 1996 و الكرامة الإنسانية 1997.

وقد استهل الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عهده السعيد عام 1999 ، فبادر إلى إعلان عيد الميلاد عطلة رسمية لكل المواطنين ، وكان ذلك إيذاناً أيضاً بأنَّ العهد الجديد في الأردن يكمل المشوار في الرعاية والسهر، ليس فقط على أمن المواطن وإنّما على شعوره بأنّه عنصر إيجابي وفاعل في بناء المجتمع الحديث. وفي آذار عام 2000 كان الملك عبدالله الثاني ومعه العائلة الهاشمية والأسرة الأردنية يصطفون للترحيب بالبابا يوحنا بولس الثاني الذي قال أمام جلالته : " هنيئاً لكم أيها الأردنيون بصفتَي الضيافة والانفتاح اللتين تتمتعون بهما ".

وبعد أحداث الحادي عشر من أيلول ، ولمّا ذهبت فئات كبيرة من العالم ومجتمعات كثيرة ، إلى توجيه أصابع الاتهام إلى الإسلام والمسلمين وصبغهم بصفة الإرهاب الذي لا دين له أصلاً ، كان الأردن سبّاقا وكانت الرعاية الهاشمية لمؤتمر العرب المسيحيين الذي عقد في عمان في 12 آذار عام 2002، خطوة ريادية كذلك ، فوقف العرب المسيحيون " معاً للدفاع عن الأمّة " ، كما جاء في شعار المؤتمر الذي رعاه جلالة الملك شخصياً.

وفي تشرين ثاني عام 2004 ، وبرعاية من الملك أيضاً، كانت الخطوة الأردنية السبّاقة في إطلاق "رسالة عمان" التاريخية التي أصبحت وثيقة يلتجئ إليها كل قاص ودان ليطلع على هوية الإسلام الحقيقية الناصعة ، وهي تؤكد للعالم أنَّ الإسلام لا علاقة له بالإرهاب ، وأنّه دين انفتاح على الآخر ودين اعتدال ووسطية ، وليس أبدا دين انغلاق وعنف وسيف وتخريب بيوت الناس ومؤسّساتهم وبيوت عبادتهم.

وفي أيلول عام 2006 ، وفيما كان العالم يدعو إلى قطع صِلات الحوار بين المسيحيين والمسلمين، إثر محاضرة في إحدى جامعات ألمانيا، كان صوت العقل صادرا من الأردن ، فأطلق الأمير غازي بن محمد مبادرة "كلمة سواء"، وتجاوب معها الفاتيكان، وتمّ تأسيس المنتدى الإسلامي الكاثوليكي الدائم ، ليكون صاحب المبادرات الحوارية العالمية، للتقريب بين الحضارات في وجه من يقولون بصراعها وبين أتباع الديانات ، وبخاصّة بين المسلمين والمسيحيين الذين يشكلون 55 بالمئة من سكان العالم ، وبمستطاعهم في وئامهم وحوارهم وعيشهم السلمي أن يحافظوا على الانسجام والتعاون في العالم أجمع . وقد عَقد المنتدى أولى جلساته في الفاتيكان في تشرين الثاني 2008 بعنوان "محبة الله و محبة الجار".

وفي أيار 2009 ، وقف الأردنيون خلف قائدهم، مرحّبين بصاحب القداسة البابا بندكتس السادس عشر الذي أشاد بالمبادرات الأردنية الحوارية ، واقتبس منها في كلماته وبخاصّة أثناء زيارته التاريخية لمسجد الحسين بن طلال في عمّان.

وجاءت دعوة الملك على منبر الأمم المتحدة ، في الثالث والعشرين من أيلول 2010، إلى تخصيص أسبوع سنوي للوئام بين الأديان ، لتكمل المسيرة النيّرة التي اختطها الأردن ، فتبنّتها الدول الأعضاء في الجمعية الأممّية بالإجماع وأقرّتها في العشرين من تشرين ثاني 2010 ، وهكذا نشأ الأسبوع الأول من شباط أسبوعاً سنوياً للوئام بين الأديان ، هاشميّ الفكر وأردنيّ المنشأ وعالميّ التطبيق، وهو سيؤسس بإذن الله لعلاقات طيبة متميّزة بين أتباع الديانات الذين يتعاونون معاً لتنمية المجتمعات ولخدمة الإنسانية.

و في تشرين أوّل 2011 ، شارك الأردن بوفد رفيع في الاجتماع التاريخي الذي دعا إليه البابا بندكتس في مدينة أسيزي في إيطاليا ، وشارك به ممثلو الأديان في العالم ، إحياء لخمس وعشرين سنة مضت على أول لقاء دعا إليه البابا الراحل في المدينة ذاتها والتي أصبحت رمزا للتعاون بين الأديان في صنع السلام . وفي تشرين ثاني 2011، عُقِد المنتدى الإسلامي الكاثوليكي الثاني في موقع المعمودية – المغطس في الأردن، و جاء تحت عنوان : "العقل و الإيمان و الإنسان"، و شارك به الكاردينال لويس توران رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان، رئيسا للوفد الكاثوليكي، و الأمير غازي بن محمد، رئيسا للوفد الاسلامي ، وشارك كذلك الكاهن الأردني المونسنيور خالد عكشة الذي يعمل سكرتيرا للجنة الحوار في الفاتيكان بين المسلمين و المسيحيين. و قد استقبل الملك أعضاء الوفدين، و قال لهم: " الوجود المسيحي في المنطقة تاريخي، وهو مكوّن أساسي في التنوّع الإنساني الذي يحرص الأردن على حمايته ". و بعدها بأيام كانت مدينة الفحيص برؤساء الكنائس و المؤمنين فيها في استقبال الملك عبدالله الثاني في زيارة تهنئة للمسيحيين في عيد الميلاد المجيد.

واليوم ، وفيما يحيي العالم الأسبوع الثاني للوئام بين الأديان ، و فيما يبدي العالم مخاوفه على المسيحيين في الشرق الأوسط كنتيجة سلبية للأحداث الجارية في عدّة بلدان، يواصل الأردن، كونه أنموذجاً راقياً في العيش المشترك و في التآلف و التعددية الايجابية. ومن أجمل القول ما جاء على لسان وزير الخارجية الإيطالي للوفود المشاركة في سينودس (مجمع) الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط، الذي انعقد في الفاتيكان في تشرين أول 2010 ، فوقف عند أوضاع المسيحيين في الوطن العربي ، ووجد أنّ هنالك العديد من الصعوبات والتحديات والآلام التي تواجههم ، إلاّ أنّه في نهاية الكلمة ، قد صرّح بأنّ حكومته الإيطالية تنظر بعين التقدير والإعجاب إلى أنموذج مثالي في الشرق، وهو أنموذج الأردن الذي يعيش سكانه، مسيحيين ومسلمين ، معا بمحبة وانسجام وعيش مشترك مثالي.

وبعد ، هذا غيض من فيض من مبادرات أردنية ، جعلت الأسبوع الأول من شباط من كل عام، أسبوع الوئام بين الأديان ... وما أحوج العالم دائما إلى التذكر والتذكير بضرورة التعاون بين أتباع الديانات، فما وجدت هذه لتكون عنصر فرقة وتباغض ، بل لتسهم في كلّ مجهود للمودّة والسلام في كل أقطار الأرض.

مدير الإعلام في البطريركية اللاتينية
الأب رفعت بدر (الغد)





  • 1 مسلمة و الحمد لله 01-02-2012 | 02:47 PM

    يعني مش فاهمة ايش المغزى.....

  • 2 carol khleif 02-02-2012 | 10:31 AM

    كلمات ومقالة أكتر من رائعة

    " هنيئاً لكم أيها الأردنيون بصفتَي الضيافة والانفتاح اللتين تتمتعون بهما ". فعلا رائعة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :