" إنما هلك الذين من قبلكم أنه كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وايم الله لو كانت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها" صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام.

هل يعقل يا "أصحاب الأمن", بان يتغير العالم وتتبدّل المفاهيم والقيم والمبادئ والاعراف في ظل المتغيرات السريعه في العالم وفيما يدور حولنا, ولم تتغيروا قيد انمله في التعاطي مع هذه المتغيرات؟ هل تعلمون ان جلّ المفاهيم في ظل العولمة والربيع العربي وغيرها من القوى المباشرة وغير المباشره, غيّرت كثير من مفاهيم السياسية والاقتصاديه والاحتماعية؟ ما معنى "الامن القومي" عندكم اليوم؟ ما معنى "الاستقرار" اليوم؟ ما معنى "العدل والمساواة" اليوم؟ ما معنى "الصح والخطا والعيب" في "عاداتنا وتقاليدنا" اليوم؟ وما مفهوم "القوه" اليوم؟ وماهية نوع القوه الاكثر تأثيرا اليوم؟ وماهية "القوه" الاقوى في المستقبل؟ أيهما أخطر "اقوة الفكر الاصولي" أم قوة ألاسلحة النوويه اليوم؟ وهل تستطيع الخيره وحدها في "اخماد" نار الاولى؟

ماذا يعني لكم اليوم استقرار "فوق" وماذا يعني لكم استقرار "تحت" اليوم؟ وهل يجب الابقاء على "الفصل" بينهما؟ اما الان الوقت للدمج والمصاهرة؟ اما اّن الوقت لنبذ "المؤسّسه" الحكومية (الواسطه المتعجرفه) بين "الفوق" و"التحت"؟ هل بقي شي اسمه "فوق وتحت اصلا" اليوم؟؟!! هل يمكن اليوم, في ظل التقلبات والتغيرات, ان تكون الحكومات هي الخطر المباشر والشعوب هي صمّام الامان؟ّ! هل هناك مراجعة شاملة في هذا الشان؟!

اين مفهوم الفساد والجهويه والواسطه "عينك عينك" في تعاليم "الامن والامان" عندكم؟ اين الدراسات والابحاث الخاصه بانعكاسات القرارات الفرديه والمزاجيه للحكومات على امن الوطن والمواطن على حد سواء؟ لماذا لا يتم تغيير مفهوم الوطنيه والانتماء عندكم لتشمل الصوت والواد والصوتين والعشره والعدل والمساراة والشفافيه والاقتصاد والسياحه والرياضه والفن والتمثيل و.... ؟؟ اين العقول الامنيه المبنيه على المعرفه والوطنيه لا على التنصت والنظارات الشمسية؟

اين انتم من ... الله, الوطن, الملك؟

وهل تعلمون ايضا انه لفتره ما انحسر التعليم واحتدم الجدل في أهمية الدراسات الاستراتيجيه القائمه على استخدام القوه العسكريه لتحقيقي اهداف سياسية خاصة بعد انتهاء الحرب الباردة. أين انتم للنظره الشموليه للأمن والاستقرار؟ أين انتم من الامن الانساني والاجتماعي والاقتصادي والبيئي ودورهم في في دفع عجلة الاستقرار والنمو والرخاء؟؟ الا تعلموا بأن لا يمكن فهم وتعريف الامن اليوم الّا من خلال تقييم أهمية دورالحريّه والعدل والمساواة والمسؤوليه والمحاسبة... و"القوه" بشتى الوانها وتشعباتها؟ وهل تعلمون بان تلك العناصر في مجملها تدخل في فهم النمو الاقتصادي اليوم لبلد ما بالاضافه الى عدة عوامل أهمها, معدّل الشفافيه والمستوى التعليمي والصحي والاجتماعي وتوفر المعلومات والمواصلات والاتصالات وغيرها وغيرها ...وما زالت تلك المفاهيم والمصطلحات تتغير وتتبدل لان العالم يتغير ويتبدل؟ أين انتم اذن من هذه التغيرات والمتغيرات؟ اين انتم من المرونه في التعاطي والتأقلم فيما يصب في مصلحة الوطن؟ لماذا مصلحة الوطن وامنه مقرون فقط بمراقبة المواطن لا الحكومات. كلكم تعلمون بان ما يحدث في الاردن اليوم هو بسبب قرارات حكوميه فاشلة لا بفعل المواطن البسيط الذي يدفع وحده ثمن هذه التشوهات. وفوق هذا وذاك, لا زال المواطن شغلكم الشاغل وهمكم الاوحد الوحيد, في سياستكم في ترسيخ دعائم الامن والاستقرار!!

أين الاجهزه الامنيه مما يحدث اليوم؟

هل يعقل أيها الجنرالات من رجالنا في الاجهزه الأمنيه وأصحاب القرار فيها, في السر والعلن, الاذعان بما يجري اليوم من قرارات وتشوهات أضرت بالوطن والمواطن على حد سواء؟ اين ابحاثكم وتوصياتكم لولي الأمر للاطلاع على ما يجري؟ هل قوضت السلطة التنفيذيه سلطتكم؟ هل انصب همّكم فقط على المواطن والحراك فقط؟ ماذا لو فسدت وافسدت الحكومة, هل لكم من رأي في هذا الامر؟ اين اجراءاتكم الاستباقيه والوقائيه المبنيه على العلم والمعرفه واساليبكم الخاصه بكم؟ هل فيكم "رجل رشيد" ينصح ويقول كلمة الحق لله والوطن والملك؟ أين الأجهزه الأمنيه من قرارات "الطراونه" بالامس القريب؟ من سيحاسب هؤلاء الاشخاص ان صب ذلك في زعزة أمن واستقرار الوطن؟ هل سيدفع الثمن ايضا المواطن؟!

ونتسائل: هل الهدف الأسمى لهذه الاجهزه هو استقرار النظام فقط من منظوره التقليدي؟ ولكن السؤال الأهم والأجدى هو لماذا يقوم مفهوم "الاستقرار" عندكم اليوم للنظام كوحده ولبنه واحده لا تتجزأ مع استقرار الشعوب؟ كلكم من ابناء هذا الوطن, ونعلم بانكم تالمون مثلنا لما يجري من قرارات, فاين اذا هو دوركم في البناء و"التجسير"؟ في ظل جملة القرارات الحومية الاخيره؟ هل انتم مرتاحون من تكرار سياسة المحسوبيه والجهويه والاقصاء والتهميش؟ لماذا لا يتغير موقفكم التقليدي, وتكونوا الى جانب الشعب والملك ضد اي حكومة تستقوي عليهما؟

أعجب ما اعجب, ان يتالم الشعب اليوم وامام اعينكم, وقد تالمون بما نألم, ولا تستطيعون دفع الضرر والعناء عنه؟! اعجب ما اعجب بأنكم بامس الحاجه الى المواطن اليوم, وتطالبونه بالتسجيل والانتخاب اليوم, و "ترويضه" بهدف الاستقرار والامن لمصلة الوطن, في الوقت الذي تسعى اياد اخرى في السلطة التنفيذية, من استفزاز هذا المواطن, وفي وضح النهار... فاين الرشيد فيكم لما فيه خير للبلاد والعباد؟ اين الرجل الجرئ والجنود الأوفياء الذي سيتذكره العباد لعقود وعقود, مثلما نتندّر اليوم عند ذكر احد الرموز الوطنيه. لماذا نذكر اليوم هذا ولا نذكر ذاك... لا يطالب شعبنا الكثير ولم يطالب ولن يطالب ما تطلبه الشعوب المجاوره, ولكن هذا لا يعني ان لا تتقوا الله فينا وفي الوطن على حد سواء.

Dr_waleedd@yahoo.com