facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سَيَظَلُّ مُحَمَّداً


محمد حسن التل
13-09-2012 05:09 AM

من الطبيعي جداً، أن يجد الفيلم القذر والهابط، الذي تم تصويره في أميركا، للإساءة إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ردّات فعل مختلفة في العالم الإسلامي، خصوصاً في ظلِّ غياب عام وكبير لمرجعيات دينية عقلانية،قادرة على التواصل مع الجماهير المُسلمة، المُمتدة من طنجة إلى جكارتا.

والغريب أن الغرب الذي يدعي الحضارة، وأنه هو الذي يؤسس لحوار مع الآخر، يقع بين زمان وآخر في مصيدة المواجهة مع العالم الإسلامي، بسكوته عن هذه الأعمال الإجرامية،التي تمسُّ كرامة كل مسلم على الأرض، حياً كان أو ميتاً، كما تدفع تلك التبريرات الغبية والساذجة، لكل عمل إجرامي يمسُّ المقدسات الإسلامية، إلى تكريس هذه المواجهة، عندما يخرج علينا زعماؤه ليقولوا: إن هذه الأعمال تأتي من باب حرية الرأي والتعبير!!!!

منذ متى كانت حرية الرأي والتعبير تسمح بالإساءة إلى الآخرين؟! والعبث بحرماتهم ومقدساتهم؟!، ونحن كمسلمين ليست لنا مشكلة تجاه الآخر؛ فالإسلام يطالبنا بالاعتراف بالآخرين فكراً وديناً وحضارة، والإسلام خاطب جميع الحضارات والأديان التي سبقته، وتفاعل معها، واستفاد منها، وأضاف إليها، دون محاولة إلغائها أو استعدائها، وعقيدتنا تلزمنا بالاعتراف بالعقائد السماوية الأخرى، ومذنب أمام الله من يمسُّ الآخرين بأديانهم وأنبيائهم، أو يجبرهم على تغيير معتقداتهم، «لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ»، ولكن المشكلة في الآخر، الذي لا يعترف أصلاً بالإسلام كحضارة وعقيدة، ويرى فيه إلغاءً له، وبالتالي لا بدّ من الصِّدام معه، وتاريخياً كان هذا الاعتقاد سبب الصّدامات بين الغرب الدخيل على النصرانية، والشرق المسلم.

وإنصافا للتاريخ ، فإن صِّدام الأديان والحضارات ، جاءت بوادره من الغرب الدخيل على النصرانية - كما قلنا - ولا يوجد في الاصل صدام بين المسيحية والإسلام ، فنصارى الشرق جزء لا يتجزأ من أمَّتنا ، بل ركن أساس في بنائها ، وقد شهد التاريخ على أروع نماذج التعاون بين المسلمين ، والنصارى أصحاب رسالة عيسى عليه السلام في الشرق. وإن سجّل التاريخ بعض الأحداث الناشزة في هذه المسيرة المضيئة، في فترات انحسار المدِّ الإيماني لدى المسلمين والنصارى ، جاءت بتوجيه من جهات مباشرة أجنبية لا تريد خيرا للفريقين.

وبالعودة إلى الفيلم المسيء نؤكد: إنّ هذا العمل المشين يسيء للغربيين قبل المسلمين، فمحمد صلى الله عليه وسلم سيظل في ذهن البشرية، وفي حسابات الأرض والسماء، أعظم خلق الله وأعظم مُصلِح في التاريخ وأعظم ثائر، حتى في المفهوم الغربي نفسه، وقد كتب بهذا وشهد به آلاف المفكرين الغربيين، وما هذه التحرشات إلا صغائر لا تتعدى القيمة المتدنية لمفتعليها، ولكنّها تؤشر على مدى تغلغل اليهود في أميركا وكل الغرب، وسيطرتهم على مفاصل السياسة والفكر والإعلام هناك، واستخدام المغفلين من أبنائها كوقود للصراع الدائر بيننا وبين هؤلاء اليهود.

وللأسف ، إن هذه الحقيقة يدركها معظم السَّاسة والمفكرين في الدول الأوروبية وامريكا، ولكن لاعتبارات كثيرة ، ولتحكم اليهود في مفاصل الأحداث هناك، وقوة ضغطهم ، يحاولون غضَّ الطرف عنها ، ويقبلون أن تُساقَ دولهم وشعوبهم إلى معركة، لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

الموقف المطلوب منّا هذه المرة إزاء هذه التحرشات ، موقف عقلاني ، بعيد عن العواطف التي سرعان ما تخبو ، حيث يجب أن نواجه الموقف برد مدروس وصارم، من خلال تفعيل دور المؤسسات الإسلامية العاملة في أوروبا وأمريكا ، لإيصال فكرة الإسلام الحقيقية إلى مختلف الناس هناك.

وعلينا ألاّ نشعر بالانكسار إزاء هذه الإساءات لرسولنا العظيم ، سيدنا وسيد الخلق صلى الله عليه وسلم ، حيث إنه منذ فجر دعوته ، ومنذ أن أُلقي عليه القول الثقيل ، وهو يتعرّض للإساءات من كل الجهات ، التي لا تريد الخير للخلق والبشرية ، بدءا بكفار قريش ، مرورا بقبائل الطائف وقبائل الكفر في القرون الحديثة ، التي تمثلها دول الاستكبار في العالم وصولا إلى اليهود ، الذين لا يزالون يدبّرون ويديرون هذه الحملات حتى يومنا هذا ، له ولدعوته.

مُحَمَّدٌ سَيَظَلُّ مُحَمَّداً ، وهو رسول الله وأعظم خلقه وأشرفهم، وسيظل العلامة الفارقة في تاريخ البشرية ، ولكننا نحن من يُهان بسبب هذه الحملات ، لأننا لم نعد نستطيع حمل رسالته ، ولم نعد على قدر الأمانة ، ونمارس الردّة عن هذه الرسالة كلّ يوم بل كلّ ساعة.

الدستور





  • 1 مراقب 13-09-2012 | 09:56 AM

    الموقف المطلوب منّا هذه المرة إزاء هذه التحرشات ، موقف عقلاني ، بعيد عن العواطف التي سرعان ما تخبو ، حيث يجب أن نواجه الموقف برد مدروس وصارم، من خلال تفعيل دور المؤسسات الإسلامية العاملة في أوروبا وأمريكا ، لإيصال فكرة الإسلام الحقيقية إلى مختلف الناس هناك .

    هذا هو الكلام الصحيح ، وليس قتل السفير الاميركي في ليبيا ، هذا العمل ضد الاسلام ويمكن ان يكون المتسببين عملاء لاعداء العرب ، من يدري ؟

  • 2 سليمان البرماوي 13-09-2012 | 10:55 AM

    الاسلام بدأ بواحد وهاهي مبادؤه ونورانياته وسماحته تلف سائر أرجاء المعمورة..لله در محمد سيد البشرية ما أعظمه..فوالله لو أنه سمع أو رأى هذه الاساءات لكرر قوله المأثور لقومه يوم الفتح العظيم (اذهبوا فأنتم الطلقاء)..حياك اخي أبا سعد

  • 3 متابع .. 13-09-2012 | 11:29 AM

    صلى الله على محمد ... وبورك قلمك يا أخي .

  • 4 زياد البطاينه 13-09-2012 | 01:10 PM

    حقيقة اقف اجلالا واحتراما لكلمات صدرت من قلم ناضج وفكر متقد وعبرت عن احاسيس ومشاعر الكثير من ابناء الامه العربية والاسلامية ونبهت الى حقيقة الصراع المزعوم بين الاديان السماويه ولا ادل من قوله تعالى امن من امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لانفرق بين احد من رسله صدق الله العظيم وان كان هذا ماتفضلتم به فليس غريبا من ابن حسن التل الذي حمل لواء الدفاع بحق عن ديننا السمح رحمه الله واسكنه فسيح جنانه وحقا كنتم خير خلف لخير سلف

  • 5 عبد الرحمن 13-09-2012 | 02:32 PM

    سلمت يمناك ، و حشرنا و إياك مع حبيبنا المصطفى صلى الله عليه و سلم .

  • 6 صحفي 13-09-2012 | 03:12 PM

    الاستاذ الفاضل اين انت من اخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام، وهي تقتدى به في تعاملك مع رعيتك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  • 7 عماد مبارك الزعبي / حريما 13-09-2012 | 03:14 PM

    اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد... الله يجزيك الخير ويعطيك العافيه يااسناذ محمد التل.

  • 8 عمرو الحجاج 13-09-2012 | 04:28 PM

    و الله متم نوره و لو كره الكافرون

    لا اله الا الله محمد رسول
    ( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ).

    ( ولاتحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما
    يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار )
    حسبنا الله و نعم الوكيل

  • 9 الى التقدم والتطور وصناعة القوة العادلة 13-09-2012 | 05:08 PM

    الى التقدم والتطور وصناعة القوة العادلة للامة واكتساب المهارات والخبرات واستغلال الثروات نحو امة قوية يحترم فيها جميع الناس على اختلاف معتقداتهم دمت ولله در الشاعر :
    تبت يداهم بكرة واصيلا .... وخلدت في حقب الزمان رسولا
    .... علم ومحبة وعمل نحمو البناء والمدنية يا امتي والزبد ذاهب لا محالة بوعد الله تعالى وشكر جميعا

  • 10 الله أكبر 13-09-2012 | 05:44 PM

    ....... (لاحول ولاقوة الابالله )صلى الله على سيدنا محمد اقتدوا بسنة النبي صح بعدين احكوا شعب يتحدث ولا يطبق

  • 11 جميل المجذوب ـ ابوراشد 13-09-2012 | 07:07 PM

    احترمك حقيقة ايها الكاتب ...
    سلمت يمناك وادامك الله ...

  • 12 قارئة 13-09-2012 | 08:08 PM

    عليكالسلام ياحبيب الله ويلارسول الله عليكالسلام فوالله مازال فينا عرق ينبض سنظل لك المعاهدن على ان نظل جنود الحق ولكن ان تصدلار هذه الكلمات من هذا الكاتب فاعتقدانه بدها وقفه

  • 13 مفرقي 14-09-2012 | 11:29 PM

    على حكام المسلمين أن يطلقوا علماء المسلمين الصادقين المخلصين كي يأخذوا بيد الشباب إلى بر الأمان ولا يضيقوا الخناق عليهم ليفهم هذا الجيل رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ليوصلها إلى الغرب


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :