facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الوطن بين عنفين، فأين الحكماء؟!


د. امل نصير
09-09-2012 04:28 PM

المتابع لما يجري في أرجاء الوطن، يعجب من تغيّر حاله منذ قرابة السنتين إلى الآن، وكيف باتت الحكومات المتعاقبة وغيرها تجلد الوطن والمواطن بأسواط الفساد وأخباره الموجعة، بل كل واحدة تصدر عن فن جديد في هذا المجال، فمن تعيينات مستفزة، ورفع أسعار في غير وقتهما، إلى تهم تزوير في الشهادات العليا، وتجنيس للمزورين، وتعيين لهم في أكثر المواقع حساسية وخطورة، وكأن للمتهم في التزوير أمانة يحفظها! أو أن الأمانة والاستقامة ليستا من خصائص موظفي المواقع العليا في الأردن؟!

وكأن الأردنيين لم يكتووا من البيوعات المكثفة لمؤسسات الوطن، وبأثمان بخسة حتى تعمد الحكومة الحالية إلى تعريض أموال الأردنيين، ومكمن أمانهم في مرضهم وشيخوختهم للخطر!

وكأننا ما زلنا في القرن الماضي من الثقة بالمسؤولين، وخلو الوطن من الاحتقان، حتى تتمادى الحكومات المتعاقبة في التعيينات الفاسدة التي حركت ما خفت، وما خفي عند الأغلبية الصامتة التي ما عادت صامتة، ولا حتى هامسة، بل أصبحت تجهر بقولها، وتسمع كل مَن في قلبه صمم.

لقد بات واضحا أنه كلما ازداد ضرب معول الفاسدين في أرجاء الوطن، وعلى رقاب أبنائه ارتفع سقف الشعارات عندهم، فالناس ما عادوا يطيقون صبرا ولا احتمالا من تمادي المتمادين، وجرأتهم، وعدم مبالاتهم بحيث أصبح رؤساء السلطات المهمة الأكثر جشعا في سرقته، وتعريضة للخطر، فتساقطوا، ولم يبق لهم من توقير واحترام في نفوس كثيرين، وتساقطت معهم ذواتا كانت لعهد قريب تتمتع بسمعة تصل إلى حد القداسة عند كثيرين، فضاعت هيبة الدولة، وتكاثر فيها الخارجون على القانون.

نعرف أن لكل فعل ردّة فعل مساوية لها في القوة..، وقد اتضحت اليوم ردة فعل المواطن إزاء الفساد بأنواعه، إذ بات متأكدا بأن حبه لأشخاص وأماكن في أرجاء الوطن كان حبا من طرف واحد – وما أقساه من حب- مما أوصل الغضب الشعبي حدا عاليا، فكانت المظاهرات واعتصامات المنازل، وهتافات اخترقت كل السقوف، وبيانات تهديد للدولة....،

لقد استفاد الغاضبون من كل ما رأوه في دول ما يسمى بالربيع العربي، فهل يستفيد النظام أيضا من كل الأخطاء التي اقترفتها الأنظمة في تلك الدول؟ فيسارع إلى إدارة دفّة الدولة بما يحفظ الوطن.

لقد أصبح الأردن على حافة الهاوية، بل كسفينة تتقاذفها الأمواج في عرض بحر عاصف، ولا قوارب نجاة سوى أولئك الذين يحبون الأردن أكثر من أي شيء آخر، ويتمتعون بالحكمة، فأين الحكماء من كل ما يجري؟!





  • 1 احمد حسن 09-09-2012 | 06:38 PM

    من استقراء احوال الشعوب العربيه التي اجتاحها الربيع العربي ان تلك الشعوب وضعت بين خيارين لا ثالث لهما اما حكم فاسد لايطاق او اللجوء للعنف المدمر وهما امران احلاهما مر ولم يحاول حاكم ان يلاقي شعبه في منتصف الطريق فيستريح ويريح شعبه ما عدا ملك المغرب الذي انقذ شعبه وسلم وسلم شعبه من برك الدماء فلله دره فقد اثبت انه حاكم راشد

  • 2 111 09-09-2012 | 06:52 PM

    كله صحيح يا دكتورة

  • 3 حموري 09-09-2012 | 09:17 PM

    رائعة يادكتوره, والحكماء محطوط عليهم حجر كبير ..

  • 4 د.عبد الهادي النجار 10-09-2012 | 12:10 AM

    قلم رصين..تستحق صاحبته بأن تدعى معالي الأستاذة الكتورة أمل نصير ..فإلى الأمام بهذه الكتابات التي ترتقي بالوعي يامعالي الكتورة...

  • 5 112 10-09-2012 | 02:09 AM

    كلام صحيح , يبدو أن هناك فجوه كبيره بين ما نراه نحن الشعب وبين ما يراه أصحاب القرار . وكانسان محايد أعتقد أن ما يراه ويقوله الشعب أقرب للحقيقه مما يراه المسؤولين , ما يقوله الشعب هو الواقع الحقيقي
    أم أما يراه المسؤولين فهو أحلامهم وبعيد عن الواقع , أرجو من المسؤولين الانتباه جيدا قبل فوات الأوان .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :