الخطر الصفوي التوسعي ليس خطرا على العراق وفلسطين ولبنان التي يتغلغل بها التيار الإيراني بل هي خطر على الأمة العربية بأكملها وقد أصبح الأردن هو البوابة الشرقية ،الآن، للأمة العربية بعد أن امتلكت إيران وأدواتها العراق واحتلت أرضه وجنّست مئات الآلاف من الإيرانيين بالجنسية العراقية واخترقت المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنيةإيران ليست دولة دينية شيعية المذهب كما يعتقد الكثيرون ،بل هي دولة قومية تتخذ من الدين غطاء لتمرير أحلامها التاريخية التوسعية التي وقف لها العرب لمنعها من التوسع باسم الدين الذي أصبح يستخدم غطاء لكثير من الحركات السياسية ذات الأهداف السياسية الدنيوية.
يقول باحث متخصص بالشأن الإيراني أمضى سنوات عديدة في إيران هو الباحث الدكتور محجوب الزويري، في ندوة شارك بها عن الخطر الصفوي، ان الدليل على أن إيران دولة قومية وليست مذهبية أو دينية هو أن طهران يوجد بها 12 مليون مسلم ولكن لا يصلي يوم الجمعة أكثر من 20 ألف من مواطنيها .ويضيف أن الدين هو رمز للتقرب إلى السلطة في إيران وان مظاهر التدين هي للترقية.
إيران وسياساتها ليست مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني او خلافها مع الأمم المتحدة وأميركا ، بل يتعداها إلى محاولات مد جذورها في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين ثم باقي الدول العربية وبالأخص الدول الخليجية لأن إيران تريد أن تكون لاعبا إقليميا على حساب هذه الدول والشعوب وتريد أن تضعها في ساحتها الخلفية تستخدمها عندما تشاء وتتركها عندما تشاء .
وأنا شخصيا من المتشككين جدا في ظاهرية العداء الإيراني- الإسرائيلي والدليل أن فضيحة كونترا غيت التي كُشفت في نهاية الثمانينيات بيّنت أن إيران تعاونت مع أميركا (أو الشيطان الأكبر كما سمّاها الخميني) وتعاونت مع الشيطان الأصغر ،أي إسرائيل، عندما كانت تشتري الأسلحة الأميركية عبر إسرائيل التي أقنعت الإدارة الأميركية وقتها بأهمية الصفقة وضرورة أن تذهب بعض أرباحها إلى عصابات الكونترا المدعومة أميركيا والمناهضة للحكم الساندينستي في نيكاراغوا.وملأت الفضيحة سماء العالم وتكشفت العلاقة الإيرانية الإسرائيلية بكل وضوح مما يدل على براغماتية الساسة الإيرانيين الذين لم يجدوا حرجا في التعاون مع إسرائيل ضد العراق العربي المسلم.
وقبل أسابيع وعلى هامش منتدى دافوس الاقتصادي السنوي التقى مراسل صحيفة يديعوت احرانوت الإسرائيلية بالرئيس السابق خاتمي الذي أعلن عن تعاطفه مع رئيس دولة إسرائيل موشيه كاتساف- الذي يواجه محاكمة بسبب فضائح جنسية- لانهما وحسب قول خاتمي من بلد واحد في ايران هي بلدة يلدز كما أعلن خاتمي عن استعداده لزيارة اسرئيل وهاجم كل من ينكر المحرقة واعتبرها جريمة ضد الانسانية.فماذا تريد اسرائيل افضل من هذا.
جملة القول أننا أمام سياسة فارسية لا تقيم وزنا للدين بل تستخدمه غطاء لتنفيذ مآربها، ولا تقيم وزنا للعلاقة الدبلوماسية والدليل محاولاتها تهريب أسلحة واختراق بعض الدول التي تقيم معها علاقات دبلوماسية، ولا تقيم وزنا لحرمة الدم المسلم والدليل دعمها بالأسلحة والأموال جهات تذبح أبناء الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني حيث تسعى إيران لاستخدام هذا البلد لخدمة أهدافها السياسية ولديها أهم ذراع ضارب ومسلح هو حزب الله الذي يدين بالولاء للسيد القائد آية الله خامنئي ويتلقى تعليماته من ملالي قم وطهران.
نحن أمام خطر داهم يجب التنبه له وعدم السماح له باختراق الأرض العربية والوقوف بحزم أمام مخططاته التوسعية والفتنة التي يريد أن يبث سمومها في أوصال الأمة العربية وتفريق الناس بين شيعة وسنة وهو ما يرمي له حكم الملالي لكي تتاح لهم أرضية التدخل.
awsnasam@wanadoo.jo