facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مشروع تنموي ينهض بحي مهمّش في عمّان كان حكراً على نشاط الإسلاميين


19-10-2007 03:00 AM

عمون - رنا الصباغ - الحياة - نجح مشروع تنموي متكامل برعاية 8 رجال أعمال أردنيين في تطوير منطقة مهمشة وسط العاصمة الأردنية عمان كانت لعقود مرتعاً لنشاطات التيار الاسلامي الدعوية والاجتماعية. ويشمل المشروع أحياء جبل النظيف الذي يطل على أطراف ضاحية عبدون.وضع المشروع المنطقة ضمن إستراتيجية تنمية ذاتية - من خلال تقديم الدعم المالي والفني من تدريب وتوعية وبناء قدرات اهاليها من شبان وشابات وربات أسر وسيدات مجتمع. فكانت النتائج مثمرة، بحسب القائمين عليه والمستفيدين منه. ويسعى المشروع إلى التمدد ودخول أكبر عدد ممكن من المناطق المهمشة قبل ان يتجه الى مناطق مماثلة في فلسطين ولبنان خلال السنوات الخمس القادمة بعدما شعر الشركاء بحجم المنفعة المتبادلة.

البرنامج أدخل نمطاً جديداً من المسؤولية الاجتماعية التشاركية والتعلم المتبادل بين أبناء المجتمع المحلي في مثلث تكاملت أضلاعه بين متطوعين، وقطاع خاص وحكومة، وصولاً إلى تغيير واقع مليء بالفرص والتحديات.

علم وثقافة في مقابل عمل وإنجاز تطوعي لخدمة المجتمع المهمش الذي يعاني كثافة سكانية عالية ونقصاً في بعض الخدمات الحكومية.

وقال فادي غندور، رئيس مجلس إدارة المركز العربي للتنمية المستدامة الذي يدير البرنامج لـ «الحياة» : آن الأوان لأن يتحرك القطاع الخاص لدعم المجتمع بدلاً من الجلوس والتذمر وتوزيع اللوم». وتابع: «لدينا الامكانات والقدرات... ونريد ان نكون جزءاً من التنمية المجتمعية ومن مسيرة التنمية التي لا نستطيع تركها فقط للحكومات او لمنظمات المجتمع المدني ذات الاجندات الخاصة».

أركان هذا المشروع شباب حي النظيف ذي الـ 120 ألف نسمة, الذين توزعوا على مجموعات تطوعية منتجة تساعد السكان في تحديد أولوياتهم، ووضع الحلول الناجعة للمشاكل اليومية. والتجربة قابلة للتكرار في عشرات الأحياء المحرومة وفي عشرين من جيوب الفقر المنتشرة في محافظات المملكة.

تبع الحوارات التي أجرتها مؤسسة «رواد التنمية» مع أبناء الحي إجراء مسح ميداني لواقع المدارس والمرافق العامة للمساعدة على تطوير المنطقة، عبر تحديد المتطلبات الحياتية والتنموية وإيجاد نشاطات للشباب تحول دون حرمانهم من فرص لتحقيق النجاح وتجنيبهم الانغلاق الفكري الذي ما فتئ ينمو في أجواء القهر والفقر والبطالة وسط غياب المؤسسات الحكومية والمدنية.

مشاريع تنمية تربوية

وجاءت مدرسة «عاتكة بنت زيد» التي يدرس فيها حوالى 700 طالبة وطالب على رأس قائمة الشكاوى. كانت المدرسة في حال يرثى لها بسبب قدِم المبنى المستأجر، واكتظاظ الصفوف، وتهالك أرضية الملعب وأسواره, وتدني مستويات النظافة في ما تبقى من مرافق صحية وتعالت أصوات لتوفير منح دراسية في الجامعات والكليات خصوصاً ان صندوق الزكاة الرسمي كان الجهة الوحيدة التي تدير هكذا منحاً، إضافة إلى تدريب وتأهيل الشباب لمساعدتهم في الحصول على فرص عمل.

سكان الحي عادوا للمطالبة بإقامة مركز أمني (شرطة) بعد ثلاثة عقود من الانتظار، فضلاً عن مركز صحي ومكتب بريد يخدم أهل المنطقة التي تضم مخيم محمد أمين للاجئين الفلسطينيين.

اليوم تغيّرت أجواء مدرسة عاتكة بعد أن قامت «رواد التنمية» بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم وبمساعدة شباب الحي بصيانة المدرسة وطلاء جدرانها وترميم مرافقها. القطاع الخاص وفرّ أثاثاً مدرسياً وألواحاً مدرسية ومراوح حائط تعين الطالبات على مواجهة حر الصيف. كانت تلك البدايات تؤسس لمشاركة فاعلة وحيوية بين المؤسسة و6 مدارس أخرى في المنطقة.

شرعت «رواد التنمية» في توفير 250 منحة جامعية لطلاب الجبل لإكمال دراستهم من خلال صندوق أطلق عليه «صندوق مصعب خورما لدعم وتنمية الشباب». (مصعب خورما رجل أعمال أربعيني قتل في عمليات ارهابية لتنظيم «القاعدة» كانت ضربت ثلاثة فنادق في عمان قبل سنتين).

الشرط الوحيد للحصول على منحة كاملة او جزئية من خلال التنافس الحر هو التزام المتقدم العمل كمتطوع في خدمة المجتمع. والمؤسسة لا تؤمن بالعمل الريعي ووهب الأموال.

ثم أدخل برنامج «دردشات» - نشاطاً ثقافياً تحاورياً أسبوعياً بين الشباب والفتيات المستفيدين ممن يقطنون في هذه المنطقة المحافظة اجتماعياً ودينياً والتي تتبع منظومة عادات وتقاليد اجتماعية صارمة.

وسعى البعض ممن لم يدركوا الهدف التنموي لـ «رواد التنمية» الى عرقلة المشروع في البداية لأنهم يعارضون الاختلاط بين الجنسين, ويقفون ضد أي تعددية ثقافية أو فكرية تخرج عن النمط السائد. وزعت المنشورات مطالبة برحيل هذه الجمعية، وطالها سهام نقد بعض ائمة المساجد المجاورة.

لكن برنامج «دردشات» ساهم في دك أسوار الانعزال وإيجاد أجواء نقاش ديموقراطية سليمة وصريحة بين الرواد. نجح هذا اللقاء بعد بلورة أجواء من الثقة مع الأهالي الذين ينشدون تعليم أبنائهم رغم ضيق الحال. ومؤخراً زارت الملكة رانيا المشروع وشاركت الشباب في نقاشات تناولت قضايا إشكالية بدءاً من ظاهرة شراء الاصوات الانتخابية الى تحدي تعاطي المخدرات والواسطة والمحسوبية ونوعية التعليم.

وقالت سمر دودين المشرفة على البرنامج الحواري الاسبوعي لـ «الحياة» «ان الحوار والتواصل هو التزام بمبدأ البحث في الاختلاف وقبوله من أجل تكوين أرضية فهم مشترك تؤسس ليفتح العقل والقلب لوعي بديل». كما افتتحت المؤسسة مكتبة «شمس الجبل» التي توفر آلافاً من كتب المطالعة وتستقبل بين 120و150 طفلاً يومياً كان الشارع مكانهم الوحيد لقضاء الوقت.

تلا ذلك إطلاق برنامج «شبابيك» لبناء علاقات تواصل بين الأطفال والطلاب المستفيدين من منحة «مصعب خورما» ومتطوعين من خارج الجبل من خلال الفرص الفنية التي تساعد المشاركين على اكتشاف الذات وتوسيع الطاقات الإبداعية الكامنة لديهم.

غرام، المتطوعة ذات الـ 19 سنة تقول بأن المشروع ساهم في تطوير خياراتها، حالها كما عدد كبير من الشابات. وأضافت ان المؤسسة «ساعدتني على اكتشاف نفسي أكثر... وجعلت شخصيتي أقوى وزادت من معرفتي سواء من ناحية الثقافة او المعلومات او من خلال التعرف الى أشخاص من جنسيات وخلفيات مهنية وطبقية مختلفة ممن يزورون المركز ويتحاورون معنا».

وشاطرها الرأي زميلها محمد الذي يدرس إدارة الحاسوب بمنحة. فقال إن برامج «رواد التنمية» أعطت الشباب خيارات جديدة لتمضية أوقات الفراغ في أعمال مفيدة ينعكس مردودها على المجتمع المحلي.

وأضاف «لم يكن لدينا ما نفعله في أوقات الفراغ وفي أيام العطل الا الشارع وبعض النشاطات المرتبطة بمشاريع سياسية».

إحياء مفهوم الجيرة

واستوحت المؤسسة من مفهوم «الجيرة» الذي مازالت قيمه سائدة في جبل النظيف إطلاق برنامج «جيران». البرنامج يؤمن المساعدات العاجلة لسكان المنطقة وينفذه متطوعون يساعدون السكان على صيانة منازلهم وغرفهم، وطلاء واجهات المباني بألوان زاهية خفّفت من كآبة الأبنية الأسمنتية المهترئة.

بالتعاون مع «رواد التنمية»، انتظم السكان في مجموعات ضغط مطالبين بافتتاح مركز أمني لفض النزاعات الداخلية وردع حفنة من أصحاب السوابق ممن يتجمعون مساء كل يوم داخل مقبرة مجاورة مغلقة منذ عقود. واستجابت الجهات الرسمية لتجهيز مركز أمني سيتم افتتاحه قريباً. وانتهت المؤسسة من تجهيز مركز صحي بانتظار افتتاحه من جانب وزارة الصحة بعد أيام، وهي تسعى إلى تحويل جزء من المقبرة القديمة إلى حديقة عامة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :