عندما اعتذرت تلك الممثلة الأمريكية عن دورها في الفيلم المُسيء للرسول عليه الصلاة والسلام ،تذكرت المثل الأردني "الخوف قطّاع العصب " . وبما أن أميركا وإسرائيل لا تستحيان من جرائمهما المشتركة ضد الإنسانية ، فإن الخوف هو الحل الوحيد للتخفيف من تلك الجرائم ؛ يجب أن نخيفهم ولو بأضعف الأدوات ،وأن نجعل من نوم الليل أمنية وهدفا على قائمة مهام اوباما واسرائيل .. الخوف اليوم من رد الفعل الغاضب على الفيلم المُقرف إياه ، وغداً الخوف من أي اعتداء على كرامة أي عربي أو مسلم بأي مكمن من مكامن الأذى..أذ هكذا ستؤول الأمور .

فأحسن ما بتلك الغضبة التي أعقبت ذلك الإستفزاز المقصود : موضوعاً وتوقيتاً ، هو أن تصبح عادة وأسلوباً عند أي اعتداء على كرامتنا وبلادنا. ماذا لو غضبنا هكذا عندما شن بوش"الصغير" حربه الكونية على العراق ؟؟ الحرب التي بنيت على باطل وأكاذيب لم يكن يقصد منها سوى تحطيم العراق وتفسيخ الأمة العربية من بعده ؟؟ لماذا لم نخرج حينها الى الشوارع عرباً ومسلمين ولماذا لم نُقطّع سفارات أمريكا واسرائيل ستون ألف قطعة ؟؟

من شاهد الفيلم الرائع "فهرنهايت 9-11 " والذي أخرجه الأمريكي مايكل مور، فسوف يؤمن أن لا حل مع هؤلاء التماسيح سوى الخوف ، وأروع ما بذلك الفيلم الذي فاق تأثيره ورسالته كل ما قلناه في استوديوهات التحليل – أروع ما فيه العبارة الأخيرة التي سجّلها العبقري مور والتي تقول: "اخدعني مرة عارٌ عليك، اخدعني مرتين عارٌ عليّ أنا !! وهي من تراث كليلة ودمنة وليست من أمثال ولاية تينيسي كما ذكر ذو العينين الضيقتين الخبيثتين الذي لن يخدعنا بعد الآن هو أو غيره .

كل الذين اعتبروا رد الفعل همجياً وغير ضروري نسألهم :"ما الذي تبقى لنا بعد أن مارسوا علينا كل همجية ومؤامرات الدنيا – وسيستمرون - ؟ وماذا ستكون خطوتهم التالية بعد أن ابتلعوا الربيع العربي وجيروه لأهدافهم الإستراتيجية ؟ إذا قام شخص بضربك و بتجريدك من كرامتك وحقوقك في الدفاع عن النفس فما الذي يبقيه لك – في ظل غياب القانون – إلا أن تنتقم وتلقي الرعب في قلبه ؟

إذا كانت هذه همجية فليكُن !! بكل الاحوال فإن الصورة التي نحتتها هوليوود في الأدمغة لذلك العربي" المتخلّف" الاكول المُكّحل الذي يحمل ذيلا ً أسفل ثوبه ،ويتزوج أربعة نساء، ما زالت مكرّسة ،برغم اننا أصبحنا نسخة طبق الأصل عنهم : نستعمل الآي فون ونتعاطى البرغر والأفلام والملابس المُستّفة في الخزائن . نزيدهم على تلك الصورة العربي الذي سيحرق الأرض تحت من يعتدي عليه ..أليس هذا رائعاً ؟؟ حتى لو أنتجنا مئات العلماء والأف الخبراء وتطورنا مثلهم وأكثر ، فسيظلون يحتقروننا ، ولذا... طالمنا نحن مُجرّد وقود لمحرّكاتهم كما قلتُ لبعض صُنّاع الإعلام البريطاني ، فلا بأس من أن ينقطع عصبهم ويخافوننا .

ikramdawud@yahoo.com