facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ملاحظات حول مسلسل "الملك فاروق" و دور الإعلام الأردني المفقود .. إعداد: لواء ركن متقاعد د. قاسم محمد صالح


23-10-2007 03:00 AM

إنّ مسلسل(الملك فاروق)،الذي تم عرضه من خلال محطتي(mbc,orbit ) خلال شهر رمضان المبارك ، قد وجّه من خلال حلقاته الاخيرة ، إساءة كبيرة للنظام الاردني ، ولدور جيشه العربي في حرب 1948م .
"فالنظام الاردني يريد احتلال فلسطين، وضمّها له ، والجيش العربي الاردني لم يشترك في القتال ".
هذا ما أجرته كاتبة النص (د.لميس جابر) على لسان (الملك فاروق) .
لا شك بأن المسلسل كان إبداعا فنيا جيدا ، حظي بمتابعة جماهيرية كبيرة من مختلف فئات المجتمع ، وهو مؤشر على الدور الإعلامي الخطير في توصيل رسائل إعلامية ، لها دلائل سياسية ، وتاريخية، وهي قد تخدم غرضاً ، وتفسد آخر، أوتعلي شأن قضيةٍ ، وتحط ّمن شأن أخرى ، وربما تكون تلك الرسائل الإعلامية صادقة، وحقيقية أحيانا ، وربما تكون كاذبة، ومزوّرة أحيانا أخرى، وقد تقتضي اللعبة الإعلامية، عرض مسلسلاتها، وبرامجها، وأفلامها ، في أوقات تكون فيها نسبة المشاهدة عالية ، كما كان عليه الحال في مسلسل (الملك فاروق) في شهر رمضان الكريم .
لقد اتـّكأتْ كاتبة النصّ (د.لميس جابر) ، في مسلسلها على مؤرخ مشهور، هو (د.يونان لبيب) ، وهنا تكمن الخطورة، لأنها تكون قد أوحتْ لجميع المشاهدين، بأن كل ما ورد في سياق هذا المسلسل، من معلومات تاريخية، إنما تكون من قبيل الحقائق العلمية المثبتة، والموثقة، وقد نجحت كاتبة النصّ في ذلك نجاحا كبيرا، وأقنعتْ الأغلبية العظمى من المشاهدين ، بأنّ الجيش المصري فقط ،هو الذي قاتل في فلسطين عام 1948م ، وأنّ جيوش المواجهة العربية الأخرى، لم تشترك في القتال ، وخاصة الجيش العربي الأردني ، الذي كان على درجة عالية من التدريب، ولكن ملكه الهاشمي
عبد الله الأول (المؤسّس)، كان يُعدّه لمهمة أخرى ، هي احتلال فلسطين، وضمّها للأردن،وليس للمشاركة في تحريرها من الصهاينة اليهود، المحتلين لها .
وهنا لابدّ من وقفة مراجعة مع الذات الإعلامية الاردنية ،لمحاورتها، ومساءلتها ، ومعرفة أسباب ونتائج ما يجري بالنسبة لنا نحن الاردنيين ، من هجوم على حقوقنا،و انتقاص ٍ لأدوارنا، وتشكيك في مبادئنا، ونوايانا ،لأن لعنة الأجيال القادمة، ستصيب جميع الذين قصّروا، أو تهاونوا في أداء واجباتهم الوطنية، والقومية، والدينية،وإذا كان التاريخ لا يرحم، فإن هذه المسلسلات، والبرامج ، أصبحت جزءاً من التاريخ ،أو بديلا عنه، تتعلمه الأجيال من خلال المشاهدة، والسماع ، اللتيْن حلـّتا محل الرواية التاريخية المكتوبة.
والسؤال الذي تطرحه الأجيال الشبابية ، على الإعلاميين الأردنيين هو :
لماذا يقفز بعض الإعلاميين العرب،على حقوقنا التاريخية، فينالون من سمعتنا، وشرفنا ، وينتقصون من دورنا، ويقللون من حجم عطائنا، ويسرقون أمجادنا ؟
أين يكمن دور الإعلام الأردني ، في العصر الذي أصبح فيه التاريخ يُروى بالمشافهة ، أو السماع ، من خلال المحطات الفضائية ؟
لماذا لم يفعل الإعلاميون الأردنيون ما يفعله نظراؤهم من الإعلاميين العرب، في إنتاج أفلام وثائقية تاريخية ، عن الشريف (الحسين بن علي ) ، زعيم الثورة العربية الكبرى ، أو عن الملك المؤسس عبد الله بن الحسين ، أو عن الملك طلال ، أو الملك الحسين ؟
لماذا لم ينتجوا أفلاما وثائقية عن الأدوار التي قام بها جيشنا العربي الهاشمي،
في حروبه مع الجيش الإسرائيلي ، على أرض فلسطين ، خلال أعوام 1948 و 1967 و 1973 ،أو عن دور جيشنا العربي في تأسيس وتدريب الجيوش العربية الشقيقة، أو عن دوره في مساعدة الدول العربية، خلال مراحل استقلالها ، أو عن دوره في قوات حفظ السلام الدولية ، في مناطق مختلفة من العالم ؟
لماذا لم ينتجوا أفلاما وطنية تاريخية ، عن الحضارات اليونانية، والرومانية، والإسلامية، على الأراضي الأردنية؟ أو عن الممالك التي قامت عليها، كمملكة الأنباط التي اتخذت من البتراء عاصمة لها ؟
لماذا لم ينتجوا أفلاما دينية عن الصحابة الذين أقيمت أضرحتهم على الأرض الأردنية، خلال عمليات الفتح الإسلامي، أمثال: (زيد بن حارثة،
و جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، وأبي عبيدة عامر بن الجراح ، وشرحبيل بن حسنة، و معاذ بن جبل، وضرار بن الأزور، وغيرهم ) ؟
لماذا لم يوثقوا هذا التاريخ الأردني- قديمه وحديثه- حتى لا يتطاول عليه أحد أو يناله بالشتم، والانتقاص ؟
أمّا إذا كانت تـُعْوزُ الإعلام الأردني ، الثقافة التاريخية، والدينية- وثائقيا وعلميا- فإن رجال الإعلام بإمكانهم أن يستعينوا بذوي الخبرة، والاختصاص، ولا يعفيهم ذلك من المسؤولية، تجاه شعبهم، وأجيالهم الشبابية، وقيادتهم الهاشمية .
إن مجرّد الاعتراف بالتقصير، من قبل رجال الإعلام في الأردن، تجاه توثيق تاريخنا، ودورنا، وتضحياتنا، لا يكفي، ولابدّ من الشروع في العمل الجادّ في هذا المجال ، وفي هذا العصر، الذي أصبحت تـُقـْلبُ فيه الحقائق ، ويزوّر فيه الواقع للعيان ، وتسرق فيه الأدوار، ويضيع فيه الحق، ويحل محله الباطل. وقد مضى علينا زمن طويل ، ونحن نقرأ ، ونسمع أكاذيب الآخرين، وافتراءاتهم على دور الأردن، وقيادته، وجيشه، منذ تأسيسه وحتى الآن، وكان إعلامنا دائما يكتفي بردّات فعل ٍآنيّة ٍ، وشكليةٍ لا يتجاوز حدود صداها العاصمة الأردنية (عمّان) ، فلا يسمعها الآخرون ، ولا يقيمون لها وزنا وربما كان يلوذ بالصمت، أو يقف موقف المدافع على استحياء، دفاع مَنْ لا يثق بنفسه، وغالبا ما كان يتطلع الإعلاميون الأردنيون إلى جلالة الملك ليقوم بأداء المهمة نيابة عنهم .
ما الذي سيقوله إعلامنا لجيل الشباب، في المدارس، والجامعات، ممن شاهدوا مسلسل (الملك فاروق)، فلقد أخذوا يتساءلون، بعد مشاهدتهم للمسلسل:
لماذا لم يشارك الجيش العربي الهاشمي، في تحرير فلسطين، كما فعل الجيش المصري ؟
ولماذا كان الملك عبد الله الأول، يسعى لاحتلال فلسطين، وضمّها لمملكته، بدلا من تحريرها من براثن الاحتلال اليهودي ؟ وكأنّ ما روته كاتبة المسلسل، قد أصبح حقيقة ماثلة في أذهان هؤلاء الشباب .
هل يدرك الإعلام الأردني، بأن ما بثـّه المسلسل، من تشويه لصورة جيشنا، وقيادتنا الهاشمية، قد خلق ردّة فعل سلبية في نفوس الشباب، ومشاعرهم، تجاه تلك المرحلة الهامة من تاريخ وطنهم، يتوارثونها جيلا بعد جيل؟ خاصة أنّ الإعلام الأردني، لم يقم بتوضيح الصورة المشوّهة، التي عرضت أمامهم في المسلسل.
قولوا لنا يا معشر الإعلاميين الاردنيين :
هل أنتم موافقون على اغتصاب أفكارنا، وتشكيكنا في قيمنا، ومبادئنا، والتقليل من شأن تضحياتنا ، والحطّ من أمجادنا ، وبخس دم شهدائنا ؟
أم أننا سنترك طموحات أجيالنا، فريسة سهلة لأهداف هذه المحطة الفضائية، أو تلك، أو لمزاج وهوى هذا الكاتب الصحفي، أو ذاك المبرمج الإعلامي ؟ قولوا للشباب الأردنيين بخاصة، والأجيال العربية بعامة:
إنّ جميع الدول العربية المواجهة لإسرائيل ، إضافة ً إلى العراق، والمملكة العربية السعودية، وجيش الإنقاذ، قد شاركت في حرب 1948، بأحجام متفاوتة من القوات، وليس الجيش المصري وحده .
قولوا لهم: إن حجم القوات الأردنية التي شاركت في الحرب ، بلغ (6500) ستة آلاف وخمسمائة جندي ،بحجم فرقة مؤلفة من ثلاثة ألوية، وكل لواء مؤلف من ثلاث كتائب ، إضافة إلى كتيبة مدرّعات و كتيبة مدفعية،
قولوا لهم : إن مسرح عمليات هذه القوات، كان يمتد من جنين شمالا، فنابلس والقدس، وباب الواد، واللطرون، واللد، والرملة، إلى الخليل جنوبا، وأن مجموع شهداء الجيش العربي ، قد بلغ في حرب عام 1948، (1258) ألفا ومئتين وثمانية وخمسين شهيدا، وقد خاض هذا الجيش، معارك اللطرون، وباب الواد ، والقدس، وجنين ، ونابلس، و اللد، و الرملة ، والخليل.
قولوا للأجيال العربية، و لكاتبة النصّ (د.لميس جابر):
إنّ جلالة الملك المؤسس عبد الله بن الحسين، كان أول زعيم عربي، يصدر قرارا في العاشر من نيسان 1948، أعلن فيه: بأن الجيش العربي الأردني، سيدخل فلسطين فور انتهاء الانتداب البريطاني عليها، في 15 أيار عام 1948،ثم حذا حذوه بعد ذلك، بعض الزعماء العرب،الذين شاركوا في الحرب.
(سليمان الموسى / أيام لا تنسى / الأردن في حرب 1948م / عمّان / الأردن /ط1 / 1982/ ص51)
كما أرسل رسالة إلى اللجنة السياسية، لدول الجامعة العربية ،التي كانت تجتمع في القاهرة في 13 نيسان 1948 ،عرض فيها على تلك اللجنة ، بأن تتولى قوات الجيش العربي، العمل على إنقاذ فلسطين، بمساعدة ٍودعم ٍمن الجيوش العربية المشاركة في الحرب.
وتفقد الملك المؤسس بعد ذلك، مناطق عمليات القوات العسكرية في فلسطين، والتقى(المقدم حابس المجالي) / قائد الكتيبة الرابعة ، التي كانت تدافع عن القدس ،وقال له : " إنك تدافع وجنودك ،عن أرض ٍ سبقكم بالدفاع عنها قادة ٌ عظام، من أمثال عمرو بن العاص ،وصلاح الدّين الأيوبي، وإنّ كتيبتك الرابعة، هي الكتيبة الرابحة بإذن الله".
(سليمان الموسى / أيام لا تنسى / الأردن في حرب 1948م / عمّان / الأردن/ ط1 / 1982م / ص239)
قولوا للأجيال العربية، و لكاتبة النص (د.لميس جابر):بأن العدو الإسرائيلي، قد شهد على لسان بعض قادته، بدور الجيش العربي، وبطولاته في حرب عام 1948، حيث قدّم (بن غوريون) –رئيس وزراء اسرائيل - شهادة ًبحق الجيش العربي الأردني، قال فيها :
"إن مصير الحرب ، يتوقف على القتال بين الجيش الإسرائيلي، والجيش الأردني ، فإمّا أنْ يخترق الجيشُ العربي الأردني مثلثنا ، أو أن نقوم نحن، باختراق مواقعه ، فإذا نجحنا ، نكون قد أوشكنا أن نكسب الحرب ، فالجبهة الرئيسية التي تواجهنا ،هي التي يتمركز بها الجيش الأردني ، في منطقة القدس وجبالها(منطقة وسط فلسطين )،وليس تلك التي يتمركز بها الجيش المصري في النقب، أو الجيش السّوري في الجليل . إنني أحترم قدرة الجيش العربي الأردني، وشجاعة جنوده ".
(الفريق صالح صائب الجبوري / مجلة فلسطين وأسرارها السياسية /1970م ، بيروت ، مطبعة دار الكتب ، ص186-187)
قولوا لمخرج النصّ (حاتم علي): لقد كان بإمكانه الرجوع الى مذكرات ابن بلده فوزي القاوقجي/ القائد الميداني السوري لجيش الإنقاذ في فلسطين عام 1948، حيث قدم شهادة بحق القوات الأردنية التي شاركت في تلك الحرب، فقال في مذكراته: "إن الجيش العربي الأردني في فلسطين، كان يُشكـّل الأمل للمواطنين ،والطمأنينة الوحيدة،التي تثبتهم في قراهم،وتحول دون نزوحهم".
( مذكرات القاوقجي كما رواها سليمان الموسى في كتابه أيام لا تنسى ص111)
قولوا لكاتبة النص (د.لميس جابر) :كنا نتمنى عليها- وهي كاتبة مصرية-
لو أنها راجعت يوميات جمال عبد الناصر، عن حرب فلسطين ، ففيها قدّم الرئيس المصري الراحل (جمال عبد الناصر)، شهادة بحق القوات المصرية، التي شاركت في حرب عام 1948، حيث كان أحد ضباط تلك القوات.
(يوميات عبد الناصر عن حرب فلسطين / منشورات مؤسسة الوطن العربي للطباعة والنشر / باريس /1978م )
وكنا نتمنى عليها أيضا ً، لو أنها راجعت ، شهادة (اللواء أحمد المواوي) قائد القوات المصرية التي شاركت في حرب عام 1948.
( سليمان الموسى / أيام لا تنسى / الأردن في حرب 1948م / عمان /ط1/1982/ ص58)
لقد تحفّظت على نشر هاتين الشهادتين اللتين ذكرهما الرئيس المصري الراحل (جمال عبد الناصر) ،واللواء (أحمد المواوي ) قائد القوات المصرية في حرب عام 1948، لكي لا أقلل من أداء تلك القوات، و أسلوب عملها الميداني في الحرب تاركا للقارئ فرصة الإطلاع عليهما من المرجعين المذكورين أعلاه .
وفي نهاية هذا المقال، فإنني أقترح على مسؤولي الإعلام الأردني، الاتصال بكاتبة النصّ (د.لميس جابر)، لتصحيح ما ورد من معلومات خاطئة، حول دور الجيش العربي الأردني، و قيادته الهاشمية، في حرب عام 1948، وضرورة إطـّلاعها على الوثائق المتعلقة بهذا الخصوص.
وأمّا إذا لم توافق على إجراء التعديل اللازم، فيمكن للإعلام الأردني مقاضاتها قانونيا، بتهمة تزوير معلومات تاريخية والإساءة للجيش العربي الأردني، وقيادته الهاشمية، وتقديم معلومات مفتراة بهذا الخصوص، تمّ عرضها من خلال المسلسل المذكور.
كما أقترح على مدير التلفزيون الأردني، عقد ندوة حول حرب عام 1948، تشارك فيها كاتبة النصّ، في المسلسل المذكور، و بعض رجال الإختصاص، يتمّ من خلالها توضيح ما ورد فيه من معلومات مشوّشة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :