facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




طاش 15 المتفرد خليجيا


عاطف الفراية
11-10-2007 03:00 AM

تعيش الدراما الخليجية حالة رداءة متكررة تنبع من ابتعادها في الأغلب الأعم عن الإنسان العادي والبسيط ومشكلات واقعه والتي تبدأ من وجوده وكينونته وهويته المهددة باجتياح بشري يجعله أقلية في وطنه .. ولا تنتهي بالمألوف من المشكلات الاجتماعية وتمتد إلى الحريات والمشاركة السياسية ..الخ، وهو ابتعاد يجعل تلك الدراما تسبح في المحدود من الطروحات الذي يكرس الصورة النمطية الشائعة عن المواطن الخليجي الثري.. والمترف في مشكلاته التي تحوم حول المال والميراث والخادمات ..الخ.
في وسط هذا الزحام يحق ل (طاش ما طاش) أن يجلس في مساحته الخاصة التي اختطها لنفسه واستمر بها وطورها.. واقتحم بها أبوابا مغلقة ومستغلقة.. ودخل أبوابا خلفية محظورة ليخرج على الشاشة ما لا يعرفه الكثيرون عن المجتمع الخليجي وبؤس بعض قطاعاته وطبيعة معاناة أبنائه في تحصيل عيشهم وفرص حياتهم ، وما يعانيه الشباب من سيطرة اتجاه محافظ بطريقة مغلوطة دون وعي ولا فهم لمتطلبات العصر والتربية الحديثة.. و(طاش) لا يقدم كل هذا بشكل وعظي أو خطابي (وإن كان في بعض الحلقات وقع في الفجاجة والمباشرة) إلا أنه في الأغلب الأعم يقدم خطابه من خلال كوميديا نظيفة ومدروسة وبعيدة عن التهريج .. التهريج الذي وقعت فيه الأعمال التي حاولت محاكاة أو استنساخ (طاش) مثل (غشمشم) (ومناحي أو بيني وبينك) ..

قدم (طاش 15) تنويعات مختلفة في موضوعات امتدت بين قضايا وتفاصيل اجتماعية صغيرة إلى قضايا كبرى من مثل .. الليبرالية الجديدة.. وأحوال المرأة.. تحكم (المطاوعة) غير المدروس وغير الواعي.. تخلف القوانين.. استعصاء المجتمع المغلق على المعاصرة والحداثة بشكل يجعل معطيات العصر التقنية تخترق كل تفاصيل الحياة لدينا ومع ذلك تقف خارج محيط الذهن والفهم.. مما يجعلنا نعيش حالة من الفصام الحضاري.. وهذا أخطر ما وقف عليه فريق هذا العمل المثابر.. وقدمه بفن كوميدي راق من النوع الذي يوحي.. ويغمز .. ويلسع.. دون أن يقول أو يصرخ..
وحده (طاش) غاص في أعماق النفس في بعض حلقاته ليخرج لنا مكامن التأثير السلبي الذي يأتي رد فعل عكسياً لإرادة القائمين على تربية الجيل والذين ما زالوا يتعاملون مع النشء على أنه مجرد عجينة يشكلونها بأساليبهم البالية المستوردة من عفن مراحل مطالع القرن العشرين حين سادت الأمية والجهل عمق الصحراء وأطرافها..
وحده طاش.. امتلك ناصية جرأة غير مألوفة في الجزيرة العربية.. وإن كان ما جاوزه ليس خطوطا حمرا بالنسبة لنا وللكثير من البلاد العربية.. إلا أنه في مستوى الخطوط الحمر التي وضعها الفنان والمثقف الخليجي على نفسه قبل أن تضعها عليه جهة رسمية ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :